رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة «معلمين» ببني سويف.. والمحافظة تلجأ للجمعيات والنواب لسد العجز

فيتو

تواجه مدارس محافظة بني سويف، أزمة عجز في معلمي بعض التخصصات الدراسية بالمدارس الحكومية، وهي الأزمة التي بدأت قبل ثلاثة أعوام، خاصة في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية، ويزداد الوضع سوءًا عندما يلجأ مديرو المدارس إلى دمج الفصول للتغلب على الأزمة، ما يؤدي لارتفاع الكثافة الطلابية التي تتسبب في تدهور المستوى التعليمي بالمدارس.


إلغاء الندب
مديرية التربية والتعليم بمحافظة بني سويف، لجأت خلال السنوات الثلاث الماضية لأكثر من حيلة للتغلب على الأزمة، بدأتها منذ عامين، بإلغاء ندب كل معلم يعمل في مجال التدريس ومنتدب أو ملحق على وظيفة إدارية بالمديرية أو الإدارات التعليمية دون الحاجة إلى خدماته فورًا للعمل بالمدرسة المنتدب أو الملحق منها، وفي العام التالي اتجهت للتعاقد مع معلمين، خلال فترة الدراسة، طبقًا للقرار الوزاري، ولكن مع إنهاء تعاقدهم الذي لم يستمر أكثر من ثلاثة شهور عادت الأزمة من جديد، لتلقي بظلالها على مدارس المحافظة، مع بداية الموسم الدراسي الجديد.

إلغاء الحصص
يقول محمد طه عدلي، عضو مجلس الأمناء بإحدى المدارس الابتدائية، إن المدرسة قامت بتخفيض عدد الحصص محاولة منها لسد العجز، وتم ضغط حصص التربية الفنية والحاسب الآلي والمكتبة، من حصتين إلى حصة واحدة في الأسبوع، كما أعطت المدرسة للأخصائيين الاجتماعيين حصصًا دراسية لسد العجز، وأمين المرافق والمعمل ومدير المدرسة والناظر جميعهم أخدوا حصصًا.

نصيب المعلم
وقال مدير مدرسة ـ فضل عدم ذكر أسمه ـ أنه مع بداية كل موسم دراسي يعاني من توزيع حصص العام الجديد في ضوء عجز المدرسين بمدرسته للسنة الثالثة على التوالي، والذي وصل هذا العام إلى نقص 12 معلمًا، مشيرًا إلى أنه كان يتدارك الأمر في السابق، ومع زيادة الطلاب الجدد بالمدرسة لم تفلح جهوده في توفير معلم واحد من بين 12 معلمًا تحتاجهم المدرسة، مؤكدًا أنه عند إعداد جدول الحصص للعام الجديد اضطر لزيادة نصيب المعلم من الحصص «وده طبعا هيبقى عبء كبير عليهم، بس معنديش حل تاني».

الأزمة والحل
وقال النائب الدكتور عبد الرحمن برعي، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن أزمة عجز المعلمين تتلخص في سوء التوزيع ببعض الإدارات، وخاصة المدارس الفنية الصناعية التي يوجد بها زيادة، وكذلك خروج أعداد كبيرة من المعلمين للتقاعد لبلوغهم السن القانونية للمعاش، الأمر الذي أحدث عجزًا كبيرًا في أعداد المعلمين بالمدارس، بالمقارنة مع أعداد التلاميذ التي تتزايد كل عام عن الآخر، إضافة إلى النظام التعليمي الجديد، الذي يخصص معلمان لكل فصل، وهو ما يصعب تطبيقه في ظل هذا العجز.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أنه هناك حلولًا مؤقتة لمواجهة الأزمة، منها السماح للخدمة العامة بالعمل نظير بدل انتقال، وإعطاء لهم شهادة خبرة، ومنح المعلمين الحاليين مقابل مادي عن الحصص التي تزيد عن نصيبه المقرر بالجدول، فضلًا عن التعاون بين المديرية ومؤسسات المشاركة المجتمعية بتعاقدها مع معلمين لسد العجز، إلى أن يتم التغلب نهائيًا على الأزمة بتعيين والتعاقد مع معلمين جُدد من نفس القرى التي تعاني مدارسها من العجز.

جمعية بالفشن
ولجأت محافظة بني سويف، إلى المستثمرين والجمعيات الأهلية وأعضاء مجلس النواب، في محاولة منها لسد العجز ببعض المدارس، وأثمرت تلك الجهود عن توقيع بروتوكول تعاون بين مديرية التربية والتعليم إحدى الجمعيات الأهلية، والذي بمقتضاه سوف تساهم الجمعية مع المحافظة في سد عجز 200 معلم في تخصصات «الرياضيات واللغة العربية والعلوم» بمدارس مركز ومدينة الفشن، جنوب المحافظة، يتم اختيارهم طبقًا للتخصصات المطلوبة وفقًا للمعايير العلمية والعلمية وشروط وضوابط وزارة التربية والتعليم.

نائب سمسطا
كما أعتمد المستشار هاني عبد الجابر، محافظ بني سويف، بروتوكول تعاون موقع بين مديرية التربية والتعليم، والنائب حسام العمدة عضو مجلس النواب عن دائرة سمسطا، والذي بمقتضاه سوف يساهم النائب مع المديرية في سد النقص في مدرسي مواد «اللغة العربية، الرياضيات، العلوم» بالمدارس التابعة لنطاق دائرته، والذين يصل عددهم إلى 200 معلمًا، من خلال "توفير مستحقاتهم" بداية من أكتوبر المقبل المقبل وحتى نهاية العام الدراسي.

مدارس بني سويف تستقبل التلاميذ بالعسلية والرسم على الوجه (صور)

الواسطى وناصر
وقال المستشار هاني عبد الجابر، محافظ بني سويف، إن المحافظة تبذل جهودا عديدة لسد عجز المعلمين ببعض التخصصات الدراسية على مستوى مراكز ومدن المحافظة، والتي بدأ تنفيذها لأول مرة في مركز الفشن، من خلال المساهمة المجتمعية لإحدى الجمعيات الأهلية لتوفير الاعتماد المالي لمرتبات 200 معلم، وتعد مساهمة نائب سمسطا هي الثمرة الثانية للمبادرة التي ستعم كل مراكز المحافظة، حيث أبدى عددًا من مسئولي الجمعيات مشاركتها في المبادرة في مركزي الواسطى وناصر.
الجريدة الرسمية