«لقمة العيش ملهاش مكان».. قصة سوهاجي احترف بيع «مش وجبن» بقنا والأقصر
على أحد الأرصفة بشارع السوق، بمدينة قوص جنوب محافظة قنا، يفترش الأرض شابًا في بداية الثلاثين من العمر يرتدي جلبابًا صعيديًا أمامه إناء كبير يسمي في الصعيد الجواني "ماجور" يحوي قوالب من المش والجبن القديم.
"بلف على محافظات الصعيد لأن لقمة العيش متعرفش الأماكن".. بتلك الكلمات بدأ مختار رمضان عبد الرؤوف، ابن مركز طما بمحافظة سوهاج، الذي يأتي كل يوم إثنين أسبوعيًا لمركز قوص لبيع المش والجبن، مضيفا أنه لم تتوقف مسيرته عند محافظة قنا بل يذهب لمحافظة الأقصر وتحديدا مركز إسنا ليبيع "المش والجبن" بأسواقها خاصة وأن هناك قبولا على بضاعته من قبل أهالي المحافظتين.
وتابع:"بفترش الأرض ليلًا حتى الصباح فلا يوجد مكان لأقيم فيه فالشارع سكني، والرصيف مكان نومي"، حتى أنتهى من بيع كميات المش والجبن القديم اللي بحوزتي".
وعن سر المهنة ومدى الإقبال الكبير من المواطنين لبضاعته قال:"أقوم بشراء الجبن الأبيض "القريش" من سيدات القرى خاصة المحترفات في صناعة الجبن وأخزنها في علاوات كبيرة تصل مدة التخزين من سنة إلى سنة ونصف تقريبًا، ثم أضعها في الشمس وأضع لها كميات من الشطة والتوابل التي تمنع تكاثر الديدان في العلاوات، وعند وصولها لدرجة لون معين أبدأ في بيعها، فأنا أمتلك أكثر من 150 علاوة هي كنزي في الحياة وإرثي الذي توارثته عن الآباء وسيرثه عني أبنائي فيما بعد".
وأكد "مختار" على زيادة أسعار الجبن في الفترة الأخيرة، بسبب زيادة الأسعار في كافة السلع خاصة العلف، مشيرا إلى أن سعر الكيلو قفز من 20 جنيها إلى 30 جنيهًا.
وأوضح "مختار" أن المش لديهم ألوان عديدة ومختلفة حسب الطلب من الزبون، فالبعض يفضل المش ذا اللون البني الغامق وآخرون البيج والأبيض، وهناك الذي يطلب النوع الحارق بالشطة أو العادم.
وأشار، إلى أن المش والجبن القديم يعد ملك المائدة في الصعيد فبالرغم من وجود أنواع مختلفة من الأطعمة "لحوم بيضاء والحمراء" إلا أن المش والجبن من الوجبات المفضلة لدى الجميع، ويستخدمه الأغنياء كفاتح للشهية والبسطاء لسد فجوة الجوع.
