رئيس التحرير
عصام كامل

محمد فودة يكتب: مغامرة الصعود لجبل سانت كاترين (1)

محمد فودة
محمد فودة

اقتربت الساعة من الثانية عشرة صباحا، كنا في وادي الراحة القريب من دير سانت كاترين، نحتفل بـ«اليوم العالمي للسلام.. هنا نصلي معا» بمشاركة الفرق الموسيقية المختلفة، وعدد من الوفود الأجنبية وقيادات الدولة الرسمية في محافظة جنوب سيناء.


كنت قد اتفقت قبلها مع عدد من الزملاء الصحفيين المشاركين في تغطية الاحتفالية على صعود جبل سانت كاترين، كانت الرحلة بالنسبة لي هي زيارة استراحة الرئيس السادات - وقد تحققت عصر ذلك اليوم- وصعود الجبل الذي قرأت عنه الكثير من الروايات قبل أن آتي إلى مدينة كاترين، ومع اقترب الموعد المحدد لصعود الجبل الذي يبدأ في ١٢ صباحا لمشاهدة لحظات شروق الشمس، كانت كل المؤشرات توحي بعدم اكتمال الأمر.

تراجع الزملاء بعد أن اتفقنا سويا على الصعود، نظرا لازدحام اليوم في الأعمال وتغطية المؤتمرات واللقاءات التي لا تنتهي، مفضلين الراحة والنوم على استكمال المغامرة، وتمسكت بموقفي في استكمال الرحلة، فاجأني مدير مكتب محافظ جنوب سيناء بإلغاء رحلة صعود الجبل بسبب الطقس السيئ، فقلت لنفسي "يبدو أن الأمر مش عاوز يكمل".

دقائق من التوتر والقلق والترقب، ابحث هنا وهناك عن أي سيارة لتقلني إلى الفندق، بعد أن غادرة الزملاء الحفل من أجل الاستيقاظ مبكرا لمتابعة الفعاليات؛ بينما أنا حائر، فلا أستطيع العودة ولا المغامرة وحدي، بعد تعسر استكمال رحلة الصعود.

وفجأة جاء الفرج، أخيرا وجدت سيارة ستمر أمام الفندق، التقطت أنفاسي وأنا أردد «يا فرج ااالله»، وبمجرد الوصول للفندق وجدت فوج أجنبي يستعد للخروج، توجهت للغرفة وحزمت أمتعتي وعدت مسرعا لكي التحق بهم، وما إن وصلت للباص فاجأني قائد الرحلة قائلا: الفوج كله أجنبي ومعايا كشف بالأسماء وصعب إني أضيف شخص جديد للأسف مش هينفع تطلع معانا الجبل. تفهت الأمر حتى لا أسبب له أي مشكلات، فطلبت منه أن يوصلني للجبل فوافق على ذلك.. وفي الطريق تحدث معي عن فرص النجاح في الالتحاق بأي الأفواج المصرية أو الصعود منفردا مع الدليل، بعد الاتفاق على مقابل ٣٠٠ جنيه تقريبا، أو العودة من جديدة فقلت له: مستحيل لو هطلع لوحدي.

وما أن وصلنا أشار لي على مكان التفتيش، ذهبت بسرعة نحو الغرفة، وأثناء مناقشتي مع أحد الأشخاص سألني إنت منين؟ فقلت له المنوفية فقال وهو يضحك.. يا هلا بالمنايفة بلدياتك أهو.. تعرفت على الرجل فأخذ رقم الهاتف والبطاقة والعنوان تفصيلا، وقال لي: طير الحق فيه شباب مصري من الأوبرا كان مشارك في احتفالية سانت كاترين للسلام اجري ألحقه بسرعة.. وقبل أن ينهي حديثه لم يجدني أمامه أصلا.. وفجأة وجدت صوت أحد الأشخاص يهرول ورائي يا منوووفي يا منوفي الشنطة بتاعتك.. كنت قد نسيتها من الفرحة.. لم أرَ أمامي بعدها.. كانت الساعة قاربت على الواحدة صباحا، وفرص الالتحاق بأي فوج جديد لصعود جبل سانت كاترين شبه منعدمة..!
الجريدة الرسمية