رئيس التحرير
عصام كامل

غيبتها عمدًا أنظمة سابقة!


لا يكف الرئيس السيسي في حواراته ومؤتمراته ومداخلاته وأحاديثه في المنتديات والمحافل والمناسبات المختلفة عن مصارحة الشعب بحقائق الأمور والمشكلات.. وما يدور حوله من متغيرات، وما ينبغي التصدي له من صعوبات كثيرًا ما تجاهلتها أو ربما غيبتها عمدًا أنظمة سابقة، وتعاملت معها باعتبارها شأنًا سلطويًا لا دخل لعموم الناس به، أو لا حق لهم في الاطلاع عليه أو المشاركة فيه..


فعلت تلك الأنظمة ذلك ربما خوفًا من ردود الأفعال، أو تحاشيًا للقلاقل، أو رغبة في البقاء فوق مقاعد السلطة دون منغصات، وترحيل تلك الأزمات للأجيال القادمة التي لا ذنب لها في تحمل فشل من سبقهم.

كل ذلك يبين لنا كيف جرى التعامل مع مشكلات مصر على كافة الأصعدة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وصحيًا وتعليميًا.. التي ندفع الآن ثمنًا باهظًا لتكلفة حلولها.. إن كان لا يزال هناك إمكانية لحلها.. الأمر الذي لم يستسلم له السيسي، بل انتهج سياسة مغايرة ترفض التسويف وترحيل الأزمات أو الالتفاف عليها، سياسة لا ترضى بغير الحلول الجذرية بديلًا..

سياسة تفضل اقتحام الملفات الشائكة والمصارحة التي ارتضاها السيسي لنفسه في علاقته بالشعب منذ تولى السلطة رغم ما يجلبه ذلك له من متاعب وما يخصمه من رصيد شعبيته.. لكنها مصلحة مصر التي يضعها الرئيس فوق كل اعتبار ويجازف في سبيلها حتى بتلك الشعبية!

جرأة الرئيس في تصريحاته وشجاعته في اتخاذ القرارات الصعبة تدعونا إلى ضرورة الوقوف أمامها بالفحص والتحليل، واستخلاص الرسائل التي أراد السيسي توصيلها للشعب، عبر إدارة حوار بسيط في لغته، عميق في مغزاه السياسي، حوار يطرح الشواغل الكبرى التي ينبغي لجميع أفراد الشعب أن يعيها ويتفاعل معها، ويراها بواقعية وموضوعية، بعيدًا عن مبدأ "كله تمام" الذي دأبت الحكومات في عقود سابقة على اتباعه وإقناع المواطن به.
الجريدة الرسمية