رئيس التحرير
عصام كامل

كيف واجهت شادية سخرية الجمهور من تقليدها أم كلثوم في أولى حفلاتها

فيتو

تحل اليوم، 8 فبراير، ذكرى ميلاد الدلوعة شادية، التي ملأت الدنيا طربًا وفنًا، فقد كانت فنانة شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعلى الرغم من أن حياتها كانت بئرا مملوءة بالأسرار، فإنها أفصحت عن بعض أسرارها تلك إلى الناقدة والكاتبة إيريس نظمى، التي قدمت مذكرات شادية في 15 حلقة في مجلة آخر ساعة في السبعينيات.


وأعادت الكاتبة الراحلة نشرها في كتاب "مذكرات شادية" الصادر عن دار أخبار اليوم، والتي تحكى من خلاله عن بعض من فصول من حياتها، ومواقف من مشوارها الفنى، ومن هذه المواقف، حفلتها الغنائية الأولى التي واجهت فيها سخرية الجمهور، وتسببت لها في "عقدة نفسية".


وعن هذا الحفل الذي أقيم في "الحلمية بالاس"، تقول شادية في مذكراتها إنها كانت قد قدمت فيلمها "العقل في إجازة" مع محمد فوزى، ولكنها لم تكن قد حظت بعد بشهرة واسعة، كما أنها لم تكن قد اعتادت بعد على الغناء أمام أعداد كبيرة من الجمهور، فقد كان أكبر جمهور صدحت أمامه بالغناء هم أقاربها في اللقاءات العائلية وأمام صديقاتها في المدرسة.

وكانت فكرة مواجهة جمهور عريض يثير بداخلها رهبة، ولكن لم يكن خيار الانسحاب مطروحًا أمامها بعدما أعلنت نقابة السينمائيين عن الحفل الذي كان سيشاركها فيه نخبة من كبار النجوم، منهم عبد العزيز محمود، ورجاء عبده، وكان لكل منهما أغنياتهم الشهيرة، ووسط هؤلاء النجوم تساءلت شادية "أنا ماذا سأقدم؟" خاصة أنها لم تكن لديها أغان خاصة بها في ذلك الحين سوى دويتو مع محمد فوزى "متشكر آه" من الفيلم السابق ذكره.


وعلى الرغم من الرهبة والقلق، قررت ألا تنسحب، ولكن هذا لم يمنع القلق والتوتر، فلم تكن وسط حيرتها تلك قد استقرت على الأغنية التي ستقدمها، وبعد تفكير عميق قررت أن تطل على جمهورها بأغنية "غنى لى شوى شوى" للسيدة أم كلثوم، وبالفعل تدربت عليها مع الفرقة الموسيقية، ولكنها لم تكن تدرك وهى تحاول مواجهة الجمهور وخوفها معًا أنها وضعت نفسها في مأزق.


في يوم الحفل، وقفت شادية أمام الجمهور، وبدأت الفرقة في العزف، وبينما هي تبدأ في الغناء بكلمات "ثومة"، خرج صوتها كما وصفته هي في مذكراتها "مسرسع"، ولم يتناسب مع حجم الأغنية، ومع استمرارها في الغناء، بدأ الجمهور في الضحك على المطربة التي تقلد كوكب الشرق.


تحكى شادية عن إحساسها في هذا الموقف عبر كلمات إيريس نظمى قائلة: "شعرت بالحرج الشديد عندما ارتفعت ضحكات الناس.. وكأن أحدًا قد صفعني ولطمني على وجهى بشدة.. وأحسست أنى أذوب من الخجل.. وكدت أن أترك الميكروفون والفرقة الموسيقية لأجرى وأهرب من هذا الموقف الغريب الذي وضعت نفسي فيه".


وبالرغم من شعور الإحراج الذي تملكها إلا أنها أكملت الأغنية، ولكن كانت هذه الحفلة بمثابة درس قاس لشادية، فقد تعلمت منه أن تفكر طويلًا قبل الظهور في أي حفل غنائى، وتكونت لديها "عقدة نفسية"، من الحفلات الغنائية، وقررت ألا تقلد أحدًا، وألا تظهر في حفلة إلا بعد أن تكون لها أغنياتها الخاصة، وبالفعل وبعد تقديمها عدة أغنيات ناجحة مثل "يا دبلة الخطوبة" و"واحد اتنين"، قررت مواجهة عقدتها النفسية وقدمت ثانى حفلاتها الغنائية وأطربت الجمهور، ولكنها لم تسمع في هذه الحفلة أية ضحكات ساخرة بل تصفيقًا وتشجيعًا وطلبات لإعادة أجزاء من الأغنيات، حينها اعتبرت شادية أن هذا اليوم هو يوم ميلادها الحقيقي كمطربة.

أغنية يا دبلة الخطوبة

الجريدة الرسمية