رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد نصير يكتب: إنجاز تحت الأرض.. مصر على موعد مع المستقبل

أحمد نصير
أحمد نصير

أسابيع معدودات ويبدأ التشغيل التجريبي لأنفاق قناة السويس، هذا المشروع القومي الكبير، الذي يشرع أبواب المستقبل، ويؤكد أن الوطن الذي مر بتحولات كبرى قادر بسواعد أبنائه على الإنجاز وتحقيق ما لم يكن أحد يتصوره قبل سنوات قليلة.


ففي وقت يلقى فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن يوم السبت المقبل كأول زعيم غير أوروبي يتحدث في هذا المحفل الدولي معبرا عن رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، يسابق العديد من الأبطال من مهندسين وفنيين وعمال الزمن لوضع اللمسات النهائية لأنفاق الإسماعيلية وبورسعيد لربط شمال ووسط سيناء بالدلتا والمساهمة في تعمير سيناء بشكل كامل عن طريق تسهيل إقامة مجتمعات تنموية وصناعية بها وتقليل مدة العبور إلى سيناء إلى 10 دقائق فقط.

إن هذه الجهود الجبارة - بكل ما تعنيه الكلمة - التي يقوم بها أبناء الوطن تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبسواعد مصرية، عبر 4 شركات وطنية هي بتروجت وكونكورد، لتنفيذ أنفاق شمال الإسماعيلية، والمقاولون العرب وأوراسكوم لتنفيذ أنفاق جنوب بورسعيد، تؤكد - بما لا يدع مجالا للشك - أن مصر على أعتاب مرحلة جديدة من التعمير والتنمية وبث الحياة في شرايين البلاد على اتساعها.

وربما تكون هذه مناسبة ليسمح لنا كل عامل وفني ومهندس، كل مسئول عن معدة خفيفة أو ثقيلة، وكل من يقود العمل ليلا ونهارا أن نقبّل جباههم ونؤكد تقديرنا لعطائهم من أجل الوطن ونشد على أيديهم ونهنئ أنفسنا بهم وبإنجازهم الذي حققوه في زمن قياسي بالعمل الدءوب والعرق والكفاح على مدار الساعة.

وللحق أقول إن هذا المشروع القومي الكبير هو – بأي معيار – إنجاز غير مسبوق ويمثل عبورا جديدا من تحت أرض قناة السويس، ولهذا حصل على رقم قياسي عالمي بعد تنفيذ 5.8 كيلو متر في زمن قياسي، بالنسبة للإنجاز على المدى اليومي والأسبوعي والشهري.

وأتصور أن مصر كلها ستكون بانتظار إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن هذا الإنجاز بنفسه، وعندها -كما قال أحد العمال لوكالة سبوتنيك الروسية- سيعرف العالم كله عظمة ما فعلناه.
الجريدة الرسمية