رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"مادونا" حطمت إسرائيل بعلم فلسطين


"لا يمكن التكهن بما سيصدر عن نجمة البوب الأمريكية مادونا وهي على المسرح، حتى لو كانت أجرت بروفات كاملة قبلها"... هذا ما لم تضعه إسرائيل في الحسبان خلال حفل ختام مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" المقامة في "تل أبيب"، وانتهى بتتويج الهولندي دنكان لورنس بلقب العام 2019 عن أغنيته "أركيد"، وتابع الحفل على الهواء نحو 200 مليون مشاهد.


واجهت إسرائيل دعوات أوروبية وفلسطينية عدة لمقاطعة المسابقة هذا العام، لأنها تقام في "تل أبيب" بعد فوز الإسرائيلية "نيتا بارزيلاي" في مسابقة العام الماضي عن أغنية "توي". لكن إسرائيل لم تأبه بهكذا دعوات نظرا لشهرة المسابقة الأوروبية، ونجاح اللجنة المنظمة في دعوة نجمة البوب "مادونا" للمشاركة في الختام "ضيفة شرف" على أن تؤدي أغنيتين بمصاحبة فريقها الاستعراضي، لإضفاء مزيد من الحماسة والثراء على الحفل.

اكتفت إسرائيل بأن "مادونا" دافعت عن مشاركتها في ختام "يوروفيجن"، لكنها لم تتوقف عند قول ملكة البوب "سأدافع عن حقوق الإنسان وآمل أن أرى مسارا جديدا نحو السلام، فقلبي ينفطر حين أسمع عن أرواح بريئة تزهق في هذه المنطقة والعنف المستمر، الذي يُرتكب بما يناسب الأهداف السياسية لمن يستفيدون من هذا الصراع القديم".

ربما اعتمدت إسرائيل أيضا على أن "مادونا" تتبرع بملايين الدولارات لدعم مدارس تعليم مذهب "الكابالا اليهودي"، الذي اعتنقته منذ سنوات، واتخذت اسما يهوديا هو "استير".

وكانت "مادونا" نشرت مقالا شهيرا في صحيفة إسرائيلية عن أن حياتها تغيرت مع "الكابالا اليهودي"، مشيرة إلى أنها زارت أقطار العالم والتقت قادة الدول، وبلغت ذروة النجاح، لكنها ظلت تشعر بأن شيئا ينقصها. ورغم أنها نشأت مسيحية كاثوليكية. وكان والدها متدينا للغاية؛ لكنها لم تجد إجابة على أسئلتها، فدرست البوذية وقرأت بتعمق عن المسيحيين الأوائل، والفيزياء الكونية والعلوم والآرامية ومارست اليوغا، ومع هذا لم تستطع الربط بينها والاستفادة من المعرفة، وخلال البحث عرفت الكابالا، واعتنقته كمذهب يهودي يدمج العلم بالروحانية.

إسرائيل المطمئنة تماما لليهودية "مادونا"، لم تتوقع أن ترفع ملكة البوب الأمريكية، علم فلسطين أثناء أداء أغنية في "يوروفيجن" على الهواء مباشرة. وكانت "مادونا" تؤدي أغنيتها الجديدة "مستقبل" مع مغني الراب الأمريكي "كويفو"، عندما ظهرت إحدى الراقصات، ترتدي ثوبا أبيض ووضعت على ظهرها علم فلسطين، وبجانبها راقص آخر وضع علم إسرائيل على ظهره، في إشارة إلى "إحلال السلام".

أغضبت رسالة "مادونا" الإسرائيليين، واستنكرت وزيرة الثقافة اليمينية، "ميري ريغيف"، استعراض الراقصين المرافقين للفنانة "مادونا"، بأعلام فلسطينية في "تل أبيب".

وهاجمت الصحف الإسرائيلية مغنية البوب الأشهر في العالم، لأن ما فعلته فاجأ الجميع، فكتبت صحيفة "معاريف" إن ""مادونا" خدعت المشاهدين بالغناء فترة قصيرة، ورفعت عَلم فلسطين.. كان لدينا أحلام كثيرة حطمتها "مادونا" من خلال أدائها المتواضع".

وانتقدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اعتماد "مادونا"، على الغناء "بلاي باك" عن طريق بث شريط مسجل. أما صحيفة "يسرائيل هيوم" فكتبت: ""مادونا" تخيّب الظن، والأداء السيئ فنيًا تكلَّل في النهاية باستفزاز الإسرائيليين من خلال ظهور راقصة من فرقتها على ظهرها عَلم فلسطين وراقص على ظهره عَلم إسرائيل، وهذه رسالة سياسية في مسابقة غير مسيَّسة".

كما أصدر اتحاد الإذاعات الأوروبية وهيئة البث الإسرائيلية بيانا جاء فيه إن "رفع العلم لم يكن جزءا من البروفات التي أجرتها "مادونا" قبل الحفل الختامي، واننا أعلمنا "مادونا" بأن المسابقة ليست سياسية، لكن ملكة البوب الأمريكية تصرفت بهذا الشكل دون الرجوع إلى الجهة المنظمة".

لم تكن "مادونا" الوحيدة التي حطمت آمال إسرائيل في "يوروفيجن"، إذ رفع أعضاء فرقة آيسلندا المشاركة في المسابقة علم فلسطين أيضا بعد أقل من ساعة من مفاجأة "مادونا"، وحدث ذلك عندما جالت الكاميرا على أعضاء الفرق المشاركين في الختام قبيل إعلان النتائج، حيث ظهر الفريق الآيسلندي وهو يحمل أعلاما فلسطينية مكتوب عليها بالإنجليزية "فلسطين". وقوبل أيضا تصرف الفريق الآيسلندي باستهجان كبير من قبل الجمهور الإسرائيلي الذي كان حاضرا بكثافة في مسرح المسابقة.

وكان أحد أعضاء الفريق استنكر ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين، وقال إنه سيستغل "يوروفيجن" لجذب الانتباه إلى المعاناة الفلسطينية.

لم تقتصر مساندة القضية الفلسطينية على المسرح فقط، بل امتدت إلى اختراق البث المباشر مرتين، الأولى قبل الحفل الختامي وعرض فيها لقطات رسوم متحركة لانفجارات في مدينة "تل أبيب" التي تستضيف المسابقة، واتهمت هيئة البث الإسرائيلي العامة حركة "حماس" في الاختراق، الذي تم السيطرة عليه بعد دقائق..

أما المرة الثانية فاخترق قراصنة بث الحفل الختامي وعرضوا مشاهد للدمار، الذي حل بقطاع غزة، ولقطات من مجازر صبرا وشاتيلا، قبل السيطرة على الاختراق والعودة للبث الأصلي. لكن في كل الأحوال وصلت الرسالة أنه رغم الاحتياطات فإن بالإمكان اختراق "تل أبيب".

مفاجأة أخيرة تمثلت في تظاهر منظمة "زاكرات" الأهلية الإسرائيلية ضد "يوروفيجن" على ظهر مركب بميناء يافا، دفاعا عن حق الفلسطينيين في العودة للأراضي المحتلة.
Advertisements
الجريدة الرسمية