رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سياسة بدون سياسيين !


في كتابها "خيارات صعبة" كتبت "هيلارى كلينتون" وزيرة الخارجية سابقا للولايات المتحدة تقول: "زرت القاهرة بعد نحو شهر من تنحي مباركْ، ومشيت في ميدان التحرير، والتقيت عددا من الطلاب والناشطين الذين أدوا دورا قياديا في التظاهرات. دفعنى فُضولى إلى سؤالهم عن خططهم للانتقال من الاحتجاج إلى العمل السياسي، واقتراحاتهم لوضع الدستور الجديد، وخوض الانتخابات المقبلة.


فوجدتهم مجموعة غير منظمة وغير مستعدة لخوض أي شيء أو التأثير في شىء، لم يملكوا الخبرة السياسية، ولم يفقهوا طريقة تنظيم الأحزاب، والترشح إلى الانتخابات وإدارة حملاتها. لم يؤسسوا قواعد حزبية وانتخابية، ولم يبدوا اهتماما بإرسالها".

هكذا لخصت جانبا من الحياة السياسية المصرية، وهو الجانب الذي يثير الأسى.. حيث تفتقد تلك الحياة للسياسيين أو حتى مشاريع سياسيين مستقبلا.. وحدث ذلك رغم أن عدد الأحزاب لدينا تزايد كثيرا بعد يناير ٢٠١١ وتجاوز المائة حزب.. فهى أحزاب بلا تأثير سياسي، ومعظمها مجرد لافتة تحمل اسم الحزب، أو مقر تتصدره هذه اللافتة.

ورغم أنني موقن بأن ازدهار الحياة السياسية يحتاج مثل الاستثمار لمناخ مؤاتٍ ومشجع على ذلك، وهذا يعد من مسئولية من يتولى إدارة شئون البلاد عملا وقولا، إلا أننى أعتقد أيضا أن حالة الضعف التي تتسم بها الحياة السياسية مسئولية من يتصدرون الآن قيادة هذه الأحزاب والكيانات السياسية الموجودة في البلاد..

لأنهم مثلما اكتفى نشطاء يناير بالعمل الاحتجاجي فإنهم بدورهم اكتفوا بالفعل الانتقادى على مواقع التواصل الاجتماعى، ولم يفعلوا شيئا من خلال أحزابهم القانونية القائمة للتواصل مع الجماهير وكسبهم لتأييد برامجها، ولم يخوضوا اختبارات ساحتها الانتخابات.

ولذلك في ظل ضعف القوى السياسية المدنية سوف يظل خطر الإخوان حاضرا وماثلا في المستقبل السياسي المنظور للبلاد.. ومن هنا يتعين أن يتصدى أي إصلاح سياسي لإيجاد حل لهذه المعضلة.

Advertisements
الجريدة الرسمية