رئيس التحرير
عصام كامل

"حامد عبد الصمد"!


"حامد عبد الصمد"، اسم يعرفه ملحدو مصر، وكارهو الدين بالسليقة جيدًا. هو رسولهم الذي أضلهم إلى طريق الإلحاد، ونبيُّهم الذي يرسم لهم خطة الطريق، حتى يظلوا على إلحادهم، وهو زادهم الذي لا ينضبُ في غيِّهم الذي فيه يعمهون.


"عبد الصمد"، الأربعينى المصرى المقيم في ألمانيا، هو عرَّاب الإلحاد وزعيم الملحدين الأول في مصر. عندما يأتى إلى القاهرة.. يستقبله مريدوه استقبال الفاتحين، فتُقام له الندوات، وتُنظم له المؤتمرات؛ لكى يتحدث عن الإلحاد وأهميته في بناء الإنسان المثالى والمجتمعات المتطورة!!

اللافتُ.. أن تلك الندوات والمؤتمرات لا تتعرض للتضيق ولا الإلغاء المُباغت تحت أي دواعٍ. "عبد الصمد"، المولود بإحدى قرى الجيزة قبل 47 عامًا، دائم التطاول على الذات الإلهية ونبىِّ الإسلام والقرآن الكريم والإسلام بصفة عامة. وفيديوهاته على "يوتيوب"، وكتبه ومقالاته شاهدة على ذلك.

وهو من ادَّعى يومًا بهتانًا وزورًا أن "الفاشية الدينية بدأت منذ فتح مكة"، وهى الفريَّة التي يتلقفها بعض الصغار هنا، ويزيدون عليها ويضاعفونها. كما أنه يُكرِّس حياته لمهاجمة الإسلام والنيل من النبي صلى الله عليه وسلم. ويُردد في أي مُحفل يُدعى إليه داخل مصر أو خارجها أن "الإسلام لم يُقدم للإنسانية أي شيء جديد أو أي إبداع خلاّق"! كما يروج أن "الإسلام -كحضارة - هو في مرحلة شيخوخة ولا يقدم جديدًا، ولا يجيب عن التساؤلات المُلحة للقرن الحادى والعشرين".

ويتساءل ساخرًا بشأن القرآن الكريم: "أي إصلاح يُنتظر من شعوب تقدّس نصوصًا جامدة عقيمة لا فائدة منها". وهو من يؤمن بـ"أن القرآن حجرة عثرة في طريق تطور المسلمين، لأن الإصلاح يبدأ وينتهى بالنص القرآنى"!

في كتابه: "سقوط العالم الإسلامي" يتنبأ "عبد الصمد" بسقوط العالم الإسلامي، وهي رغبة شديدة الإلحاح، يفرضها في جميع كتاباته وندواته. وهو صاحب مقولة: "نحتاج إلى مُلحدين؛ للتشكيك بطريقة إلحادية في كل شيء في هذا الدين بدون محظورات"! ولا تزيد بضاعة "عبد الصمد" شيئًا مذكورًا عمَّا ردده الأقدمون من من الكارهين للإسلام بالسليقة وأوردوه في كتبهم، وما تعجُّ به الإسرائيلياتُ من افتراءاتٍ ومزاعمَ وأكاذيبَ، مع مزجها بما تنتجه رأسه من خيالاتٍ وأوهامٍ وضلالات.

ما أفرزه "عبد الصمد" خلال السنوات الأخيرة، سواء كان مكتوبًا أو مصورًا ومذاعًا، يُعتبر الرافد الأكبر للأجيال الجديدة من الملحدين، وغيرهم من القواعد والمتنطعين "على كَبَر". ويتجلى ذلك في منشوراتهم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، ومقالاتهم المنشورة في الصحف المصرية، فضلًا عن الصفحات الإلحادية عبر "فيس بوك"، وإسهاماتهم في المواقع الإلحادية المتنوعة والمدعومة على الشبكة العنكبوتية.

ظاهرة "عبد الصمد" بتداعياتها وآثارها الوخيمة، لا يمكنُ التغافل عنها وتجاهلها؛ فخطرُ الإلحاد على شباب المسلمين في ظل عالم لا يعترف بحواجز أو حدود، فضلًا عن سهولة وصول المعلومة، والانتشار الواسع للأفكار مع الانفتاح على كافة الحضارات والأفكار والفلسفات، مصيبة كبيرة، لا ينبغى التخفيف والتهوين من آثارها، والانشغال بما هو أدنى منها.

في ظل ظاهرة "عبد الصمد"، فإنَّ الصمت يُعتبر خيانة للأمانة، والتغافل يُعدُّ تهاونًا بحق الدين، وتقصيرًا بحق الأجيال الجديدة، الذين يسقطون بسهولة منقطعة النظير في "الأفخاخ الإلحادية"، المتناثرة على الشبكة العنكبوتية، والتي لا تتعرض للحظر أو الحجب وتحظى بدعم مالى ومعنوى غير محدود، ما يثير مزيدًا من الشكوك، ويطرح الكثير من علامات الاستفهام. ليس صحيحًا ما يدعيه بعض المتنطعين إن الملحدين أقل ضررًا ممن سواهم، هذه سذاجة تراقى إلى درجة متقدمة من السفاهة. الإلحاد كما الإرهاب، وجهان لعملة واحدة، قد يختلفان في المقدمات، ولكن النتائج واحدة.

"عبد الصمد".. لا يقلُّ أثره السيئ عن زعماء وقيادات العنف والإرهاب، ومن ثمَّ.. فإن التغافل عنه وعن أقرانه وأمثاله وأشياعه من الملاحدة، والتمكين لهم والترحيب بهم، عبر وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية داخل مصر، تحت أية دواعٍ واهية، جريمة متكاملة الأركان، يتفاقم أثرُها السيئ يومًا بعد يومٍ، داخل نسيح مجتمعى مُهترئ على جميع المستويات، ولا بد من التصدى له وفضحه وكشفه قبل أن نستيقظ يومًا على منحه إحدى جوائز إحدى جوائز الدولة؛ تقديرًا على دوره المشهود في نشر الإلحاد، كما حدث من قبل مع "سيد القمنى"!!
الجريدة الرسمية