رئيس التحرير
عصام كامل

بجراحة نادرة.. فريق طبي ينقذ حياة شاب في 10 ساعات (صور)

فيتو

10 ساعات من الثالثة عصرا حتى الواحدة صباحا، قضاها فريق طبي مصري متميز من قسم جراحة الأوعية الدموية بجامعة أسيوط ومعهد جنوب مصر للأورام، في مهمة خطرة لإنقاذ حياة شاب في الثلاثين من عمره، حيث عانى كثيرًا منذ صغره من مرضه.


9 أطباء من صعيد مصر تحلو بالشجاعة والاستعانة بخبراتهم لإنقاذ حياة الشاب، لإزالة ورم يمتد من أعماق الحوض والأعصاب إلى البطن حتى مستوى الكليتين خلف الغشاء البريتوني، ومسببا انسداد بأوردة الحوض وانسداد تام بالوريد الأجوف السفلى حتى أوردة الكلى وتشعب بين شرايين الحوض والبطن مسببا انسداد بشرايين الطرف السفلى الأيمن وملتصق بالعمود الفقري وعضلاته، وخضع لأول وأكبر عملية جراحية  بالأوعية الدموية في مصر .

منذ أن كان عمر المريض عامين باءت محاولة استئصال الورم  بالفشل، فقد عانى مشكلتين هما: قصور حاد في الدورة الدموية للساق اليمنى والوريد الأجوف السفلي والتدخل المنفرد دون التنسيق مع فريق جراحة الأوعية الدموية، بالإضافة إلى معاناته من ضعف شديد بعضلة القلب مما جعل التدخل الجراحي لاستئصال الورم أمرًا في غاية الصعوبة.

الدكتور هشام محمود حمزة رئيس قسم جراحة الأورام مسئول الفريق الطبي الخاص بجراحة الأورام في العملية كشف خطورة العملية بقوله: "تلك النوعية من الأورام التي تنبع من أعصاب العمود الفقري الممتدة إلى الشرايين والأوردة الرئيسية تعد من العمليات الجراحية الدقيقة، وغالبا ما يصاحب التدخل الجراحي إعاقة في الأعصاب الحركية للأطراف السفلية أو عضلات التحكم في الإخراج أو القدرة الذكورية للمريض".

وتابع:" وضعنا خطة التدخل الجراحي في خطوات متتابعة حسب سير العملية والوضع الصحي للمريض أثناء التخدير، حيث شملت استئصال الورم دون ترك أي جزء منه، الحفاظ على وضع الأعصاب بقدر الإمكان، إعادة اتصال الشرايين الطرف الأيمن حيث كان يعاني المريض آلاما شديدة وقصور بالدورة الدموية أعجزه عن الحركة، واحتاج إعادة زرع كل أوردة الحوض والوريد الأجوف السفلي باستخدام وصلات صناعية مدعمه خارجيًا".

" الأولى في مصر".. هكذا وصف الدكتور عثمان محمود أحمد مدرس جراحة الأوعية الدموية مسئول الفريق الطبي لجراحة الأوعية الدموية، الحالة اعتدادا بأنها تعتبر الأولى في مصر ليتم استئصال ورم نادر كبير وإعادة الاتصال الدموي لأوردة وشرايين الحوض والبطن مما يعد أملا جديدا لتوفير هذه التدخلات لمرضى أورام كثيرين كان اختيار التدخل الجراحي غاية في الصعوبة.

وأضاف أنه تم خلال العملية استئصال الورم كاملا ثم تم زرع شريان لإعادة الاتصال الدموي للطرف السفلي الأيمن ثم تبعها عمل تصميم من شرايين صناعية التي تم توصيلها في تصميم فريد وباستخدام وصلات مدعومة خارجيا تسمح بسريان الدم وعدم تجلطه وتتماشى مع ضعف عضلة القلب، الذي تم زرعه هذا لإعادة الاتصال الدموي لكل أوردة الحوض والوريد الأجوف السفلي حتى أوردة الكليتين.


كما تم ذلك من خلال تضافر جهود الفريق الطبي المساعد الذي ضم كلًا الدكتور مصطفى محرزي مدرس مساعد جراحة الأوعية الدموية، والدكتور محمود مصطفى مدرس مساعد جراحة الأورام، والدكتور مهند أحمد مدرس مساعد التخدير، الدكتور معاذ محمد مدرس مساعد التخدير، والدكتور طه عبد الرازق طبيب مقيم تخدير وعناية، والدكتورة نورهان محمد طبيب مقيم تخدير وعناية، بالإضافة إلى طاقم الحكيمات والتمريض.

"30%".. كانت كفاءة قلب المريض الذي أدى إلى خطورة كبيرة في هذه الحالة التي تجعل من التدخل الجراحي مستحيلا "EF 29"، واستطاع الدكتور خالد محمد فارس، أستاذ التخدير مسئول فريق التخدير والعناية المركزة، تجهيز أدوية التخدير اللازمة لمثل هذه الحالات وكذلك تجهيز الأدوية اللازمة للقلب تحسبا لأي مضاعفات أثناء العملية، وتحديد طريقة التخدير المناسبة بحيث لا تؤثر على عضلة القلب، بالإضافة إلى الاستعانة بأطباء بنك الدم لتعويض المريض ما تم فقده من دم وذلك بعد استشارة الدكتورة رانيا بكري رئيسة بنك الدم".

بعد "48 ساعة".. استطاع المريض أن يستعيد وعيه ونشاطه بعد إجراء العملية بيومين لينعم بحياة طبيعية أسوة بأقرانه.

الجريدة الرسمية