رئيس التحرير
عصام كامل

الحصبة تضرب الصهاينة.. تفشٍ خطير للمرض وعجز كامل عن السيطرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشهد المنظومة الصحية في إسرائيل حالة طوارئ في ضوء انتشار وباء الحصبة وعدم القدرة في السيطرة عليه، لتكشف ارتفاع حالات الإصابة إلى تفشي الوباء بشكل يعد الأسوأ منذ خمس سنوات، ووصلت إلى المسألة إلى وسط الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بالمرض في جميع أنحاء البلاد إلى اتخاذ مدير وزارة الصحة قرارًا يقضي بمنع الأطفال الذين يرفض أهاليهم تطعيمهم من دخول المدارس.


وفاة رضيعة
وتسبب حالة وفاة طفلة إسرائيلية قبل يومين نتيجة وباء الحصبة إلى حالة من الهلع بين المواطنين الإسرائيليين والتي اعتبرت أول حالة وفاة بالمرض منذ 15 عامًا، ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي قولهم إن الرضيعة لم تحصل على التطعيم ضد المرض المعدي.

وجاءت وفاة الطفلة نتيجة انتقال المرض من والديها، اللذين تم تشخيص المرض لدى كليهما ولم يحصل أي منهما على التطعيم، ويرفض الأهالي تطعيم أطفالهم بحجة أن التطعيم يشكل خطرا على صحة الإنسان. الإعلام الإسرائيلي أكد أن عائلة الطفلة تنتمي إلى حركة "ناطوري كارتا" التي وصفتها بأنها متطرفة مناهضة للصهيونية وترفض الحصول على الكثير من الخدمات التي تقدمها الدولة بما في ذلك الخدمات الصحية مثل برنامج التطعيم الوطني للطفولة المبكرة.

الجميع في خطر
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية سلطت الضوء اليوم الأربعاء على المرض، مؤكدة أنه يوجد خلل في السيطرة عليه، مؤكدة أن وزارة الصحة أخفقت في التعامل مع تفشي المرض الحالي في جميع المناطق، مشددة على أن "الجمهور كله في خطر"، موضحة أن سلسلة من الإخفاقات في وزارة الصحة الإسرائيلية أدت إلى تفشي الحصبة على نطاق واسع لم تشهده تل أبيب منذ عدة سنوات، ويتهم الأطباء وكبار المديرين الوزارة بأن هذا "فشل خطير"، "أزمة إدارية وطبية"، "فقدان كلي للسيطرة" و"فشل جسيم" يهدد الصحة العامة.

وحذر عدد من الأطباء في إسرائيل من أن الدولة على شفا أزمة طبية كبيرة تعد الأخطر في تاريخ الكيان الصهيوني، وذلك وفقًا لبحث أجرى على مدى تفشي المرض وسينشر بالتفصيل غدًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، علمًا أنه أثيرت بعض الانتقادات القاسية في المنتديات الداخلية لوزارة الصحة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، ولكن تم رفضها من قبل مسئولي الوزارة ولم يتم إبلاغها للجمهور.

عودة قوية
وشهد العام الجاري عودة قوية لمرض الحصبة في إسرائيل إذ سجلت الطائفة الأرثوذكسية المتشددة دينيًا في القدس أكبر انتشار للمرض بنسبة 753 إصابة معروفة بالمرض بسبب رفض بعض القطاعات المتشددة في هذه الطائفة الحصول على التطعيم، وثاني أكبر تفش للمرض كان في صفوف الطائفة الأرثوذكسية المتزمتة في صفد بنسبة 213 إصابة مسجلة بالمرض حتى الآن هذا العام ويليها مستوطنة بيتح تيكفا مع 89 حالة وتل أبيب مع 84 حالة.

ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، فإن أخطر الإخفاقات في سلوك وزارة الصحة الإسرائيلية هو حقيقة أنها لم تتخذ قرارًا بشأن وضع ميزانية للتطعيمات الحكومية، حيث من المقرر تطعيم مئات الآلاف من الإسرائيليين، بالإضافة إلى ذلك، ركزت الشكاوى على حقيقة أن الوزارة لم تفعل شيئًا تقريبًا للتعامل مع خصوم اللقاح ومع الأطباء الذين يوزعون معلومات خاطئة وخطيرة حول مخاطر اللقاحات.

وقال البروفيسور الإسرائيلي، شاي أشكنازي، مدير رابطة أطباء الأطفال الإسرائيلية، إن الحصبة كانت على شفا الانقراض، ولكن بسبب التراجع في التطعيم عادت إلى الظهور بشكل كبير.
الجريدة الرسمية