رئيس التحرير
عصام كامل

"الإسلامو فوبيا".. وحقيقة تشويه صورة الإسلام!


الأخلاق أعظم أركان الدين، بحسبانها منصة إطلاق لقيم الخير والحق والجمال.. فهل تحققت تلك القيم في مجتمعاتنا التي ابتليت تارة بالاستعمار والاحتلال البغيض والاستبداد المقيت، وتارة أخرى بالدواعش الجدد وجماعات العنف والتكفير التي اجتاحت دولنا، فخربت العمران وسفكت الدماء وأزهقت الأرواح، وشوهت بكل أسف صورة الإسلام الحنيف، الذي انتمت إليه زورًا وبهتانا أو ادعاءً وكذبًا..


الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: من قام بتشويه صورة الإسلام الحق.. أهي تصرفات بعض المنتسبين إليه أم أعداؤه الذين لا يرجون له انتشارًا حتى اختلقوا مصطلحًا ظالمًا وهو "الإسلامو فوبيا" في الغرب الذي ارتكب فظائع في دولنا التي احتلها قرونًا، وأمطرها بحروب صليبيبة قرونًا أخرى، دون أن يجرؤ أحد على صك مصطلح مقابل وهو المسيحية فوبيا أو حتى اليهودية فوبيا، ذلك أنه لا يصح أن تنسب إلى الأديان موبقات اقترفها بعض المنتسبين إليها قصدًا أو بغير قصد، وعلى أصحاب هذا الدين أو ذاك أن يقدموا لغيرهم الصورة الحقيقية لدينهم.

لكن ذلك كله لا ينفي أن هناك انفصامًا ظاهرًا بين جوهر ما يدعونا إليه ديننا وبين سلوكنا وأفعالنا، وهو تناقض ناتج عن قصور شديد في فهم البعض لدينه، بصرف النظر عن تصرفات الغير نحونا.. وهو ما عبر عنه الرئيس "السيسي" بصراحة فائقة خلال الاحتفال بليلة القدر الذي أقامته وزارة الأوقاف كدأبها كل عام، فقد قال الرئيس: "إن من يؤثر على الدين وصورته لدى الغير بشكل طيب أو غير طيب هم أهله، وأن كل دين قوي بطبيعته لكن الذي يضعف صورته هم أهله وممارساتهم الفعلية".

وما أحسب تخلفنا عن ركب التطور ومسار التاريخ إلا لأننا تخلينا عن مكارم الأخلاق، وأهملنا التعليم والعلم.. ورسالتنا الحضارية المتميزة هي التي نقلت المجتمعات من طور البداوة والغشاوة إلى مصاف الحضارات العظمى والأمم الكبرى حتى حفظت أمة الإسلام للإنسانية وجودها الحضاري، وأخرجتها من ظلام العصور الوسطى وغياهب الجهل وظلام التخلف إلى نور العلم والتمدين اللذين تدين بهما أوروبا للإسلام وأهله.
الجريدة الرسمية