رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صور الحياة الفنية في مصر أثناء ثورة 1919

فيتو

في مجلة روز اليوسف عام 1965 كتب محمد تبارك موضوعا عن علاقة الفن بثورة 1919 قال فيه:

في بداية ثورة 1919 كان المسرح هو وسيلة التنفيس عن الشعور العام، لكنه اقتصر حينئذ على الألوان الاستعراضية التي تتخللها الأغانى والاستعراضات.


وكان اللون الفكاهى هو أنسب الأشكال التي كان عن طريقها يغزو الفن الميدان السياسي، وكانت الأغانى تنتشر انتشارا كبيرا خلال أيام من ظهورها على المسرح نتيجة ترديدها من طلبة المدارس وغناء العوالم لها في الافراح والليالى الملاح.

وكانت سيدات الأسر العريقة تقابلن هذه الأغانى باستحسان كبير حتى أصبحت موضة الأفلام الأغاني السياسية.

وتزعمت العوالم في ذلك الوقت بمبة كشر لأنها كانت متحمسة للحركة الوطنية وتقدم أغنيات مع رقصاتها ذات لون شعبى، وسارت على طريقها الممثلة فاطمة رشدى وسيدة بهمس ثم فتحية أحمد وكانت في العاشرة من عمرها تقف تغنى على المسرح وهى تحمل علم مصر.

ساعد ذلك على إقبال الناس على المسارح من بينها مسرح نجيب الريحانى الذي كان يقدم ألحان أغنيات سيد درويش.

لم تكن الاستعراضات والاسكتات الوطنية هي كل ما تجاوب به الفن مع الثورة إلا أنها كانت تنظم في كل يوم مجموعة من المظاهرات التي يتزعمها المغنون من أشهر هذه المظاهرات التي كان يقودها سيد درويش.

وكما تقول المجلة: "خرج سيد درويش ذات يوم ومعه نجيب الريحانى وبديع خيرى في عربة حنطور يجوبون الشوارع والحارات مشاركة في المظاهرات وهم يهتفون (قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك) إذا بالعربة تنكسر فيدفع كل من الثلاثة ما معه من نقود إلى صاحب العربة التي انكسرت لكن يرفض الرجل في إباء ويقول: أنا لست أقل منكم وطنية.

أيضا من المعارك الفنية أثناء ثورة 1919 معركة وقعت في شارع عماد الدين وما يجاوره وفى روض الفرج بمختلف الصالات.. فقد كانت برامجها تبدأ بإزاحة الستار عن صورة كبيرة للزعيم سعد زغلول وهو يقف خلف المسرح يحملها أعضاء الفرقة ويصفق المتفرجون تصفيقا طويلا قبل العرض.

وحدث ذات مرة أن تم القبض على نجيب الريحانى وبديع خيرى في أحد المظاهرات، وفى التحقيقات سألهم مستر هون بلو عما يفعلون في تلك الأوقات بالشوارع. 

قال الريحانى له: بشرفك انت ما بتحبش بلدك ؟ قال هون: طبعا احبها.

فقال الريحانى: طيب أمال عايزين تحرموا علينا حبنا لبلدنا ليه؟

وفى مجلة آخر ساعة مارس عام 1935 نشرت أن الممثلة دولت أبيض خرجت بملابس المسرح بصحبة سيدات المسرح على رأسهن الممثلة زينب صدقى في سيارة مكشوفة وهن يهتفن مطالبين بالاستقلال التام، في حين خرج عزيز عيد ونجيب الريحانى وحسين رياض ومعهم حسن فايق الذي أطلق مونولوجاته الحماسية في مظاهرة خرجت من شارع عماد الدين متجهين إلى بيت الأمة إلا أن قوات الاحتلال تصدت لهم في ميدان قصر النيل.
Advertisements
الجريدة الرسمية