رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«المسامير» تهدد حضارة 7 آلاف سنة.. تثبيت تماثيل متحفي سوهاج ومطروح بالكانات الحديدية.. الصدأ يتفاعل مع جسم الأثر ويعتبر من أنواع التلف المتعمد.. تجذب الفطريات وتغير اللون.. وتحليل القطع الأب

فيتو

فكرة تثبيت التماثيل الأثرية بالمسامير اعتمد عليها منفذ سيناريوهات عرض جميع المتاحف المفتتحة حديثا بعد تجديدها وتطويرها لتخترق أجسام ورؤوس العديد من التماثيل الأثرية، وهذا ما شاهدناه في متحف سوهاج القومي ومتحف مطروح خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأكدت رئيسة قطاع المتاحف أن هذه الفكرة مستخدمة في جميع أنحاء العالم، ولكن ثبت أن الاستخدام مختلف وأن المسامير والكانات الحديدية لم تخترق أجسام التماثيل في المتاحف العالمية ولكنهم استخدموا الكانات الحديدية كمساند لحماية القطع فقط وذلك لخطورة اختراق المسامير والكانات الحديدية على الأثر.


تدمير الأثر
وكشف مصدر مطلع بوزارة الآثار، أن تثبيت التماثيل الأثرية بالمسامير ينتج عنه ثقب متعمد في جسم الأثر وهذا يعتبر نوعا من التلف البشري في الأثر، مؤكدا أن الحديد مع مرور الزمن وظروف الرطوبة والحرارة وهو مادة قابلة للصدأ الذي ينتج عنه بقع مشوه لمادة الأثر كما أن الصدأ يتشربه مادة الحجر مما يؤثر على اللون الأصلي للحجر.

جذب الفطريات
وأكد المصدر، أن وجود المسمار في جسم الأثر يكون جاذبا لبعض أنواع الفطريات المحببة للحديد والتي تقوم على تحليل مادة الأثر وتبقيعها بسبب وجود هذه المسامير، بالإضافة إلى أن وجود هذه المسامير يكون بمثابة ضغط على جزيئات الحجر الداخلية ويلعب دور مساعد في نزوح الأملاح التي تنتشر بين مسام الحجر وتعمل على تدميره بالإضافة إلى أنها وسيلة خاطئة بكل المعايير المتحفية في العرض المتحفي، الذي من أهم شروطه استخدام مواد لا تتفاعل مع جسم الأثر وآمنة جدا عليه.

ضحية الإهمال
وأكد مرمم أثري فضل عدم ذكر اسمه، أن الآثار والتراث الحضاري دائما هما الضحية للإهمال والتجاهل والتقصير في الحفاظ على هذا التراث وعلاج ما تلف منه كما أن توفير البيئة الملائمة لحفظ الأثر وعرضه للإنسانية وتأمينه ضد السرقة ووقايته من التلف من أهم الإجراءات التي يجب الالتزام بها فإنها يقع على عاتق كل من يعمل في الحقل الأثري مسئولية وواجب إنقاذ ما تبقى منه كل في مجاله المرمم والأمين على حد سواء دون انتظار أي مقابل إلا رفعة هذا الوطن ومن يتخلى عن مسئوليته فإنها خائن لوطنه عاقا لأجداده القدماء فقد تتعرض القطع بالفعل للكثير من المخاطر أثناء التجهيز للعرض.

مخاطر المسامير على القطع الأثرية
وأوضح مصدر مطلع بالإدارة المركزية للترميم في وزارة الآثار، أن الطريقة التي جرى تثبيت تمثال متحف سوهاج بها بدائية وكان من الأفضل إعداد حامل للتمثال من مادة خاملة «بلكسي جلس» أو على أقل تقدير مراعاة أن يكون المسمار في مكان غير ظاهر وليس أعلى التمثال واستخدم مواد غير قابلة للصدأ وليس مسامير وكانات حديدية ولا توجد متاحف تستخدم هذه الطريقة على الإطلاق على الرغم من أنها شائعة بالمتحف المصري بالتحرير ومعظم المتاحف الإقليمية.

وأكد أنه غير مسموح بثقب أي تمثال أثري للعرض المؤقت، مشيرا إلى أن ذلك يضعف التمثال وهذه المسامير الحديد تتسبب في تراكم الصدأ داخل التمثال وتؤدي إلى تلفه ومن الممكن ينتج عنه شروخ لا ترى بالعين المجردة ولكن تظهر مع الوقت.

رد الآثار
ومن جانبها قالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، إن تثبيت رأس تمثال أثري في متحف سوهاج القومي، باستخدام صبات حديدية، كانت عبارة عن دعامات معدنية استخدمت بصفة مؤقتة لحين تثبيت هذه القطع على قواعد العرض المتحفي الخشبية والمعدنية المعدة خصيصا لها.

وأكدت في بيان أن هذه طريقة تستخدمها جميع متاحف العالم والمتاحف المصرية لتثبيت القطع الأثرية الثقيلة الوزن والضخمة الحجم.

وأضافت صلاح، أن القطع الأثرية بالمتحف يصل وزن الواحدة منها إلى أكثر من ربع طن مما كان يستوجب استخدام هذه الدعامات المعدنية من أعلى لضمان استقرار القطع على قواعد العرض الدائمة لها من أسفل، مشيرة إلى أنه تم إزالة هذه الدعامات بعد ضمان التأكد من عملية التثبيت على القواعد.
Advertisements
الجريدة الرسمية