رئيس التحرير
عصام كامل

"استقر في قصر ملك الترام".. مواصفات وسيناريو عرض ترام مصر الجديدة بقصر البارون

فيتو

استقبلت حديقة قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة إحدى أقدم عربات الترام التي كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حي مصر الجديدة خلال القرن العشرين، والذي أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية للحي.


وكشفت الدكتورة بسمة سليم، مفتشة آثار بقصر البارون الأثري، أنه تم نقل عربة ترام إلى حديقة قصر البارون إمبان (1852-1929) لتصبح آخر ما تبقى من مشروع عملاق لإنشاء خطوط الترام، شيده البارون إمبان على أرض مصر.

وأضافت: "لم يكن مشروع ترام هليوبوليس هو مشروعه البكر فللبارون إمبان باع طويل في مد خطوط الترام بجميع أنحاء العالم نذكر منها بلچيكا وباريس والصين والكونغو وتركيا"، لتنعيه جريدة فرنسية عند وفاته وتكتب "مات ملك المترو".

وفي 23 مايو 1905، منحت الحكومة المصرية شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات عين شمس امتياز مدته 70 عاما ينتهي في 22 مايو 1975، يسمح لها بإنشاء سكة حديد كهربائية تصل ما بين كوبري الليمون وضاحية هليوبوليس الجديدة (وهو خط المترو الذي صار امتداده فيما بعد حتى شارع عماد الدين) وأيضا إنشاء واستغلال خط ترام يبدأ من المحطة النهائية لخط ترام العباسية وينتهي إلى مدينة مصر الجديدة (وهو ترام مصر الجديدة الأبيض المعروف).

وفي 24 سبتمبر 1908 منحت الحكومة المصرية لشركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات عين شمس امتيازًا آخر بإنشاء واستغلال خط ترام بين ضاحية مصر الجديدة وضاحية سراي القبة، وينتهي امتياز هذا الخط في آن واحد مع الخط الأول.

أما في 11 يوليو 1910 تم افتتاح الخط الأول حيث كانت قطارات المترو الفخمة تقطع المسافة في عشر دقائق فقط، وكانت هذه القطارات تسير على خط مزدوج عرضه متر واحد، أنشئ هذا الخط على شريط من الأرض مسور في كامل طوله، وليس هناك شوارع تتقاطع في مزلقان، فخط المترو على منسوب واحد في المسافة من كوبري الليمون إلى مدخل مصر الجديدة، وكان هذا الخط يتغذى من محطة كهربائية أُقيمت بناحية شبرا الخيمة وتُولد هذه المحطة تيارًا قوتة 10 آلاف فولت يتحول في محطة ثانوية بمصر الجديدة إلى تيار مستمر قوته 575 فولت.

وصُنعت قاعدة عربات المترو من هيكل حديدي، كما صُنعت جوانبها وسقفها من خشب الجوز وخشب التك وقسمت كل قاطرة إلى درجتين الدرجة الأولى والدرجة الثانية وفي كل من هاتين الدرجتين ديوان خاص للحريم، وكانت أجرة السفر في الدرجة الأولى 30 مليما، وفي الدرجة الثانية 15 مليما، ويقع مخزن مركبات المترو ومعظم بيوت العمالة بمنطقة ألماظة إلى الشمال الشرقي من مصر الجديدة.

وصول أحد العربات الخاصة بترام مصر الجديدة لعرضها بحديقة قصر البارون

وكان العميد هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية والمشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، قد أوضح أنه تم إعداد وتجهيز المنطقة الأمامية من حديقة قصر البارون لاستقبال العربة عن طريق عمل وتثبيت قواعد خرسانية وفلنكات وقضبان ومهمات خاصة بالسكة الحديد، مؤكدا أنه بدءا من الأسبوع المقبل سوف تخضع هذه العربة لأعمال الترميم ورفع كفاءتها لاستعادة رونقها وإظهار صورتها الأصلية التي كانت عليها في عصر البارون إمبان؛ لتدخل ضمن سيناريو العرض الخاص بالمعرض الذي سيقام داخل القصر عن تاريخ حي مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور، والذي يأتي في إطار مشروع إعادة توظيف قصر البارون إمبان الذي تنفذه وزارة الآثار بالتعاون مع السفارة البلجيكية وجمعيات المجتمع المدني بمصر.

واختارت اللجنة العليا لسيناريو العرض المتحفي هذه العربة لعرضها ضمن المعرض لتروي قصة إنشاء أول خط للترام في مصر والذي أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية لحي مصر الجديدة، كما أنها ستسلط الضوء على حركة التطور العمراني الذي ابتكره البارون إمبان لجذب السكان إلى الحي الجديد الذي بناه بمدينة القاهرة.

وأشار الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أن العربة هي إحدى عربات الترام الحمراء التي كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حى مصر الجديدة وقد أنشأه البارون إمبان (ملك الترام في العالم) لهذا الغرض. بينما كان الترام الأبيض للانتقال من المدينة الجديدة إلى القاهرة.

واستقرت عربة الترام بالمكان الذي تم إعداده لاستقبالها بعد أن تسلمها قطاع الآثار الإسلامية من الإدارة المركزية للترام هيئة النقل العام بالتعاون مع محافظة القاهرة ليظل قصر البارون إمبان مرتبطا بالترام الذي توقف عن العمل، وليكون جزءا من وسائل العرض بقصر البارون للأجيال التي لم تعاصر النشاط الأولى للمدينة.
الجريدة الرسمية