رئيس التحرير
عصام كامل

في السودان.. إنقاذ الإنقاذ!


لم تمر ساعات على قيام الفريق أول "عبد الفتاح البرهان" بأداء يمين القسم رئيسا للمجلس العسكري الحاكم بشكل مؤقت في السودان الشقيق، إلا وأصدرت "قوات الدعم السريع" التي يقودها اللواء محمد حمدان حميدتي بيانا، دعت فيه إلى إجراء محاكمات عاجلة للفاسدين في السودان، وكل من أضروا بمصالح الشعب السوداني..


وكذلك تشكيل حكومة مدنية تكون ظلا للمجلس العسكري، يشكلها الأحزاب والساسة، وكذلك ضرورة ألا تزيد الفترة الانتقالية عن 6 أشهر يعدل فيها الدستور بمعرفة المختصين!

بعيدا عن المضمون الجيد للبيان المذكور، إلا أن ما يعنينا في المقام الأول هو اعتبار قوات "الدعم السريع" نفسها خارج سياق هيكل القوات المسلحة السودانية، رغم إعلان قائدها أمس رفضه الانضمام للمجلس العسكري احتجاجا على رئيس المجلس الذي تنحى بالفعل، وقال "حميدتي" عن ذلك إنه رغم رفضه إلا أنه جزء من الجيش السوداني!

مجمل الإجراءات في الـ48 ساعة الماضية لم تكن كما نتمنى.. فالأمل إن ارتبكت كل مؤسسات السودان ألا ترتبك المؤسسة العسكرية.. التي نأمل فيها في الحفاظ على السودان ووحدته وسلامته..

وهذا لا يتم إلا بما نعرفه عن المؤسسات العسكرية، وأولها بعد الولاء، الانضباط.. والعمل بصيغة الكل في واحد وليس في جزر منعزلة.. خصوصا أن الأيدي العابثة موجودة، والأموال القادمة من خارج السودان لا أول لها ولا آخر.. وبدلا من انتباه المجلس العسكري لإعادة الانضباط إلى السودان سيكون عليه أولا إعادة الانضباط إلى نفسه!

القوات المسلحة الوطنية السودانية تحركت من أجل شعبها لإنقاذ السودان، بدافع من التزامها بالدستور، وبدافع من ضمير أبنائها.. لكن لم تمر سوى ساعات إلا ونحن نضع أيدينا على قلوبنا، إذ نأمل أن يتم إنقاذ المنقذين.. ويحتاج الإنقاذ بالسودان الحبيب إلى إنقاذ أيضا لا يتم إلا بأقصى درجات الانسجام والتفاهم داخل من يتحملون أعباء العبور بالسودان إلى بر الأمان.. القوات المسلحة السودانية!
الجريدة الرسمية