رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دين عظيم!


اليوم يوم عرفة.. اليوم يوم مشهد عظيم.. اليوم عباد الله أتوا إليه أفواجا.. جاءوا من كل فج عميق ليؤدوا أمر الله بالحج طالما استطاعوا إليه سبيلا.. جميعهم اليوم أمام الله وأمام أنفسهم سواء.. لا تعرف العربي من الأعجمي.. ولا الغني من الفقير.. ولا الرئيس من المرؤوس..


كلهم بملابس واحدة.. بسمات واحدة.. لا مخيط فيها ولا شيء يميز بعضها عن بعض.. مقصرين ومحلقين.. كلهم يهللون ويكبرون ويلبون.. عمل واحد وشعائر واحدة وحركة دائبة منتظمة يسبحون فيها بحركتهم ربهم العظيم..

اليوم لا رفث ولا فسوق.. اليوم لا جدال ولا مجادلة.. اليوم يذبحون وينحرون.. فيحيون شعيرة جدهم وأبو أنبيائهم إبراهيم خليل الله عليه السلام.. اليوم يوم الطاعة الكبرى ويوم المساواة الشاملة الكاملة المطلقة ويوم الحنو على الفقراء ومنحهم نصيب مفروض..

من عطاء ربهم إليهم ونصيب من أموال أغنيائهم..

صار مدهشا أمر انتظام هذه الملايين في عمل واحد وحركة واحدة في مساحة محدودة من الأرض.. لكن الدهشة ممن لا يعرفون الإسلام كما ينبغي.. وأنه عقيدة تضبط - أو هكذا ينبغي - سلوك صاحبها فتجعله على أروع ما يكون نظيفا منظما مطيعا مسلما روحه وجسده وماله وأمره كله لله..

أه لو دام سلوك الحج أيام العام كله.. لكنا أمة عظيمة آمنت بدين عظيم.. الدين كما هو.. لم يتبدل ولم يتغير.. لا يبقى إلا أن نتقدم إليه.. فقد تخلفنا عنه.. وسبقنا الإسلام.. دين الله العظيم..
Advertisements
الجريدة الرسمية