رئيس التحرير
عصام كامل

لحظة من فضلك!

فجعنا نهاية الأسبوع الماضي بنبأ مصرع والد أحد الفنانين، نتيجة اختناقه بالدخان الكثيف ، بعد أن ترك المدفأة الكهربائية تعمل ليلا، ودلف إلى النوم، وتبين من تحقيقات النيابة في هذا الحادث الأليم أن المدفاة اشتعلت وامتدت ألسنة النيران إلى المفروشات والأثاث، ومن ثم إلى باقى الفيلا التى تحولت إلى كتلة من اللهب خلال وقت قليل، إلى أن أجهزت النيران عليها بالكامل.

 

فى أعقاب هذا الحادث الأليم الذى أثار غصة فى حلق كل متابع نتيجة ظروفه المأساوية، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعض النصائح التى تحذر وتوجب الاحتياط عند استخدام المدفأة خاصة مع برودة الجو الشديدة.

 

واستيقظنا مؤخرا أيضا على مصرع طفلين شقيقين فى عمر الزهور داخل غرفتهما، اختناقا بعد أن اشتعلت فيشة مشترك الكهرباء فى الغرفة، حيث كانت الأم تقوم  بتشغيل أحد الأجهزة، فنام الأطفال ونزلت الأم إلى السوق بضعا من الوقت، لتعود وقد ملأ الدخان الكثيف الشقة، واختنق الصغار نتيجة احتراق المشترك وامتداد النيران إلى أسلاك الكهرباء.

 

اقرأ أيضا: فص ملح وداب

 

حادث آخر، حين تفحمت شقة نهائيا فى أحد الأحياء، حتى أن محارة الجدران سقطت من شدة النيران، وتبين السبب بعد فحص المعمل الجنائي وسؤال أصحاب الشقة، أنهم كانوا خارج المنزل وتركوا شاحنا احتياطيا (باور بانك) على الكهرباء حتى عودتهم، وانفجر الشاحن وهم بالخارج والتهمت النيران الشقة بالكامل.

 

وأذكر حادثا فى منطقتى السكنية، حينما نسي رب الأسرة غلاية المياه "بويلر" فى وضع التشغيل بالمطبخ، ونام الجميع واحترقت أسلاك الغلاية التى يبدو أنها لم تفصل أتوماتيكيا كما هو المعتاد فى هذا النوع، وامتدت ألسنة اللهب إلى ما جاور الغلاية ثم إلى باقى الشقة، وبداخلها الأسرة كاملة أب وأم وثلاثة أطفال والجد والجدة، وما زاد الأمر سوءا وصعوبة فى إنقاذهم، أو اقتحام الشقة من قبل الدفاع المدنى ورجال الإطفاء، وجود باب حديدي ركبه الأب سابقا لمنع السرقات، ما أدى إلى تأخر عملية الإنقاذ حتى يتسنى تحطيم الباب، ولكن كانت الأقدار سابقة فتوفي الجد وأصيب الباقون.

 

واقرأ أيضا : صحتك بالدنيا

 

أدى انعدام الضمير فى عمليات تصنيع الأدوات الكهربائية إلى انتشار المنتج المقلد والمغشوش والرديء فى صناعة تحتاج إلى مواد خام جيدة تتحمل الضغط والأخطار، ولذا فإن معظم النيران حاليا تأتى من مستصغر الشرر.

 

كانت أمى رحمها الله تنصحنى دائما، ولا يمنع الحذر من وقوع القدر، لكنه الاحتياط فقط للأمر وتسليمه كله إلى عناية الله عز وجل، كانت تنصحنى دائما بألا أترك جهازا فى فيشة كهرباء، وألا أغفو إلى النوم وهناك إناء على النار، وأن أطمئن ليلا إلى إغلاق باب الشقة جيدا، وإغلاق محابس الغاز.

 

نصيحة، وليس بالصعب على أي منا تنفيذها كل ليل أو نهار، طالما لسنا فى حالة احتياج، انزع فيشة أى جهاز لا تستخدمه، لا تترك الشواحن على الكهرباء طوال الوقت سواء بها أجهزة أم لا، أغلق محابس الغاز قبل النوم فربما كان هناك مفتاح بوتاجاز أو سخان غير آمن، أدر التكييف والمدفأة، بالقدر الذى يبرد الغرفة صيفا أو يدفئها شتاء قبل النوم، ثم أنزعهم من الكهرباء حال خلودك الى النوم، لا تستمتع بمياه السخان الدافئة، وتجلس فى حمامك بالساعات، فربما تقتلك أبخرة المياه غير المحسوسة، انتبه فقط وأترك الأمر لله، فلن يكون إلا ما قدره عز وجل.      

    

الجريدة الرسمية