رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الكهرباء: مصر تسعى إلى تعزيز التعاون الأفريقي الإقليمي

 الدكتور محمد شاكر
الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء

ألقى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة كلمة أثناء مشاركته في "الاجتماع الوزارى الرابع عشر" لتجمع الطاقة لدول شرق أفريقيا EAPP والمنعقد خلال يومى 20 و21 فبراير الجارى في عنتيبى بأوغندا.


أعرب الدكتور شاكر في كلمته عن امتنانه وسروره من تواجده في مدينة عنتيبي الجميلة للمشاركة في المؤتمر الرابع عشر للوزراء المسئولين عن الكهرباء (COM) في تجمع الطاقة في شرق أفريقيا (EAPP)، موجهًا الشكر لحكومة أوغندا على استضافة هذا الاجتماع الهام وعلى حسن الضيافة.

وأوضح شاكر أن مصر تسعى إلى تعزيز التعاون الأفريقي الإقليمي ودون الإقليمي من أجل زيادة التكامل بين دول القارة بأكملها وذلك من خلال توليها الآن منصب رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019.

وأشار إلى الدور الهام الذي تلعبه مشروعات الربط الكهربائي داخل وبين دول تجمع الطاقة في شرق أفريقيا EAPP في تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة، وعلاوة على ذلك، سينتج عن هذه المشروعات في المستقبل توصيل الكهرباء والطاقة بين المناطق الجنوبية والشمالية من القارة، وأيضًا سيتم ربط أفريقيا وآسيا عبر موقع مصر الفريد عبر القارات.

وأضاف شاكر أن الاجتماع الوزارى سيتضمن العديد من القضايا التي تتعلق بتنمية وتطوير ومستقبل منطقة شرق أفريقيا، تجمع الطاقة في شرق أفريقيا EAPP بما في ذلك تجارة الطاقة الإقليمية، والربط الكهربائى العالمي، بالإضافة إلى تعديلات الهيكل الحكومى للـ EAPP.

وتابع: تلقينا التعديل المقترح لمذكرة التفاهم الحكومية الدولية، واقتراح إنشاء "لجنة الأمانة الدائمة" لدعم مجلس الوزراء لتجمع الـ EAPP، مشيدا بالجهود المبذولة من لجنة الأمانة العامة لإعداد مشروع القرار، والأسباب المنطقية للتعديلات المقترحة، معربًا عن دعمه لجميع الجهود لضمان التشغيل الفعال للـ EAPP، مؤكدًا على ضرورة المشاركة والتعاون بين جميع أعضاء EAPP في اجتماعات وعمل هذه اللجنة الحديثة.

وأشار إلى الإنجازات التي نجحت مصر في تحقيقها خلال السنوات الأربع الماضية لمواجهة التحديات التي واجهت قطاع الكهرباء، وتهيئة بيئة مواتية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات هذا القطاع الحيوى، وبالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها مصر في قطاع الطاقة لديها خلال الفترة السابقة، فقد تمكنا من اتخاذ عدد من الإجراءات والمبادرات وسياسات الإصلاح لإطلاق عملية التحول في الطاقة وتأمين واستدامة الكهرباء، وتحسين كفاءة الطاقة وفتح أسواق لاستثمارات القطاع الخاص في مختلف مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والشبكات الذكية، وكذلك تعزيز الشفافية وحوكمة القطاع.

وتابع شاكر: ونتيجة لذلك، نجح قطاع الطاقة المصري في تحويل العجز في الطاقة إلى فائض وذلك من خلال إضافة 25 ألف ميجاوات على مدى السنوات الأربع الماضية، مما ساهم في القضاء على عجز الطاقة وتأمين احتياطي كهربائي مناسب.

وقال وزير الكهرباء: ويعمل قطاع الكهرباء حاليًا على تحسين وتطوير شبكات النقل والتوزيع، بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم، بالإضافة إلى الشبكات الذكية باستثمارات تصل إلى أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، والحد من الفقد الكهربائى في الشبكة وتعزيز الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وتعتمد استراتيجيتنا على التحول إلى الشبكات الذكية، والتي ستساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الكهرباء والحد من انبعاثات الكربون وكذلك تقليل الاستثمارات المطلوبة للبنية التحتية للشبكات الكهربائية.

وأضاف أنه من أجل تحقيق أقصى فائدة من الموارد الطبيعية في مصر، وخاصة مصادر الطاقة المتجددة، وافق المجلس الأعلى للطاقة، في عام 2016، على "إستراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة لعام 2035"، والتي ستحقق التوازن المطلوب للطاقة في مصر، وقد تم مراجعة إستراتيجية الطاقة لزيادة نسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر لتصل إلى أكثر من42٪ بحلول عام 2035، هذا وتتوافق إستراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة في مصر لعام 2035 مع إستراتيجية التنمية المستدامة المصرية (رؤية 2030) وأهداف التنمية المستدامة.

