رئيس التحرير
عصام كامل

"سانتيس" يدعم الوفد في "روز اليوسف".. ويسخر منه في "الكشكول"


بدعوة من الأمير يوسف كمال، في عام 1908، وصل رسام الكاريكاتير الإسباني خوان سانتيس إلى القاهرة، ليدرس مادة الحفر بمدرسة الفنون الجميلة فور إنشائها.


وبعد أن قضى الرسام الإسباني العديد من السنوات في عالم التدريس بمدرسة الفنون الجميلة، استهل مشواره في بلاط صاحبة الجلالة رسامًا للكاريكاتير في مجلة «الكشكول» منذ عام 1921 وحتى عام 1929.

وكانت المجلة تعد من المعادين لحزب الوفد آنذاك، وفقا لتوجهات مالكها سليمان فوزي، حيث سخّر رسومات سانتيس للسخرية من الحزب ورجاله.

اقرأ أيضا
 "صاروخان".. كتب التابعي بدايته وأبدع في "المصري أفندي"


ومن المفارقات الغريبة، أن سانتيس كان يعمل في ذات الوقت بمجلة «روز اليوسف» وتبدع ريشته رسومًا للتمجيد في سعد زغلول وحزب الوفد، وفقًا لتوجهات المجلة الداعمة للوفديين.

وتنتمي رسومات سانتيس إلى المدرسة الفرنسية في الكاريكاتير، كما تميز في رسم البورتريه، وأوجد صيغة تفاهم وتقارب في أعماله بين الذوق المصري المازح، ونقاء الألوان وسهولة وبساطة الأفكار، حيث عبّرت رسوماته عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية، كما كانت أحد أضلاع الصراع السياسي آنذاك بين الأحزاب المختلفة.

اقرأ أيضا
 يرحل الفنان وتبقى إبداعاته.. شخصيات «ناجي العلي» رموز خلدت في عالم الكاريكاتير


وعمل سانتيس في العديد من المجلات المصرية، مثل «الهـلال»، «روزاليوسف»، «كل الدنيا»، و«الإثنين»، كما أصدر مجلة «جحا» باللغتين العربية والفرنسية، وترك مصر نهائيا بعد الحرب العالمية الثانية، وانقطعت أخباره تماما.

وفي متحف محمود مختار بالجزيرة في القاهرة، يوجد تمثال نصفي يجسد خوان سانتيس، حيث رافقه الفنان محمود مختار عندما كان يعمل الإثنين في مجلة «الكشكول».
الجريدة الرسمية