رئيس التحرير
عصام كامل

تصعيد أم ردع.. سيناريوهات الرد الإسرائيلي على هجمات إيران

الجنرال الإيراني،
الجنرال الإيراني، قاسم سليماني

هي المرة الثالثة في الآونة الأخيرة التي يطلق فيها الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، وقوة القدس اللجام في التعامل مع دولة الاحتلال بعد أن تورطت إيران في إسقاط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين، ما دفع البعض لطرح تساؤلات حول سيناريوهات الرد الإسرائيلي وإلى أي مدى ستصل التطورات والردود الإسرائيلية تجاه إيران في وقت لا يتوقف فيه رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن توجيه تهديدات لطهران مفادها أن تل أبيب قادرة على استهدافها في أي مكان في إشارة إلى تواجدها في كل من العراق وسوريا.


الوجود الإيراني في سوريا وإيران يمثل صداعًا في رأس تل أبيب التي تحاول التقليل من هذا التواجد بشتى الطرق ولكن دون جدوى، ورغم ذلك فإن سيناريوهات الرد الإسرائيلي لأن تشمل تصعيدًا مبالغًا فيه ضد طهران وسيكتفي نتنياهو والمسئولون في إسرائيل بالتنديد والشجب والتهديدات فقط.

مواجهات جوية

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران اتسعت، وتركيز العمليات الإسرائيلية في العراق أدى في الأيام الأخيرة إلى محاولة تنفيذ هجوم إيراني غير مسبوق في إسرائيل.

وتتوقع الصحيفة العبرية أن أبرز السيناريوهات المقبلة هي مواجهات جوية إيرانية إسرائيلية خلال المرحلة القادمة في سماء سوريا أو العراق.

أهداف الرد المحدود
وتكمن الأهداف من الرد الإسرائيلي المحدود تجاه الإيرانيين في محاولة من نتنياهو للردع وثني إيران عن تكرار محاولات مماثلة في المستقبل، ولكي يبني لروسيا إلى أي مدى تتوغل الاستخبارات الإسرائيلية، وكذلك ليثبت للروس أن إيران تصفي حسابها مع إسرائيل في المنطقة التي تعهد الروس بأن يمنعوا منها هجمات ضد إسرائيل، كما أنها محاولة من إسرائيل لإثبات فشل قاسم سليماني أمام الزعيم الإيراني آية الله خامئني، وإسرائيل ستكتفي بالردود المحدودة التي لا تقود لحرب فهى لا تريد ذلك ولكنها تريد فرض سياسة الردع.

سيد الأمن
ويعتبر الوضع الأمني الحالي يخدم نتنياهو فقط، لأنه يقوي موقفه كسيد الأمن في إسرائيل، ويبعد انتباه الجمهور عن قضايا الفساد المحيطة به، لكن هذه المرة، قد تكن الأمور مختلفة، وبحسب تصريحات مصادر بالليكود، قد تطرأ ظروفا جديدة تعمل ضد مصلحة نتنياهو.

ويقول الإعلام الإسرائيلي إن عند السعي للحصول على تفسير منطقي لماذا حاولت إيران إشعال حرب في الشمال خلال عطلة نهاية الأسبوع، نجد إجابة ذلك في أحداث الآونة الأخيرة حيث تم التخطيط لهجمات مماثلة.

ويضيف أن في المرة الأخرى التي علمت بها المخابرات الإسرائيلية مسبقًا في فبراير من هذا العام، عندما اعترضت طيارًا إيرانيًا في السماء السورية كان في طريقه لمهمة انتحارية في إسرائيل، هذه المرة، وهي مؤامرة كانت ستؤدي في حال نجاحها إلى وقوع العديد من الإصابات وأضرار جسيمة في الأراضي الإسرائيلية، مما يؤدي إلى جر دولتين عربيتين إلى حرب لا يريدها كلاهما.

فرصة طهران
وذكر موقع "ماكور ريشون" العبري، أن كلا من الأسد في سوريا ونصر الله في لبنان لا يهتمان بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل، ولكن مساعدة إيران للأسد للعودة إلى موقع السلطة في سوريا، والكم الهائل من الأسلحة والأموال التي وصل إليها لبنان تحت الحماية الإيرانية، يمنحان طهران الفرصة لتحسين جبهة إيران في الشرق الأوسط.

وأَضاف أنه من جانبها، تواصل إسرائيل عرقلة محاولات تسليح لبنان وسوريا بالأسلحة الإيرانية، وهذا ما حاولت طهران الرد عليه في نهاية الأسبوع.

وألمح نتنياهو خلال زيارته لكييف، قائلا إنه تلقى بيانات صعبة من المخابرات الإسرائيلية طوال عطلة نهاية الأسبوع، تم تحديث نتنياهو مباشرة عن الواقع الأمني، وكان حديثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة أيضا عن الوضع الأمني في الشمال.

وما تخشاه إسرائيل هو رد منظمات الوكالة الإيرانية على الاستفزازات الصهيونية، بعدما زعم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في لقاء مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح اليوم الأحد، أن الإعلان الإسرائيلي عن الهجوم في سوريا، الليلة الماضية، سببه "حقيقة التحضير لهجوم جوي على أهداف إسرائيلية" وأن العملية الإسرائيلية "وُجهت إلى رأس الأفعى، إلى إيران مباشرة"، ورفض كاتس الإقرار بالغارات الإسرائيلية في العراق، وأصر على أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية في وضع ممتاز، رغم التحليلات الأمريكية والإسرائيلية التي أشارت إلى عدم رضا أمريكي تجاه هذه الغارات.

بينما قال وزير الإسكان، يوآف جالانت، خلال لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه لا يستبعد احتمال رد إيراني على إحباط الهجوم" وأضاف: "نأخذ كل هذه الأمور في الحسبان، نفعل ما يجب حتى لا ننجرّ إلى هناك".

إيران تفرض عقوبات على مركز أبحاث أمريكي

وكان انفجار هز الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، وقع فجر الأحد، نتيجة إسقاط حزب الله لطائرتين مسيرتين إسرائيليتين وفق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، كما أنه عقب الهجمات الإسرائيلية في سوريا جرى، صباح اليوم الأحد، إغلاق المنطقة الجوية فوق هضبة الجولان السورية المحتلة، في وجه حركة الطيران.
الجريدة الرسمية