وأعرب شاكر عن الاستعداد التام لمشاركة التجربة المصرية مع جميع الدول الأفريقية، مؤكدا إيمان مصر القوى بالإمكانات الهائلة التي تمتلكها القارة الأفريقية من الطاقة المتجددة، وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال الدور الريادي لمصر في المبادرة الأفريقية للطاقات المتجددة الـAREI منذ إعلانها في باريس 2015 بواسطة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية حتى تم استضافة مصر للاجتماع الوزاري الأول للمبادرة يوم 22 يناير الماضى والذي أسفر عن عدد من التوصيات المتمثلة في الإلتزام الجماعي لتنفيذ المبادرة، التأكيد على الدور الهام للمبادرة من أجل الإسراع والاستفادة من إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة الموجودة في القارة، واتخاذ قرارات ملموسة لتطوير اللوائح والأطر المؤسسية والقدرات البشرية ورأس المال لتحقيق النفع لكافة الأطراف.

وأشار إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة وتم تخصيص أكثر من 7650 كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة. وتصل القدرات الكهربائية التي يمكن إنتاجها نحو 30 جيجاوات من طاقة الرياح و60 جيجاوات من الطاقة الشمسية.

وتابع: ولتحقيق هذا الهدف الطموح، تم تبني برنامج شامل لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشاريع القطاع من خلال مجموعة من الآليات التي تساعد المستثمر على الدخول في هذا النشاط: (EPC+ Finance - IPP- المناقصات التنافسية ـ وتعريفة التغذية FIT)، مشرا شاكر إلى الإتفاقيات التي تم توقيعها لإنشاء مزرعة للطاقة الشمسية ببنبان بالقرب من أسوان، حيث تم توقيع عدد 32 اتفاقية لشراء الطاقة بإجمالي قدرة 1465 ميجاوات، مشيرًا إلى أن هذه المحطات بمجرد استكمالها ستكون أكبر تجمع لمحطات شمسية في العالم، وستزود مصر بالطاقة النظيفة والمتجددة وتساهم في توفير الطاقة في المنطقة، ونتيجة للإجراءات المذكورة أعلاه، نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري في جذب ثقة عدد كبير من المستثمرين مما أدى إلى تشجيع المستثمرين الأجانب والمحليين على الاستثمار في مشاريع القطاع، نجحنا في الحصول على أفضل الأسعار حيث تم الحصول على سعر 2.75 دولار/ سنت للطاقة المنتجة من الطاقة الشمسية و3.12 دولار/ سنت للطاقة المنتجة من الرياح.

وفي المستقبل، ستكون جميع مشروعات القطاع من خلال آلية Auction، والتي ستحقق أعلى فائدة من خلال الحصول على أقل الأسعار.

وأشار شاكر إلى أهمية الربط الكهربائي في تعزيز أمن الطاقة، ولذلك، تشارك مصر بفاعلية في جميع مشاريع الربط الكهربائي الإقليمية، مثل الربط الكهربائى مع دول المشرق العربي، والربط مع دول المغرب العربي، والمشروع الجاري للربط الكهربائى مع المملكة العربية السعودية، وستسمح هذه المشروعات لمصر بأن تكون مرتبطة بدول الخليج وبآسيا.

وأكد أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى الأولية للربط بين مصر وقبرص واليونان، حيث ستكون مصر جسرًا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا. هذا بالإضافة إلى استمرار العمل في مشروع الربط مع السودان.

ولفت وزير الكهرباء إلى أن قطاع الكهرباء المصري قام بتوقيع مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون مع المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط الكهربائي (GEIDCO) للتعاون في عدد من المجالات من بينها إجراء البحوث حول إستراتيجية الطاقة في مصر، وتعزيز تنمية استخدام الطاقات المتجددة وتكامل الشبكات الكهربائية، وكذا التشاور الفني لتطبيقات الشبكات الذكية، وأصبحت الشركة القابضة لكهرباء مصر عضوًا في هذه المنظمة.

واستطرد: تؤكد مصر على التزامها الكامل بدعم وتشجيع دول EAPP، من أجل الوصول إلى الهدف النهائي المتمثل في تكامل القارة الأفريقية وتحقيق أهداف جدول أعمال 2063 ومشروعاتها الرائدة في السنوات العشر الأولى. كما أعرب عن رغبة مصر في مشاركة خبراتها وأفضل الممارسات التي انتهجتها في جميع مجالات الكهرباء والطاقة، وخاصة في مجال كهربة الريف والطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وتخطيط مشاريع الكهرباء وتنفيذها مع جميع الدول الأفريقية الشقيقة.

وأعرب الوزير في نهاية كلمته عن تتطلع مصر إلى استضافة الاجتماع الوزارى القادم واجتماعات اللجنة التوجيهية القادمة وترحب بالأشقاء الأفارقة في بلدهم الثاني مصر.
الجريدة الرسمية