رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد نصير يكتب: لماذا نقول «نعم» لضياء رشوان في انتخابات «الصحفيين» المقبلة؟

أحمد نصير
أحمد نصير

السطور التالية ليست دعاية لأحد حتى وإن بدت كذلك، فكاتبها ليس من ضمن حملة ضياء رشوان الانتخابية وليس من حوارييه أيضا، وإن كان هذا ليس عيبا أو نقيصة.


فقط هي تعبير عن رأي خاص في شأن عام يهم الصحفيين وغيرهم، فقبل عدة أيام تواصل معي أحد الزملاء من مؤسسة صحفية قومية يسألني: لمن ستعطى صوتك من المرشحين لمنصب النقيب.. كانت إجابتي سريعة وقاطعة: "ضياء رشوان"، فإذا به يسألني عن السبب وما إذا كان هذا موقفي الشخصي أم اتجاه في المؤسسة التي أعمل بها وهي "فيتو".. فأجبته: بل موقفي الشخصي، ونحن في "فيتو" لا نوجه أحدا من الزملاء، فلكلٍ منهم حرية الاختيار، وعندما سألني عن حيثيات قراري أجبته باقتضاب أن "رشوان هو الأنسب للجماعة الصحفية في هذه المرحلة".

غير أن البعض ومنهم زميلي إياه، وفي سياق مؤازرتهم لمرشح آخر، يحلو لهم أن يصفوا رشوان بـ"المتلون" فضلا عن اتهامات أخرى لا داعي لذكرها، مشيرين إلى مواقفه السياسية التي يرون أنها تبدلت وتغيرت، والحقيقة أن هؤلاء يريدون منا أن نترك القضية العامة التي تشغل الجماعة الصحفية بأسرها وننشغل بجدال لا طائل منه حول اتهاماتهم، وهذه القضية هي قضية مهنتنا المأزومة بل "المهنة المنكوبة" التي جار عليها الزمن وفعل بها الأفاعيل دون أن يتصدى لذلك أحد من شيوخ مهنتنا الأجلاء أو أساتذتنا المنشغلين بالهم النقابي.

إن رشوان يمثل في هذه المرحلة – وفق رأيي المتواضع – حلقة الوصل المهمة التي يمكن أن تنتشل المهنة من أتون الضياع والتردي إلى بر أمان ننشده جميعا، فلقد اختار الرجل بمحض إرادته أن يستدعي نفسه من هيئة الاستعلامات التي يترأسها إلى هم كبير وحمل "ثقيل" ينوء الكثيرون بحمله.

وليس ثمة شك في أن مساحة اقترابه من الدولة ومستوياتها العليا هو ميزة لا تتوفر في مرشحين آخرين وهى أمر يُمكّنه من التصدي لقضايا المهنة وحل كثير منها إذا ما تضافرت جهود الجماعة الصحفية معه، كما أن رشوان يمتلك رصيدا كبيرا من الانحياز للحريات، وبالتالي فإنه قادر على خلق توازن مهم للغاية بين الدفاع عن المهنة وحقوق الصحفيين وبين مؤسسات الدولة الأخرى ، ولا شك أننا لسنا في حرب مع الدولة ؛ لأن النقابة جزء من هذه الدولة وإحدى مكوناتها الرئيسية.
 
وليس خافيا أن الكيان النقابي للصحفيين أصبح على المحك لا سيما مع وجود هيئات صحفية وإعلامية تنازعه دوره بل تفتأت عليه أحيانا، وهو أمر يحتاج إلى شخصية قوية بثقل رشوان تستطيع أن تنتزع حق النقابة والصحفيين بالتفاوض والمناورة والقدرة على التأثير والإقناع.

وقد كانت لفتة طيبة من الرجل حين أعلن عن زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا قبل أسابيع، الأمر الذي لا يمكن أن يكون "رشوة انتخابية" فالجميع سيحصلون على البدل وبإمكانهم ألا ينتخبوه نقيبا، وبالتالى فقد فرّط عن قرار منه في "ورقة انتخابية" طالما لعب بها الجميع، لكن هذا في رأيي يعبر عن إدراك حقيقي منه للأزمة التي يعاني منها معظم الصحفيين في ظل أجور غير عادلة وصحف تعاني من أوضاع مالية قاسية.. لكل هذا ومن أجل نقابة قوية وقادرة على استعادة حقوق الصحفيين ومكانتهم عند الدولة والمجتمع ومن أجل جمع شتات الصحفيين ولم شملهم نقول "نعم لضياء رشوان" في انتخابات نقابة الصحفيين المقررة يوم الجمعة المقبل.
الجريدة الرسمية