رئيس التحرير
عصام كامل

ياسر عبد العزيز في روشتة تطوير الصحافة الدينية.. الشكل التقليدي للمحتوى الصحفي «لا يفيد».. والسوشيال ميديا «غول» جديد..وبعض أفكار مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للتطرف


«الإعلام الديني» ذلك المصطلح الذي بات يحتاج إلى إعادة تعريف من جديد، مضمونه، أهدافه، لماذا انتهى بعد أن كان في وقت من الأوقات هو المسيطر في مصر المحروسة.


الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي يشخص حالة الإعلام الدينى قائلًا: «إن المحتوى الديني الذي يقدم عبر وسائل الإعلام يتخذ مسارين أساسيين أولهما «المسار التقليدي» الذي يقدم عبر الصحف والمجلات والقنوات الدينية المتخصصة، أو المحتوى الذي تقدمه المواقع الإلكترونية.

وثاني تلك المسارات هو ما يقدم عبر الوسيط الإعلامي الجديد «السوشيال ميديا» ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الجمهور أصبح يتجه لوسائل التواصل لتلقي أو تداول المحتوى الديني، خصوصا أن غالبية ما يقدم من محتوى ديني عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكون مصدره الأساسي هو وسائل الإعلام التقليدية.

فعلى سبيل المثال عندما يخرج أحد العلماء عبر شاشات الفضائيات ويتحدث عن مسألة دينية تهم الشارع المصري تجد أن وسائل التواصل تأخذ هذا المقطع الذي يتحدث فيه الشيخ ويتم تداوله بكثرة، وفي بعض الأحيان يحقق هذا المقطع مشاهدات أعلى من التي حققها عبر وسيلة الإعلام التقليدية التي بث عليها، كما يوجد جزء آخر من المحتوى الديني الذي يقدم عبر السوشيال ميديا يكون من إنتاج بعض الهواة أو غير المتخصصين في الشأن الديني، وغالبا هذا الجزء لا يخضع لأي عملية ضبط أو مراجعة من قبل المتخصصين.

الوعي
وأوضح «عبدالعزيز» أن المحتوى الديني الذي يقدم عبر الوسيط «التقليدي» من قنوات وصحف له جوانب إيجابية عديدة أهمها تزويد الوعي الديني لدى الجمهور، لكن في نفس الوقت فإن هذا الجانب له سلبيات عديدة، لعل أبرزها أن القضايا التي يركز عليها لا تمثل أولوية أو تعكس اهتمامات الجمهور، بجانب أنه في الغالب يعكس قضايا تتعلق بالجانب الظاهري للدين دون التركيز على محور الأديان.

كما أن البعض يقدم المعلومات والقضايا الدينية بطريقة غير مدروسة، في حين أثبت الدراسات العلمية الموثوقة أن ما يقدم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو لبعض الأفكار المتطرفة، ويغذي بعض النزعات العنصرية، وفي بعض الأحيان تدعو تلك الأفكار إلى التعصب، أو تكون مسئولة عن الحوادث التي تؤجج السلم العام مثل إحداث الفتن الطائفية، وأنه إذا كان هناك سؤال هو هل يجب تقديم محتوى ديني عبر وسائل الإعلام؟ فالإجابة بالقطع ستكون نعم؛ لأن الدين محور أساسي وجوهري في حياة الشعوب.
الجريدة الرسمية