رئيس التحرير
عصام كامل

محمد طلعت يكتب: في دائرة البحث عن محمد منير

محمد طلعت
محمد طلعت

أُكن للفنان المصري محمد منير شعورًا مختلفًا عن أي فنان أحببته، فأنا أعتبره روح الشعب، يغني بصوته لنقل ما يريده المواطن، لكن منذ ثورة يناير حدث أن انقلب العشرات من جمهور منير عليه، وبعد ثورة 30 يونيو وما أبداه الشباب من سخط عام على "الكينج" قررت أن أبدأ رحلة البحث عنه والتحدث معه في لقاء صحفي سواء ارتضى أم لا، مهيئًا نفسي لأنني سأكون صحفيًّا "غتت"، من أجل أن أجيب على الأسئلة التي تدير بذهني.


بدأت البحث عن الملك، وكلما كان ينمو إلى علمي أنه سيُوجد في كافيه أو ستديو أذهب خلفه بـ"زايد" وجاردن سيتي والتجمع وفنادق القاهرة الكبرى، وأجلس سواء بالمكان نفسه أو خارجه منتظرًا أن ألمحه بالساعات، لكن في كل وقت يبوءُ تعبي بالفشل، وأعترف أنني كنت أعلم أن البعض يخدعني ولا تكون لديه معلومة مؤكدة، لكن من يريد تحقيق حلمه يبحث في كل مكان حتى لو كان سرابًا.

علمت من خلال رسالة خاصة على فيس بوك أنه مريض ومحتجز بأحد مستشفيات أكتوبر، وعلى الفور قررت الذهاب لزيارته، للاطمئنان عليه أولًا، وبالفعل حاولت على مدار ثلاثة أيام متتالية أن أصل لغرفته لكن دون جدوى، وتضاربت الأقوال ما بين حقيقة وجوده بالمستشفى لإجراء جراحة "قسطرة ودعامة"، وما بين وجوده بمنزله وأنه ليس مريضًا والحمد لله، وقررت التوقف عن متابعة الأمر، لأنه لو كان مريضًا لن أستطيع أن ألقي عليه السلام، فما زال هو "مودي"؛ أبدأ يومي وأُنهيه بصوت أغانيه.

تحدثت مع أكثر من صديقة مشتركة بيننا أطالب بمقابلته في حوار صحفي، لكن جميعهن فشلن في إجابتي سواء بالإيجاب أو النفي، ولا أستطيع أن أدعي أنني كان لديَّ أمل بالرد، فمن يعشق منير يعلم أنه غير متوقع ولا يمكن أن تستطيع أخذ وعد منه أو موعد بتلك السهولة من خلال وسيط، وطلبت من إحدى المقربات معرفة مكان يجلس به يومًا ما، وسأذهب وكأنها صدفة، وأن تترك باقي المهمة لي، لكن هذا طلب أعلم جيدًا أنه مستحيل، فمنير لن تستطيع أن تحصل منه على شيء لا يريده، لكن يمكنك فقط أن تنتزع منه ابتسامة على سبيل المجاملة ليس أكثر، وإن نجحت في شيء ما ستكون صورة معه على مضض.

وبعد المحاولات الفاشلة الكثيرة، قررت أن أّعصف ذهني في مقال أحاور به محمد منير من وحي خيالي، وأترك له الإجابات وأنا أعلم أن أقرب المقربين إليه سيقرأها كاملة، وأشك في أن يتحدث معه عنها.

وجاءت أسئلتي المبدئية دون تجهيز نهائيًا: كيف يرى محمد منير نفسه الآن؟ ولماذا تحول من رمز نضال شبابي إلى نقمة يرفضها البعض؟
- لماذا لم تكن هناك ألبومات كثيرة الفترة الأخيرة، وهل هذا دليل على تراجع شعبيتك؟!
- تحدثت السوشيال ميديا عن سخط وغضب بين أبناء النوبة بسبب مسلسل "المغني"، فهل وصلك ذلك؟ وما رؤيتك؟!
- في عام 2016 كانت هناك مجموعة من الأغاني في سياق المسلسل من ضمنها "لولا الحكومة"، وهي اعتبرها البعض محاباة للحكومة وتهرب من موقف القضية النوبية بالعودة إلى موطنهم الأصلي، فما قصة الأغنية؟!
- هل المسلسل واقعي لحياة منير، وما الفترات في حياتك وتعمدت إخفاءها في المسلسل؟!
- هل لديك اعتماد على الشباب الموهوب في التأليف والألحان مثلما تعودنا منك؟ أم أنك سئمت التجارب؟ّ
- هل أنت راضٍ عن جمهورك، وما موقفك من حالة الهجوم غير المبررة من البعض منهم؟!
- لماذا لا تقيم حفلات بالقاهرة؟! وما سر التصرفات الشبابية الخاطئة دومًا في حفلاتك بتعاطي المخدرات وشرب الكحوليات؟!
- في ظل الوضع الاقتصادي الحالي لمصر، هل لديك رسالة للمصريين؟!
- هل أنت راضٍ عن نفسك؟!
- كان هناك حوار سابق مع الفنانة غالية بنعلي، وتمنت أن تغني معك دويتو وهو حلم لها، لكنها أكدت أن "روحك اختفت"، فهل ستعود روح منير أم لك تعليق آخر؟!

هنا انتهت أسئلتي الأولية، ولن أزيد عليها، لكن في المجمل العام سأستمر في البحث عن محمد منير، من أجل أن أدردش معه قبل أن أجري معه حوارًا صحفيًا أنهي به حياتي مع الحوارات الصحفية المرهقة التي تتطلب سنين لتحديد موعد، متمنيًا له دوام الصحة وعودته لقلوب جمهوره كما سبق.
الجريدة الرسمية