رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إنهاء طالبة ثانوية عامة حياتها.. كيف يحمي أولياء الأمور أبناءهم من الانتحار.. عدم الضغط للالتحاق بكليات القمة الأهم.. الاكتئاب بداية الأزمة.. وصراع الطموح والإمكانيات يقتل التلاميذ



الثانوية العامة ليست نهاية العالم.. قاعدة أجمع عليها السالفون من طلاب الثانوية العامة والخبراء المعنيين بالملف، ولكنها لم تصل لوعي الطلاب الموجودين في تلك المرحلة، ويصل الأمر إلى إقبال بعضهم على الانتحار والتخلص من حياته، لمجرد إدراكه أنه قد يفشل في تلك المرحلة، لذلك كان لا بدّ من لفت انتباه أولياء الأمور متى يدركون أن أبناءهم مقبلين على مرحلة انتحار.


الانتحار
الدليل على ذلك ما فعلته طالبة في الصف الثالث الثانوي بالمنيا، حين أقدمت على الانتحار، عقب تناولها قرص غلة سام يتم استخدامه في حفظ الغلال الزراعية بسبب خوفها من الامتحانات.

وأفاد والد الفتاة في التحريات أن نجلته كانت ترغب في تقسيم مواد الثانوية العامة، وعندما رفض تناولت قرص الغلة للانتحار بسبب خوفها من الامتحانات مما تسبب في وفاتها.

تلك الحالة التي نشهدها كل عام، يقول عنها الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي: إن السبب فيها مرحلة المراهقة التي يعيشها طلاب الثانوية العامة، وبعض هؤلاء الطلاب يحمل نمط الشخصية العصابية، تلك الشخصية أهم ما يميزها إصابتهم بالقلق، ويخشون من أي أمر مهما كان بسيطا ويتأثرون بشدة إذا أغضبهم أحد، وأصعب ما تواجهه تلك الشخصية ضعف التواصل مع الأسرة، رغم أنهم أكثر فئة في حاجة لهذا التواصل.

وأوضح «فرويز» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه مع ضغط أولياء الأمور الطبيعي بأن يلتحق الطلاب بكليات القمة، يزيد ذلك من إصابتهم بالرعب والخوف، وهو ما يجعلهم إذا أخطأ أحد منهم في الامتحان يعمل على تضخيم المشكلة، ويلجأ إلى الانتحار للهروب منها، وهو ما يفسر أن معظم الطلاب المنتحرين يكونون في الواقع حاصلين على درجات متوسطة تؤهلهم للالتحاق بكليات جيدة.

الاكتئاب
وفي نفس السياق، يقول محمد عبد العزيز، الخبير التربوي: إن فكرة الانتحار لا تأتي فجأة، ولكنها تكون نتيجة مرحلة اكتئاب حادة بدأت منذ فترة كبيرة، يصعب على الأهالي وخاصة أصحاب المستويات التعليمية المنخفضة إدراكها، لذلك فهو دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة.

وأكد «عبد العزيز» أن الاكتئاب يكون نتيجة عاملين أحدهما وراثي، والآخر نتيجة صراع بين طموحات الشخص وإمكانياته، وفي ظل غياب التوجيه وزيادة الضغوط يقبل الشخص على الانتحار، مؤكدا على أن الفتيات أكثر فئة تتجه للانتحار، لأن عاطفتهن تسيطر على تفكيرهن أكثر من عقلهن.
الجريدة الرسمية