رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد نيازي مصطفى.. حكاية جريمة غامضة قيدت ضد مجهول

نيازى مصطفى شيخ المخرجين
نيازى مصطفى شيخ المخرجين

يُعد نيازى مصطفى، شيخ المخرجين، أحد أبرز مخرجي المحروسة، فقد قدم مجموعة من أبرز الأعمال الفنية التي خلدت اسمه، وفى مثل يومنا هذا 11 نوفمبر، ولد نيازى في أسيوط لأب سوداني وأم تركية، وبالرغم من دراسته في ألمانيا إلا أنه عاد إلى مصر واقتحم عالم الفن في البداية من بوابة المونتاج، ثم بدل وجهته فيما بعد إلى الإخراج وكان أول أفلامه "سلامة في خير" للفنان الراحل نجيب الريحانى، واستمر عمله وإنتاجه الفنى.


وبالرغم من هذه الحياة الفنية الثرية، إلا أن نهاية نيازى مصطفى كانت درامية وكأن القدر قد أراد ألا يغادرها نيازى بصورة طبيعية، ففى 19 أكتوبر من عام 1986 تفاجىء الرأى العام بجريمة غامضة، وكان بطلها المخرج نيازى مصطفى، الذي وجد مقتولًا في يوم تصوير آخر مشهد من فيلم "القرداتى"، وكان أول من اكتشف حقيقة مقتله هو الطباخ الخاص به، الذي شعر بالقلق والريبة من عدم استجابة نيازى لدقاته على باب منزله الكائن في 1 قرة بن شريك بالدقى كما اعتاد، فأسرع بالاتصال بشقيق المخرج الراحل وأخبره بحقيقة قلقه.

اغتيال المخرج نيازي مصطفى


وكان الطباخ على حق، فقد وقع لنيازى مكروهًا، فقد وجده الطباخ في شقته التي تحمل رقم 12، جثة هامدة في جلباب أبيض في غرفة النوم الخاصة به، وقد كان نيازى مقيد اليدين من الخلف بـ"كرافتة"، وتم تكميم فمه بقطعة قماش لمنعه من إصدار أي صوت أو استغاثة كما أن آثار دماء كانت موجودة على أنفه وفمه.

كان مشهد النهاية في حياة نيازى قاس للغاية، وحاولت جهات التحقيق في القضية حل لغز الجريمة الغامضة، فاستمعت إلى كثير من شهود العيان من بينهم الطباخ العجوز، وأيضًا عدد من الفنانين المشاركين في آخر أعماله "القرداتي" مثل الفنان فاروق الفيشاوى والفنان طارق النهري، وشقيقه المونتير جلال مصطفى، وعدد من الكومبارسات بالفيلم، وبالرغم من أن أقوال الشهود قد كشفت الكثير عن طبيعة علاقات نيازى مصطفى الفنية والنسائية وأيضًا العائلية، إلا أنها لم تساهم في حل اللغز، فقد قيل أن نيازى كان يحب فنانة ناشئة تزوجته عرفيا بعد أن قدمها في فيلم "الدباح"، ولكنها تركته فيما بعد لتتزوج من رجل أعمال وتركت التمثيل، وتم سؤالها أيضا فقالت أن علاقتها به نشأت من منطلق أنها فتاة تراودها أحلام الشهرة والتمثيل كأى فتاة في عمرها، وأنها كانت تعتبر نيازى مثل والدها.

ولقد قادت التحقيقات والاستجوابات إلى مزيد من التفاصيل حول مشهد النهاية في حياة نيازى، مفادها أنه قد عاد يوم الحادث إلى منزله الذي يعيش فيه وحيدًا في السابعة مساء بعد الانتهاء من تصوير آخر مشاهد فيلم القرداتي، وبعد وصوله بساعة وصل طباخه ومعه وجبة العشاء، وبعد أن قدم له الطعام غادر الطباخ وترك نيازى وحده، ليأتى بعد ذلك ويكتشف الجريمة.

وبالرغم من بشاعة الحادث إلا أن رجال الأمن والنيابة العامة لم ينجحوا في الكشف عن ملابسات هذا الحادث الأليم الذي رحل على إثره أحد أبرز مخرجى مصر، وكل ما توصلوا إليه أن قاتل المخرج معروف لديه لعدم وجود آثار عنف، كما أن كثرة البصمات في مكان الحادث بسبب وصول عدد كبير من معارف المخرج الراحل لمكان الجريمة قبل وصول رجال الأمن صعبت من المهام الموكلة إلى جهات التحقيق، فضلًا عن أمر شقيق نيازى بنقل جثمانه من مكانه قبل وصول جهات التحقيق، لذا فقد انتهى التحقيق إلى تقييد هذه الجريمة الشنعاء ضد مجهول أحاط بقطعة قماش حول عنق الراحل وضغط عليه بشدة قاصدًا قتله، وفلت الجاني بفعلته، ولم يتم الكشف حتى يومنا هذا عن هوية القاتل.
الجريدة الرسمية