رئيس التحرير
عصام كامل

على المختلفين مع «الوفد» الاحتفال بـ«ثورة 19»!


تتباين المواقف من ثورة 1919 وتصل ذروتها عند تيارات عديدة تتخذ موقفا حادا من "سعد زغلول" ومن حزب الوفد كله، إذ لا ترى فيه إلا ممثلا لتوجهات سياسية واقتصادية واجتماعية، يرون أنها تتصادم مع تطلعات غالبية الشعب المصري!


وكما فعلت صحيفة الوفد في الثمانينيات من الخلط بين العام والخاص، وهجومها العنيف على ثورة "يوليو"، بلغ حد ترديدها المكثف لدعاية "الإخوان" وإعادة إنتاجها على مساحات كبيرة، يكرر خصوم الوفد الأمر نفسه، بالتفتيش في الحياة الخاصة لزعيم الوفد "سعد زغلول"!

وبالرغم من اختلاف كاتب السطور مع حزب "الوفد" وبالرغم من المعايير العلمية التي نعتمد عليها في إطلاق وصف "ثورة" على أي تحرك جماهيري ينظر إلى نتائجه، وهل أحدثت تغييرا جذريا لمصلحة الجماهير أو لمصلحة أغلبيتها العظمى أم لا.. وبالرغم من أن ثورة 19 لم تنه احتلالا، ولم تنه حكما ملكيا، ولم تحقق عدالة اجتماعية للمصريين، إلا أن الحق يقول إنها كانت عملا وطنيا كبيرا عبر في لحظة تاريخية عن أحلام المصريين في الاستقلال..

وكانت أول عمل جماهيري شعبي كبير يحدد جدول أعمال الشعب المصري ورغبته في حكم وطنه بنفسه.. وتحولت إلى عمل ملهم للمنطقة كلها، شهدنا بعدها في دول عربية شقيقة وعي جماهيري وانطلاق نحو التطلعات نفسها!

تقدم "سعد زغلول" للقيادة ومعه رفاقه وفوضهم المصريون في أوسع عملية تفويض شعبية شهدتها مصر حتى تلك اللحظة.. وبرز دور المرأة المصرية التي لم يتوقف عطاؤها منذئذ. وكانت الوحدة الوطنية التي تجلت في أروع صورها من مكاسب هذا التحرك الشعبي الكبير، وقدم شعبنا تضحيات هائلة من دماء وحريات أبنائه..

وأظهرت المعدن الأصيل لعشرات المسئولين ممن يتولون مواقع مهمة، كان أغلبهم قيادات في "البوليس"، انحازوا لوطنهم وشعبهم!

إحياء المناسبات الوطنية ضرورة.. بعد تشويه سلبي وشرير طال كل الأعمال وكل الرموز، أدى إلى ما نراه من تشتيت لعقول أجيال عديدة لم تنل حظا مناسبا لا من تعليم جيد ولا إعلام جيد ولا تربية عائلية جيدة، والنتيجة أيضا: انتماء متراجع عند فئات عديدة وبنية شعبية تحتاج إلى الترميم!

المجد لشهداء ثورة 19، وكل من قادها وشارك فيها.. ولكل قطرة دماء طاهرة قدمت من أجل مصر وأهلها.
الجريدة الرسمية