رئيس التحرير
عصام كامل

العازف اللبناني أندريه سويد: ابتعدت عن كبار المطربين .. وحلمي إيصال الموسيقى للجمهور

فيتو

  • العائلة الموسيقية تساعد على تطور موهبة العازف
  • تشرف بالعزف مع كبار مطربي الوطن العربي مثل ماجدة الرومي وملحم بركات وغيرهم 
  • مهرجان الموسيقى "تجربة مهمة".. ولدي شغف تجاه الأوبرا
  • الوطن العربي يفضل الكلمة عن اللحن.. وأعمل على توازن الموسيقى بالأغنية
  • الموهبة وحدها لا تكفي في الفن والموسيقى

كيف لشخص أن يولد بين نغم الموسيقى، ليجد نفسه بين عائلة تشرب الفن وتأكل علومه، ألا يصبح فنانا وموسيقيًا مميزا في وقت قصير وسن صغيرة؟.. ففي عمر السادسة أمسك الفنان اللبناني أندريه سويد بآلة الكمان ليحتضنها بين وجهه وكتفه في حالة تجلي، ليدرس علومها بشكل أكاديمي يمكنه من تعلم الموسيقى وفق قواعدها السليمة، فما وجده معلموه إلا أنه فنان ذو جسد وروح مشبعة بالموسيقى حد الوجد.

رغم شبابه وصغر سنه، فإن أندريه سويد استطاع إيجاد مقعد له على قمة العازفين والمؤلفين الموسيقيين العرب لآلة الكمان، من خلال مقاطع الفيديوهات التي ينشرها بشكل دوري على شبكات الإنترنت، فيجذب شريحة كبيرة من الشباب والكبار الذين أحبوا عزفه وموسيقاه التي منحتهم من السلام ما يكفي ليحبونه ويحترمون النغم الصادر منه، وفي مشاركته الأولى على هامش مهرجان الموسيقى العربية، التقت "فيتو" أندريه للغوص معه في عالمه الموسيقي الخالص، ليدور الحوار على النحو التالي:

*ولدت في عائلة موسيقية.. فهل تعتقد أن ولادة العازف في هذه البيئة ضرورية لموهبته.. ولماذا؟
لا أعتقد أنها ضرورية إلى هذا الحد، لكنها في الوقت نفسه تساعده على تطور موهبته وتنميتها بشكل كبير.

*من اختار لك آلتك.. ولماذا هذه الآلة خصيصا؟
عن غير وعي اخترتها لنفسي، فقد ولدت محبا للموسيقى وانجذب بشكل خاص إلى آلة "الكمان"، وقد انتبه والدي للأمر عندما كان عمري بين الأربع والخمس سنوات، ومن ثم أخذ والدي القرار لأبدأ بتعلم آلة الكمان فعليا في عمر الست سنوات.

*شاركت هذا العام في مهرجان الموسيقى العربية.. فما الذي تعنيه دار الأوبرا لك كفنان وعازف؟
كان يملكني شغف كبير تجاه حفلي ومشاركتي في مهرجان الموسيقى العربية، خاصة كوني في سن صغيرة وريعان شبابي، فهي تجربة في غاية الأهمية وتعني لي الكثير أن أقف على مسرح دار الأوبرا المصرية الذي وقف على خشبته كبار المطربين والعازفين في الوطن العربي والعالم.

*لماذا يبتعد المنتجون والشركات عادة عن إنتاج الأعمال الموسيقية ويركضون خلف الأغنية والمطربين؟
لأن معظم الجمهور في الوطن العربي محبين للكلمة، حيث تطغى الأغنية على الموسيقى والكلمة على اللحن، لذا لطالما كان حلمي يتمثل في تحقيق التوازن بين الموسيقى والأغنية، وهو ما عملت عليه من خلال عزف مجموعة من الأغاني المعروفة لدى الجمهور العربي كأداء موسيقي دون كلمات وطرحها على شبكات التواصل الاجتماعي، لأجعل أذن الجمهور تنتمي للحن الموسيقي بشكل أكثر، وبالفعل نجحنا في الوصول لشريحة كبيرة من الجمهور وكانت تجربة مثمرة.

*اتخذت قرارًا بالتركيز في حفلاتك الخاصة والتأليف والأعراس والابتعاد عن التعاون مع مطربين إلا فيما ندر.. فما أسباب هذا القرار؟
بالفعل كان لي شرف العزف مع كبار المطربين في الوطن العربي، مثل ماجدة الرومي وملحم بركات وغيرهم، لكني أحببت البدء في طريقي الخاص لتحقيق حلمي في إيصال الموسيقى للجمهور، لذا اتخذت هذا القرار للتركيز في أعمالي الخاصة التي قد تمهد الطريق لتحقيق هذا الحلم.

*تتجه حاليا إلى التأليف الموسيقي رغم صغر سنك.. فلماذا يوجد اعتقاد دائم أن المؤلف الموسيقي شخص متقدم في العمر ذو شعر كثيف ويعيش في عزلة؟
التأليف الموسيقي ليس بالعمر أو الشكل، إنما يتطلب دراسة وعلم وخبرة، وبالطبع أنا ما زلت في سن صغيرة لذا فالطريق أمامي ما زال طويلا ويحتاج مني التركيز ومزيدا من الدراسة والعلم، ليكون طريقي الموسيقي مبنيا على أسس صحيحة في محاولة لإيصال الموسيقى التي تشبهني.

*خلال تأليفك للموسيقى من أين تستمد أفكارك؟
أستمد أفكاري من آلتي، بالإضافة إلى الحالة النفسية التي أمر بها سواء إن كنت حزينا أو سعيدا وما إلى ذلك من حالات نفسية متعددة، وأحيانًا تنبثق الأفكار الموسيقية من التفكير بشخص محدد أو حادثة وموقف تمت أحداثه أمامي.. بالنهاية فكل ما يمر أمام عيني هو مصدر إلهام إن وقع بتأثير ما على نفسي وروحي.

*هل لك طقوس خاصة قبل حفلاتك وقبل بدء التأليف؟
ليست هناك طقوس محددة، إنما قبل الحفل تكون طقوسي تتمثل في التمرين والتركيز في الحفل والموسيقى وعدم التفكير الزائد لتصفية الذهن والدخول في حالة صفاء.

*هل توجد شروط محددة يجب أن تتوافر في العازف والفنان قبل دخوله لعالم التأليف الموسيقي؟
أعتقد أنه لا يوجد شروط محددة، لكن الموهبة وحدها لا تكفي لكي يتحول العازف لمؤلف موسيقي، إنما يلزمه تنمية موهبته بالدراسة والعلم وزيادة ثقافته الموسيقية.

*من مثلك الأعلى في الفن والموسيقى؟
ليس هناك شخص محدد إنما هم عدة أشخاص، على رأسهم والدي، الذي كان السبب الرئيسي فيما وصلت إليه، فهو من دعم موهبتي وتطورت على يديه.. إضافة إلى العديد من عازفين الكمان على مستوى العالم، حيث اكتسبت من كل عازف فيهم قيمة إضافية سواء عن طريق التعامل والعمل معهم، أو دراسة أعمالهم فيما يخص العازفين القدامى.

*ما الجديد الذي تحضر له خلال الفترة المقبلة؟
أعمل على طرح المزيد من المقطوعات والمؤلفات الموسيقية، وسأطرح في الفترة المقبلة مجموعة جديدة من الفيديوهات الموسيقية عبر صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، كما لدي تعاقد على مجموعة من الحفلات في الفترة المقبلة أعمل على التجهيز لها.
الجريدة الرسمية