رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"أمنية" ماتت بالمعهد يا وزير التعليم العالي!


لم تكن تعلم أسرة "أمنية أحمد كمال شافعي" أن ابنتهم التي ربوها وكبروها وتعبت وسهرت لتحصل على شهادة بعد أخرى، والتي بعد أن فرحت بالحصول على الثانوية العامة ولم يكن أمامها فرصة للحصول على التعليم العالي إلا بالسفر يوميا من البدرشين وحتى آخر مدينة نصر.. نقول لم تكن تعلم ولا غيرها يعلم أن القدر كتب نهاية "أمنية" أمس وداخل جدران المعهد العالي للخدمة الاجتماعية!!!


إعياء بسيط يحدث في كل مكان، وفي أي تجمع بشري، ويحدث بغير أي تجمع بشري بالإرهاق وبالهموم.. لكن القلب يصرخ ويستغيث وسط الدرس بالمدرج الكبير.. يسارع الزملاء إلى زميلتهم وليس أمامهم إلا الإسعافات الأولية المعروفة.. محاولات الإفاقة.. قياس النبض وغيرها لم تفلح إذ يبدو أن الحالة خطيرة..

وهنا يتم استدعاء طبيبة المعهد على عجل.. الطبيبة ترفض الصعود وتطلب إحضار الفتاة "أمنية" إليها في الدور الأول.. ومن الدور الخامس حيث المدرج 502 يعاني زملاء "أمنية" من حملها ونقلها بسبب عطل المصعد !! وبعد عناء تصل "أمنية" بالإعياء الشديد إلى غرفة الطبيبة..

وفي غرفتها لا طب ولا أدوات إسعاف ولا غيرها ومع ذلك وبهدوء لا يتطلبه الموقف حاولت الطبيبة التعامل مع الحالة وبعد البحث عن العميد الذي كان يحضر حفلا غنائيا يحييه المطرب سامح يسري، حضر العميد الذي أمر بنقلها إلى المستشفى فتم نقلها إلى مستشفى التأمين الصحي بشارع الطيران!!

وهناك فارقت "أمنية" الحياة، وقيل إنها وصلت وبعد أن لقت وجه ربها داخل المعهد!!

سيادة وزير التعليم العالي الدكتور "خالد عبد الغفار" المحترم، وأنتم تبذلون جهدا خرافيا لإعادة الاعتبار للتعليم العالي، وتقاتل على أكثر من صعيد ومع ذلك فلتسمح لنا بالآتي:
الملخص السابق في سطوره القليلة لخص أكثر من ساعتين كانت "أمنية" فيها في عرض كل ثانية! ومع ذلك هل تعلمون أن غرفة الإسعاف بالمستشفى بلا أي إمكانيات في معهد يضم خمسة عشر ألف طالبة وطالب؟ وهل تعلمون أن المصعد المعطل ليس فقط بسبب الإهمال بل يعمل فجأة لأشخاص بعينهم؟!

وهل يرضيكم أن يكون المعهد بلا سيارة إسعاف واحدة؟ وهل يرضيكم أن فتاة جامعية تصاب بأزمة صحية حادة وبدلا من تحويلها على أقصى درجات السرعة لأقرب مستشفى وهو بجوار المعهد على بعد دقائق سيرا على الأقدام، لكن تم نقلها إلى مستشفى التأمين الصحي والذي يبعد عن المعهد في هذا التوقيت المزدحم بقلب مدينة نصر إلى أضعاف أضعاف الوقت التي تحتاجه لنقلها إلى المستشفى المجاور؟!

معالي الوزير:
نريد منكم التحقيق في تخصص طبيبة المعهد وهل لها أقارب داخله أم لا ؟! وما سبب إلغاء العيادات التخصصية داخل المعهد والاستغناء عن أطبائها بحجة ضعف الميزانية رغم وجود وديعة بعشرات الملايين؟!! وهل يرضيكم أن حفل الأمس هو الرابع بالمعهد والطلبة على أبواب امتحانات آخر العام ؟

سيادة الوزير:
الأمر يحتاج منكم وكما اعتدنا في قضايا أخرى إلى تحقيق شامل خصوصا أن لدينا تفاصيل كثيرة ندعها لوقتها.. يبدأ تدخلكم بإبلاغ الجهات المختصة للتحقيق العاجل وحتى الحصول على حق "أمنية".. رحمها الله وألهم أسرتها كل الصبر!
Advertisements
الجريدة الرسمية