رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كابتن لطيف والإعلامي "الظريف"!


سنوات من الوعي مع أشهر معلقي كرة القدم العرب وحتى اعتزاله ثم وفاته تعلمنا وتعلم جيلنا منه الكثير.. كان الحضور الطاغي لا مثيل له حتى مع أبناء جيله من المعلقين الآخرين، رغم قدراتهم الرائعة مثل الكباتن الكبار "على زيوار" و"حسين مدكور" و"علاء الحامولي" و"إبراهيم الجويني" و"ميمي الشربيني" و"محمود بكر" و"حمادة إمام" و"أحمد عفت" فضلا عن ثقافته الرفيعة.


الحضور هبة من الله، والثقافة مكتسبة، وتتبقي قدرته على التأثير في الآخرين.. كان الكابتن "محمد لطيف" زملكاويا متعصبا لكن لا يمكن أن تلمح منه ذلك وهو يعلق على مباراة طرفها الآخر مع الزمالك فريق مصري.. قد تلمحه وهو يعلق على مباراة بين الزمالك وفريق أجنبي.. وقد تلمحه ومنتخب مصر طرف في مباراة مع منتخب آخر.. وفي الحالتين كان ذلك حقا منطقيا وطبيعيا لشيخ المعلقين المصريين..

ولكن في كل ذلك لا يمكن بأي حال أن تلمح حقدا ولا غلا ولا كراهية ولا شماتة ولا خروجا عن الأعراف والتقاليد بل التزام أكثر من صارم بالقيم والأخلاق!

من الكابتن "لطيف" تعلمنا الانتماء من حبه للمنتخب، ومعني فوز منتخبنا أو هزيمته، ومعه تعلمنا كيف أن اسم مصر يكون في كل مباراة طرفها فريق مصري الأهلي كان أو الزمالك.. وإننا في هذه الحالة ننسى تماما انتماءاتنا المحلية ونقف جميعا خلف من يمثل مصر.. ومصر فقط!

وشاهدنا الكابتن "لطيف" في مباريات عديدة للأهلي مع فرق أجنبية وكيف كان انفعال الرجل في كل ما يدعو للانفعال كأن الزمالك هو من يلعب تماما تماما!

أما في الزمن الأغبر.. الذي تدهور فيه حال كل شيء بعد سوء تربية وطنية استمرت لأربعين عاما كان من الطبيعي أن تتدهور معها الأخلاق والسلوكيات الأخرى، وفي الزمن الأغبر الذي أصبح مجتمعنا أسيرا تماما للجان إلكترونية تشعل الفتنة بين كل ثنائيات في المجتمع ـ سجلنا قبل أيام مع الإعلامية اللامعة المحترمة "غادة شريف" بتلفزيوننا الوطني حلقة عن ألاعيب إعلام الشر، وقلت بالحرف:

"يشعلون الفتنة بين الشيعة والسنة والمسلمين والمسيحيين وحتى بين الأهلاوية والزملكاوية، لأنهم يريدون مجتمعا هشا غير متماسك لا يجتمع على شيء، وإن اجتمع حول قضية أو مشروع يفرقونه في الحال على (أتفه) سبب". 

ونقول: في هذا الزمن الأغبر يطل علينا المذيع ـ مذيع معروف وليس معلقا رياضيا ـ فقير الثقافة ليشمت علنا من هزيمة فريق كان يلعب باسم مصر، ويشمت مقدما في خروجه من المسابقة إلى سيل آخر من الاستظراف والتهريج "الشاشوي" الكفيل بفقع ملايين المرارات في أجسادنا، لنتأكد أن نكبتنا في بعض -بعض- إعلاميينا، وأننا بالفعل نترك مهمة تثقيف وتوعية الناس لأشد الإعلاميين احتياجا للتثقيف والتوعية بل والتربية من جديد!

ملحوظة لضعفاء الفهم فقط: لأن الموضوع جاد جدا، وخطير، فالكلام أعلاه كنا سنكتبه لو حدث ذلك لأي فريق مصري آخر وأولهم الزمالك، الذي يلعب دائما خارج مصر باسمنا جميعا.. ولذلك نضع الموضوع السابق كله في سياق وطني تربوي وليس سياقا رياضيا تنافسيا على الإطلاق!
Advertisements
الجريدة الرسمية