رئيس التحرير
عصام كامل

دولة الحاخامات العميقة.. إسرائيل في قبضة أصحاب التوراة

علم إسرائيل
علم إسرائيل

صراع دائر لا ينتهي في إسرائيل بين دولة الحاخامات والعلمانيين، الأول في الصراع لا يريد أن تعلو أي كلمة فوق صوته، في حين يخرج العلمانيون رافضين الامتثال لأوامر الطرف المتحدث باسم الدين، ولكن يتبين من خلال الصورة العامة للمجتمع الإسرائيلي أنه رغم محاولات العلمانيين في إحكام قبضتهم على الكيان، الواقع يشير إلى أن الحاخامات أصحاب القبضة القابضة والأمر الناهي في كل شئ داخل دولة الاحتلال وهذا ما يدحض أكذوبة الدولة العلمانية.


التأثير على صنع القرار

الصراع بين الحاخامات والجنرالات يحتدم بقوة لأن الدولة الأصولية الدينية في إسرائيل، أصبحت تحتل مكانة كبيرة، والتي تتبنى الخطاب المتطرف الهجومي ضد العرب والفلسطينيين وتدافع بقوة عن الاستيطان، وتسعى إلى تشعبه أكثر وأكثر، محاولة التأثير والسيطرة على المجتمع ككل، وكذلك التأثير على صنع القرار الإسرائيلي.

انتفاضة الحاخامات

واقعة انتفاضة الحاخامات ضد الشرطة والشاباك وحكومة الاحتلال، وكل أجهزة الدولة التي رصدتها وسائل الإعلام العبرية، اليوم الجمعة، بسبب اعتقال مجموعة من الشباب اليهودي المتدين، تجسد الدور الرئيس الذي تلعبه دولة الحاخامات في الاحتلال، وكيفية تحكمهم في سياسته وتحكمهم في كل شيء، والتي تصل أحيانًا لقدرتهم على حل الحكومة، مما يجعل الجميع يخشاهم وينصاع للحصول على مباركتهم.

بيان احتجاج

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت اليوم الجمعة، أن حاخامات المستوطنات وقعوا على رسالة احتجاج ضد التحقيق في الإرهاب، الذي يقوم به الشباب اليهودي المتدين، إذ وقع حاخام صفد وغيره من كبار الحاخامات على خطاب احتجاج، وجه إلى رئيس الوزراء ووزير العدل في الحكومة المنحلة، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، احتجاجا على أساليب التحقيق من قبل جهاز الأمن العام ضد الشباب اليهودي، الذي ارتكب انتهاكات ضد الشرطة، من بين الحاخامات الموقعة على بيان الاحتجاج حاخام دوف ليور، حاخام مدينة القدس، ارييه شتيرن، وحاخام صفد، شموئيل إلياهو، وكلاهما عضوان في مجلس الحاخامات الرئيسي في إسرائيل، وجاء في البيان: "إننا نتابع بقلق بالغ اعتقال الشباب اليهود الثلاثة من قبل جهاز الأمن العام في الأيام الأخيرة، حيث لا يزالون محرومين من مقابلة محامٍ.

مفسرو الشريعة

التأثير والضغوط الكبيرة التي يمارسها الأصوليون دفعت مؤخرًا لتمرير قانون القومية اليهودي، والحاخامات في إسرائيل هم مفسرو الشريعة اليهودية ومعلموها ومن خلال فتاوهم يتم اتخاذ القرارات السياسية، لعبوا دورًا بارزًا في تأسيس الفرق الدينية، والمدارس الأهلية، والأحزاب السياسية، وإصدار الفتاوى، ما أكسبهم حضورًا وقدرة فائقة في التأثير على الرأي العام الإسرائيلي وصانعي القرار داخل المؤسسة الرسمية، رغم مظاهر العلمانية والنمط الغربي السائد في إسرائيل.

ويستمد الحاخامات قوتهم من نصوص تشريعية توراتية رفعت مكانتهم، وأحاطتهم بالقداسة والعصمة، وينتشر الحاخامات في المدن والمؤسسات الرسمية والشعبية، ويتركز وجودهم في دار الحاخامية الكبرى، ووزارة الشئون الدينية، والأحزاب الدينية، والكيبوتس الديني، فلكل مدينة ومستوطنة حاخامها، ولكل حزب وطائفة دار حاخامية مصغرة.

كما يوجد حاخام للمؤسسة العسكرية، وتبقى دار الحاخامية الكبرى هي الأبرز وتتكون من الحاخامين الأكبرين: الأول يمثل اليهود الغربيين "الأشكيناز" والثاني يمثل اليهود الشرقيين "السفارديم"، مع وجود عشرة أعضاء مقسمين بالتساوي بينهما، ينتخبون كل خمس سنوات، بالإضافة إلى حاخامات ثلاث مدن رئيسية؛ والحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي.

الجريدة الرسمية