رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فص ملح وداب!

إعلان لشركة تطلب موظفين وموظفات، طلاب وخريجين، من جميع الأعمار، لا يشترط الخبرة أو السن تماما، بمرتبات تبدأ من 3000 آلاف جنيه، للعمل في فروعها المختلفة في أنحاء الجمهورية.كانت هذه الشركة تحمل اسم (..... جروب)، ويضع الإعلان أرقام هواتف محمولة للتواصل، مع ضرورة الحضور إلى مقر الشركة في العنوان الذي يقال للمتصل هاتفيا لإجراء المقابلة وتسلم العمل فورا.لم يوضح الإعلان طبيعة العمل المطلوب أو نشاط وظائف تلك الشركة، أو حتى يضع بريدا إلكترونيا موثقا كما هو المعتاد في الشركات المحترمة التي تعتمد في إنتقاء كوادرها على أقسام الموارد البشرية.قال لى شاب ثلاثينى أعياه البحث المضنى عن وظيفة مناسبة لمؤهله الدراسى الجامعى: «قرأت أحد الإعلانات التي توزع على المارة أمام محطات المترو، وقررت أن أخوض التجربة وفى داخلى يقين بأن هذا الأمر غير طبيعى وليس بالمنطقى، واتصلت بالهاتف، ردت على فتاة، سألتها عن طبيعة الوظائف المطلوبة، فبادرتنى هي بالسؤال عن مؤهلى، وحينما أخبرتها، طلبت منى أن أحضر فورا إلى المقر في العنوان......... ».يكمل الشاب: «ذهبت إلى مقر الشركة الذي وصفته لى الفتاة، وجدت طابورًا من الشباب ينتظر، لا يعلم أي منا ما هي نوعية وطبيعة الوظائف المطلوبة، وتدريجيا تتضح الصورة، حينما خرج علينا أحد الموجودين داخل المقر باستمارات لطلب الوظيفة طالبنا أن نضع بها بيناتنا، ثم طلب من كل شاب يتسلم النموذج دفع مبلغ (مئتى جنيه) ثمن الاستمارة، ترد له حال قبوله وتسلمه الوظيفة».ويستطرد: «ساورتنى الشكوك ودفعنى الأمر للخروج من المقر والتجول في المنطقة قليلا للسؤال عن تلك الشركة ونشاطها، فأخبرنى الجيران المقربون أن هذا المكان يؤجر دائما إيجارا جديدا، وأنهم لم يسمعوا أبدا باسم الشركة ولا يعلمون من هو مديرها أو أصحابها أو المسئولين عنها، وقررت العودة لتسلم الاستمارة ومتابعة الخطوات حتى النهاية حتى أتحقق من شكوكى، فطلب منى الموظف ذاته مبلغ المئتى جنيه أولًا، فطلبت منه أن يوضح لى هوية الشركة ونشاطها، ومن هو مديرها، ولماذا هذا المبلغ؟ فرفض ونهرنى بشدة، وطالبنى بالانصراف الفورى من المكان وإلا قام بطردى!».هذا الشاب كان لديه من الفطنة ما جعله يفكر وتساوره الشكوك، على حين يحتاج لآخرين إلى العمل وينساقون في نوع من الأمل خلف الوهم والخديعة والنصب الواضح.أيضا إعلانات التوظيف المضللة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، عادة ما تحمل وظائف (وهمية) تكون جاذبة في رواتبها ومجالاتها وغالبا تكون إعلانات وظائف لدول في الخارج.(مئتا جنيه) مبلغ، مضروبا في عدد لا بأس به من الشباب المتشوق للعمل، والنتيجة أرباح طائلة، ثم هروب من المقر وإغلاق الهواتف، وحينما تسأل يقال لك: المعوض ربنا (فص ملح وداب!).للشباب وللباحثين عن فرصة عمل، تحقق أولا من جدية الإعلان ومدى مصداقيته أو عقلانيته واقترابه من المنطق، فلا توجد شركات محترمة تطلب أموالا نظير التعيين، ولا توجد شركات ليس لها بريد إلكتروني موثق ومعتمد على موقعها أو لأقسام الموارد البشرية بها، ولا توجد شركات تعتمد على الهاتف المحمول فقط في علاقتها مع المتقدمين لشغل الوظائف، احذر وانتبه فربما تشارك في صناعة ثروات طائلة لمجموعة من النصابين والمحتالين وأنت لا تدرى.

Advertisements
الجريدة الرسمية