رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى مولدها.. لماذا تحتفل الصوفية بالسيدة فاطمة النبوية؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

احتفلت الطرق الصوفية، بذكرى مولد السيدة فاطمة النبوية «أم اليتامى» ابنة الإمام الحسين رضى الله عنه، التي جاءت إلى مصر، مع آل بيت رسول الله، في أعقاب معركة كربلاء الشهيرة، التي استشهد فيها إمام الشهداء.


تحكي السير، وتؤكد أن السيدة فاطمة النبوية، من مواليد العقد الثالث من الهجرة، للإمام الحسين، والسيدة أم إسحاق بنت طلحة التميمي، أو طلحة «الخير» الصحابي الجليل، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وسماها الحسين «فاطمة» تبركا بوالدته السيد فاطمة الزهراء، ولاسيما أنها كانت شديدة الشبه بها.

نشأت «النبوية» في منزل الإمام الكبير، فتعلمت منه أخلاق النبوة كما نقلها عن جده نبي الله؛ كانت حياتها شاهدة على الكثير من الملاحم التاريخية في حياة الإسلام والمسلمين، وعاشت أخطر مراحل الصراع بين عمها الحسن ومعاوية، مرورا باستشهاد والدها الحسين، وأشقائها وأبناء عموتها، واستطاعت الاختباء في عباءة السيدة زينب شقيقة والدها، خلال أسرهم لدى يزيد بن معاوية، بحسب الكثير من الروايات التاريخية.

تزوجت من ابن عمها الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط، وأنجبت له ثلاثة أبناء، هم عبد الله المحض، وإسماعيل الديباج، الذي ينسب إليه آل طباطبا بالعراق ومصر وغيرهما، ثم الحسن المثلث، وقد ماتا في سجن أبي جعفر المنصور، ثم تزوجت بعد وفاة الحسن بـعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وأنجبت له "محمد والقاسم".

بحسب كتاب السيرة، كانت السيدة فاطمة النبوية من رواة الأحاديث، لذا استند إليها ابن اسحق في روايته للسيرة النبوية التي كتبها ابن هشام، والمعروفة حتى الآن باسم «سيرة ابن هشام»، وهي من أهم الأسماء القليلة الموثوق بها، والتي عاد إليها ابن اسحق وابن هشام عند كتابة السيرة النبوية المطهرة.

كانت «النبوية» تنقل الأحاديث عن جدتها السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله، كما كانت تروي أيضا عن والدها، وأخيها الإمام على زين العابدين، والسيدة عائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عباس، والسيدة أسماء بنت عميس، وبلال بن رباح مؤذن الرسول وقد روى عنها الإمامان أحمد وابن ماجة.

لقبت فاطمة النبوية بـ«أم اليتامى» في العديد من كتب المؤرخين، بسبب اهتمامها باليتامى والمساكين، وكان منزلها يشبه المؤسسات الخيرية في شكلها الحالي، تطعم الجائع، وتكسوه وتساعده بكل الطرق.

توفيت سليلة بيت النبوة، في منتصف السبعين من عمرها، عام 110هـ، ودفنت في مصر، ولها مقام ومسجد في منطقة الدرب الأحمر، وتحديدا في زقاق يعرف باسم «السيدة فاطمة النبوية» تقصده الصوفية وعموم المواطنين من أحباب بيت وآل رسول الله للاحتفال بها كل عام.
الجريدة الرسمية