رئيس التحرير
عصام كامل

بعد عيد الأسرة.. البابا يتقرب لشعب الأرثوذكسية ويفوت الفرصة على المتربصين

 البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

كرس مؤخرا مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم "نشطاء أقباط" وقتهم للهجوم على قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، متصيدين له الأخطاء، ومدعومون بمعلومات قد يكون بعضها شائعات تسرب من داخل مكاتب القيادة الكنسية.


أحد الأسلحة التي يستخدمها هؤلاء لإحداث شرخ بين علاقة القيادة الكنسية والشعب، هي أن البابا تواضروس صم أذنيه عن سماع شكاوى الأقباط، وأنه صنع لنفسهم مكانا محاطا بمتاريس تمنع الوصول إليه، بل وراحوا يروجون أن البطريرك ابتعد عن الهدف الأسمى الذي من أجله أوصله الله إلى سدة الكرسي المرقسي، ألا وهو خدمته كراعي للشعب القبطي.

كال هؤلاء أيضا الاتهامات للبابا بأنه يفتح أبوابه للأغنياء فقط، ويفضل أقباط المهجر باعتبارهم أحد مصادر الدخل الرئيسي للبطريركية، كما أنه لم يعد يولي اهتماما بالفقراء من شعب الكنيسة، مستندين في هجمتهم تلك إلى تعذر بعض الأسر لقاء البابا حين تطلب الأمر ذلك.

ترديد البابا تواضروس من منطلق مسئوليته الوطنية أن الأقباط يعيشون أزهى عصورهم جعل البعض يتهمه بأنه انحاز إلى صف الدولة أو نظامها السياسي على حساب الأقباط، خاصة أن بعض تلك التصريحات جاءت تزامنا مع اعتداءات تعرض لها أقباط في المنيا، وتعثر فتح بعض الكنائس بسبب متشددين.

صعوبة الوصول للبابا تواضروس وإحاطته بمجموعة ممن يسيطرون على الوضع في الكاتدرائية ساهم في تعزيز فكرة انعزال البطريرك عن شعبه، ولم يعد يعنيه الشعب الذي يعتبر هو أحد المكونات الأساسية للكنيسة، واستخدم النشطاء ذلك كأداة للهجوم على البابا، واتهامه بأنه مشغول فقط بالكرسي.

البابا تواضروس فوت الفرصة على المتربصين، الذين يريدون إحداث شرخ في علاقة البابا والشعب، ربما بهدف الغيرة على الكنيسة، أو رغبة في تحقيق مصالح وأهداف خاصة، ويدعمهم في ذلك أشخاص ذو نفوذ داخل الكنيسة.

البطريرك رد على هذه الهجمات باحتواء مجموعة من أبناء الكنيسة خلال عظته الأسبوعية أمس، وحرص على تكريم أسر المتبرعين بأعضاء لذويهم، في رسالة واضحة تشير إلى أنه متابع لما يدور، وأنه قريب من شعبه، ويشجعه على عمل الخير والرحمه.

وكرم قداسة البابا تواضروس الثاني مجموعة من الأشخاص ممن تبرعوا بأعضائهم لأحد أفراد أسرهم.

وتولى مركز الرجاء التابع لأسقفية الخدمات تقديم الحالات التي تم تكريمها، حيث يتبع هؤلاء خدمة المركز الذي يتكفل بالاشتراك مع الكنائس والإيبارشيات بتكلفة عمليات زرع الأعضاء.

وقال قداسة البابا إن مركز الرجاء الرئيسي في القاهرة له أكثر من ٨٠ فرعًا في المحافظات، مشيرا إلى أنه أراد الاحتفال بعيد الأسرة بصورة جيدة، مؤكدا أن تبرع أكثر من ٤٠ شخصًا بأعضاء من أجسادهم، مثل النخاع والكبد والكلى، تعبير قوي جدًّا على قمة العطاء، وأوضح أن العطاء ليس مجرد أموال.
الجريدة الرسمية