رئيس التحرير
عصام كامل

ربة منزل بدعوى خلع: "جوزي وحماتي رموني في الشارع علشان مخلفتش ولد"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مثل عشرات السيدات اللاتي حضرن إلى مجمع قاعات محكمة الأسرة بمنطقة أحمد حلمي في حي شبرا بالقاهرة، جاءت "نجلاء.س" ثلاثينية العمر والأم لثلاث فتيات، رفقة المحامية التي أوكلتها لرفع دعوى خلع ضد زوجها بعد قطيعة دامت 4 سنوات دون انقطاع: "أنا تعليمي على قدي مكنتش أعرف إنه فيه قضية ممكن تترفع على الزوج اللي رافض يطلق زوجته ورامي بناته مبيسألش فيهم وهو بينه وبينهم نص متر!".


4 سنوات قضتها نجلاء تبحث عن الخلاص من هذا الطوق الذي يخنق رقبتها، وخلاص آخر من حماة ظلت توسوس في رأس الزوج حتى أودت بحياة الأسرة كاملة، وشتتت جمعا استمر 20 عاما.

في القرن الحادي والعشرين وفي النصف الأول من عام 2019، ما زال في بقعة ما فوق الأرض، بيننا يحيا أشخاصا يمقتون إنجاب الفتاة، يحسبونها لعنة قد تصيب المنزل فتهد أركانه وتزعزع استقراره، فكيف يكون الوضع إن وُلد به ثلاث فتيات؟!: "أنا تزوجت في سن 14 سنة من رجل صعيدي عايش في بيت عائلته بأحد أحياء القاهرة، تركوا الصعيد من زمن إلا أنهم احتفظوا بعادة ما زالت موجودة في بعض بيوت الصعيد حتى الآن، هي عدم الرغبة في إنجاب البنات، خلفت أول بنت بعد سنتين من الزواج، ومنذ اللحظة دي وحياتي تحولت إلى جحيم بفعل حماتي وطيبة وقلة حيلة زوجي أمامها".

كل الحب الذي كان يكنه الزوج لزوجته نجلاء أثناء فترة الخطوبة والعامين الأولين من الزواج، تحول إلى مقت شديد ورفض لها ولمن أنجبت: "رفض حتى يسميها أو يبص في وشها، حماتي زنت على رأسه ورأسي حتى حملت في الطفلة الثانية".. تقول نجلاء.

مع قدوم الابنة الثانية، ازداد الأمر سوءًا وتعقيدًا، ضرب غير مبرر من الزوج لنجلاء، تركه للمنزل لأيام وبقائه مع والدته، أما السيدة بدورها لم تترك محل نقاش إلا وطرحت فيه المقترح ذاتها، ورغبتها في تزويجه بابنة خالته، فقد سبق لها الزواج وأنجبت ذكرا، ورأت الأم أن هذا سببًا كافيًا سيجعلها تنجب آخر لنجلها عوضا عن الفتاتين اللاتي جاؤوا دون رغبة منها أو من ابنها بهما: "لما عرفت اتجننت أنا بحبه وهو كما بيحبني لكن زن أمه قضى على الحب ده، حاولت أنجب الولد، حملت للمرة الثالثة لكن إرادة ربنا كانت فوق أي إرادة، أنجبت البنت الثالثة، فبدأت حماتي في تنفيذ وعيدها، قالت لي أنا هزوجه ببنت خالته، وهتعيش معاكم في نفس البيت علشان هو مش هيقدر يشتري شقة جديدة، ولا هيصرف عليكوا كفاية عليه الزيجة الجديدة، راضية تعيشي تصرفي إنتي على أولادك خليكي مش راضية بالسلامة!".

كان الزوج يقف بعيدا يشاهد ما يحدث في زوجته وبناته ولم يحرك ساكنًا، ترك الزوجة ترحل: "البنات حينما شاهدوا هذا الموقف واللي عدى عليه 4 سنوات، قرروا يعتبرونه ميت.. خلاص ليس لهن أب".

خرجت نجلاء من المنزل وعادت لمنزل الزوجية القديم رفقة بناتها الثلاث، كانت بلا عمل فهي لم تكمل مسيرتها التعليمية ولم تعهد النزول يوما إلى سوق العمل، الزوج انقطع تماما عن زيارتهن، تزوج واستقل بحياته، تراكمت الديون وإيجار الشقة على رأس نجلاء، ما اضطر صاحب العقار لترحيلها من السكن وإلقاء مقتنياتها في الشارع: "رموا كل العفش في الشارع ولاد الحلال لموه وساعدوني أحصل على سكن، واشتغلت في مصنع ملابس في شبرا مصر، وقدرت أقف على رجلي وأحصل فلوس أرفع بها قضية خلع عليه، واصرف على بناتي لأن عيلتي شرطت عليا علشان ارجع بيتهم أترك البنات عند والدهم وده مش هيحصل حتى لو على موتي!".
الجريدة الرسمية