رئيس التحرير
عصام كامل

هجرة غير شرعية وأب مفاجئ.. طفولة بيتر هاندكه الفائز بجائزة نوبل للآداب 2019

جائزة نوبل للآداب
جائزة نوبل للآداب - أرشيفية

مابين حياة القرية الهادئة في الطفولة، نمى وعي الكاتب النمساوي بيتر هاندكه الذي حصل على جائزة نوبل للآداب 2019، بحسب إعلان الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة اليوم.


من الطب النفسي إلى الكتابة.. من هي أولجا الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2018؟

لم تكن حياة القرية هي أول ما لامس قلب بيتر في طفولته، وإنما بدأت حياته الطفولية بعبور الحدود مع أسرته بطريقة غير شرعية من برلين إلى النمسا، ابتعادًاعن آلام الحرب وحصار برلين، وقد خاضت الأسرة تجربة الهجرة غير الشرعية لعدم وجود جوازات سفر لديهم، فقد عبروا مختبئين في عربة شحن، وتمثل تلك المغامرة بالنسبة لبيتر هاندكه أول تجربة مؤثرة من تجارب طفولته، والتي كان يتذكرها فيما بعد، وقد كتب موضوع إنشاء في المدرسة في عام 1957 يصف فيه وقائع العودة بالتفصيل.

وولد بيتر لأم سولفينية وهي ماريا هاندكه، والتي تعرفت في عام 1942 على إريش شونيمان موظف البنك المتزوج وحبلت منه ببيتر، لكنها قبل ولادته تزوجت أدولف برونو هاندكه محصل ترام وجندي في الجيش والذي أصبح زوج أمه، ولم يعرف بيتر بهذه الحقيقة إلا قبل إتمام الثانوية بقليل.

وبدأ بيتر حياته الدراسية باختيار الالتحاق مدرسة تانتسنبرج الكاثوليكية الداخلية، والمتخرج من تلك المدرسة يعمل في الوظائف الدينية في الكنيسة، ومن ثم قرر بيتر ترك هذه المدرسة الداخلية لأنه لم يعد يحتمل نظامها القاسي وقداساتها الصباحية وقائمة المحظورات الطويلة التي مثلت عبئا على نفسيته وموهبته، فقد حدث مرة أنه ضبط يقرأ كتبا ممنوعة لجراهام جرينه، مما دفعه إلى اتخاذ قراره بنفسه والعودة إلى قريته.

ومن ثم بدأ هاندكه في دراسة القانون، ورغم أنه لم يكن متحمسا لمواد الدراسة إلا أنه اجتهد في الدراسة وبنجاح، وكان يجتاز امتحاناته بتفوق، وكان ينفق على دراسته عبر منحة دراسية ومن مال يأتيه من الأسرة أو عبر بعض الأعمال المرافقة للدراسة، فكان يعطي دروسا في اليونانية، كما عمل في محل تطلب بضائعه بالبريد، وقد أدى عمله في غرفة حزم الطرود والتي كانت تنار بأضواء النيون إلى الإضرار بعينيه بمرور الوقت، لذلك أوصاه الطبيب بنظارة ذات زجاج معتم. وقد صارت النظارة ذات الزجاج المعتم فيما بعد من سمات الكاتب الشاب في لقاءاته العامة، وخلال فترة الدراسة تكونت لديه عدة ميول ظلت ذات أهمية له فيما بعد، فكان دائم الذهاب يوميا إلى دار السينما، وفي بعض الأيام كان يذهب أكثر من مرة.

وكان هاندكه قد لفت الانتباه إليه قبل صدور روايته الأولى في مطلع عام 1966، خلال اشتراكه في اجتماع لجماعة 47 في برينستون وكان حينذاك يستخدم تسريحة شعر رأس عيش الغراب Pilzkopf-Frisur بأسلوب البيتلز، وكان يكتب المسرحيات الكلامية التي نالت شهرة واسعة آنذاك لما لها من جرأة في أسلوب الطرح والتناول، ومن ثم توالت رواياته وانتقالاته بين بلدان العالم أجمع.

وحصل اندريه على العديد من الجوائز العالمية، ومنها: "جائزة فرانتس كافكا (2009)، جائزة زيجفريد أونسلد (2004)، جائزة فيلنيكا (1987)، جائزة جورج بوشنر (1973)، جائزة أمريكا في الآداب، الدكتوراه الفخرية من جامعة القلعة (2017)".
الجريدة الرسمية