رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل السيسي في ذكرى نصر أكتوبر.. مصر تجاوزت الفترة الصعبة بعد نكسة 1967.. الدولة واجهت الفراغ السياسي.. واستطعنا توجيه ضربات قاصمة للتنظيمات الإرهابية وتثبيت أركان الدولة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، كلمة إلى الأمة بمناسبة مرور 45 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة.

وقال الرئيس السيسي: "تمر في تاريخ الشعوب والأوطان أيامٌ ليست كغيرها من الأيام يحيط بها المجد وتحمل للأمة رسالة متجددة بالأمل والثقة ولا شك أن يوم السادس من أكتوبر هو أحد تلك الأيام التي بذلت فيها أمتنا المصرية والعربية جهدًا يفوق الطاقة وأثبت فيها جيشنا الوطني مقدرة تفوق ما توقعه الجميع وقدم فيها شعبنا القوى الصامد عطاءً يفوق كل تصوّر فكانت نتيجة الجهد والمقدرة والعطاء نصرًا خالدً تتداول سيرته الشعوب ويجتهد في تفسيره خبراء العلوم العسكرية والإستراتيجية".

الشعب المصري
وأضاف الرئيس: "في مثل هذه الأيام من عام 1973 انتفض الشعب المصري كله وراء قواته المسلحة القادرة ليعلنوا للعالم أن مصر عصية على الانكسار وأنها بفضل الله وبعقول وسواعد أبنائها استطاعت تجاوز الفترة الصعبة التي تلت عام 1967 فأعادت بناء قواتها المسلحة وفرضت حرب استنزاف طويلة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أثبتت أن الوطن ما زال ينبض بالإرادة والعزيمة وجاءت حرب السادس من أكتوبر بقرار الزعيم الراحل أنور السادات وقيادته لتعلن أن مصر قادرة على إعادة صياغة أي وضع لا ترضى عنه أو تقبله فتفرض على الجميع احترام إرادتها وتثبت أن الحفاظ على الأرض وحماية الحدود والتراب الوطني هو واجب مقدس تستطيع مصر بجيشها وشعبها القيام به على أكمل وجه مهما كانت التضحيات من أرواح ودماء رجال قواتها المسلحة الذين قدموا بطولات يعجز التاريخ عن حصرها ويقف الجميع أمامها وقفة احترام وتقدير وتبجيل".

وأوضح أن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن فقط من أجل استرداد أرضنا وإنما كان السلام أيضًا نصب أعيننا، فالشعوب العريقة ذات التجربة التاريخية الممتدة على مدار الزمن، تعرف معنى السلام وتسعى إليه وتدرك جيدًا أن السلام يجب أن يستند إلى العدل وتوازن القوة ولا تخشى في الحق لومة لائم أو مزايدة مزايد وهو ما أدركه شعب مصر العظيم ونفذته قيادتها التاريخية متمثلة في الزعيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام الذي نتوجه اليوم بتحية إلى روحه وإلى أرواح شهداء مصر الأبطال.

السلام
وأشار إلى إن مصر أثبتت في السلام نفس مقدرتها في الحرب ولعل الحفاظ على السلام يمثل تحديًا لا يقل عن تحدي القتال وفي الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرر تستطيع التنفيذ وأن إرادتها في السلام نابعة من قناعة وطنية وشعبية وأثبتت العقود الأربعة الأخيرة مقدرة هذا الشعب وهذه الأمة وعمق رسوخها في جذور التاريخ وصلابتها أمام المحن والشدائد فاستطاعت استرداد أرضها حتى آخر شبر حربًا وسلامًا واستطاعت فرض واقع إستراتيجي مختلف وصياغة معادلات الإقليم على أساس التوجه نحو السلام وليس الحرب والخراب والدمار.

تحديات الحياة
وأكد أن تحديات الحياة لا تنتهي وقدر الشعوب العظيمة مواجهة هذه التحديات وقهرها وها نحن في مصر واجهنا تحديًا من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية تحدي الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها ومواجهة خطر الفراغ السياسي والفوضى وانتشار الإرهاب المسلح الغادر.

وتابع: "فالنظرة المنصفة إلى مجمل تحديات الأمن القومي التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، توضح لنا بجلاء أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة،  وأن جذور الانتصار وقهر المحن متوطنةٌ في تربة بلدنا العظيمة، وأننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1967 حتى 1973، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي انتشر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة فلم تُضعف التحديات الصعبة عزيمتنا واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره، كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر، ولم تشغلنا أيضًا هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية يستند إلى مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو وليس من خلال الشعارات والأوهام، آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب مع الصبر والمثابرة والثقة في أنفسنا ولنا الحق في الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد".

وقال السيسي: "في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا أتوجه بالتحية مجددًا عرفانًا وامتنانًا وتقديرًا لأرواح أبطال مصر شهداء جيشها العظيم الذين روت دماؤهم الغالية تراب سيناء المقدس فأثمر لنا سلامًا وأملًا في الحياة لملايين المصريين، وتحية للوحدات العربية المقاتلة التي شاركتنا في حرب أكتوبر، أشقاء أعزاء ورفاق سلاح وتحية من القلب لأبناء وأسر الشهداء، شهداء مصر في كل العصور، وفي الحرب على الإرهاب التي لا تقل خطرًا نقول لأسرهم: إن مصر تتذكر بكل الخير بطولات أبنائها ولا تنسى تضحياتهم وأن أبناء هذا الشعب الأصيل يوفون بالعهد، عهد العمل والعطاء والتعمير لهذا الوطن العزيز لننعم فيه والأجيال المقبلة من أبنائنا وأحفادنا بالحياة الكريمة الآمنة".
الجريدة الرسمية