رئيس التحرير
عصام كامل

في الوادي الجديد.. الوحدات الصحية بالمناطق النائية بلا أطباء (صور)

فيتو

تعاني الوحدات الصحية بالمناطق النائية والحدودية بمحافظة الوادي الجديد من نقص الخدمات الطبية التي من المفترض أن تقدمها لسكان هذه المناطق التي فرضت عليهم ظروف الحياة الصعبة العيش فيها، حيث يوجد نحو 12 وحدة صحية بمناطق درب الأربعين والشب والعوينات والفرافرة، يعانون تدهورا كبيرا يتمثل في نقص الكوادر الطبية والأجهزة ويقدمون خدمتهم لشريحة كبيرة من سكان هذه القرى النائية الذين ليس لهم مصدر رزق سوى الزراعة وبيع المحاصيل متحملين جميع الظروف الصعبة وانعدام الكثير من الخدمات ووسائل الترفيه في الحياة من أجل لقمة العيش.


منطقة الشب
تقع منطقة الشب بالقرب من المنطقة الحدودية القريبة من السودان وهم عبارة عن 4 قرى نفذتها الحكومة لتنمية مناطق الجنوب وإرساء قواعد التنمية، وتم توطين قرية وحيدة من الأربعة القرى تسكنها 135 أسرة وتبعد عن واحة الخارجة بنحو 460 كم، وتعاني هذه المنطقة من قلة الخدمات المقدمة لسكانها والتي يأتي على رأسها الصحة حيث يوجد وحدة صحية وحيدة تخدم المنطقة مغلقة ولا يوجد بها طبيب لفترات طويلة نظرا لبعد المسافة وانعدام اغلب الخدمات، فالمنطقة لا يوجد بها اتصالات أو شبكات هواتف محمولة، ولذلك غادرتها العديد من الأسر التي سكنتها منذ عامين.

مناطق درب الأربعين والثمانين
أيضا من ضمن المناطق التي تعانى من تدهور قطاع الصحة منطقتي درب الأربعين والثمانين والذين يقعا في جنوب محافظة الوادى الجديد على بعد 80 كم من واحة باريس، ويسكنهم نحو 6 آلاف نسمة وهم عبارة عن 6 قرى فقيرة دشنتها الحكومة لتنمية الجنوب في عام 2002، ويعمل سكانهم في مجال الزراعة فقط، وبها 3 وحدات صحية منهم ما هو مغلق منذ فترة طويلة نظرا لعدم توفير أطباء للعمل بهم، والبعض الآخر يديره طاقم التمريض بدون طبيب في حال نزوله إجازة.

كما إن طبيب واحد قد يتناوب على هذه الوحدات الصحية طوال الأسبوع وغالبا يكون حديث التخرج ليس أي خبرة، بالإضافة إلى إن أقرب مستشفى مركزي قريبة من هذه القرى هي مستشفى باريس المركزي والتي تبعد عنهم بنحو 85 كم، وتحاول المحافظة سد العجز في هذه المناطق عن طريق إرسال قوافل طبية متنقلة على فترات تقوم بتوقيع الكشف الطبى وتقديم الخدمة العلاجية، ومع ذلك لا يخلو سكان هذه المناطق من المخاطر التي تواجههم بسبب نقص الخدمات الطبية المقدمة لهم خاصة أن أقرب مستشفى بعيدة عنهم بنحو ساعة.

العوينات
تعتبر منطقة شرق العوينات أحد أكبر المناطق الاستثمارية في الوطن العربي ويوجد بها 19 شركة استثمارية زراعية ويعمل بها أكثر من 1000 عامل ومهندس زراعي ويوجد بها وحدة صحية وحيدة في أغلب الأحيان مغلقة تماما بسبب عدم وجود طبيب بها، وحتى إن تم توفيره لا يوجد له بديل في الأجازات، وتعتبر منطقة شرق العوينات من المناطق النائية ويبعد أقرب مستشفى لها نحو 360 كم، ورغم إن أوضاع العاملين بهذه المنطقة تحسنت كثيرا عن الفترة الماضية حيث تم توفير خدمات الاتصالات والشبكات المحمولة ومد خطوط الكهرباء، إلا إن مشكلة الصحة تظل هي الأهم حتى الآن فكثير من العاملين يصابون بإعياء أو يتعرضون لحوادث أو لدغات الثعابين والعقارب ويلقون حتفهم في الحال لعدم تقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم.

قرى واحة الفرافرة
لا يختلف حال الوحدات الصحية بواحة الفرافرة عن باقى الوحدات الصحية الأخرى في المناطق النائية بمحافظة الوادي الجديد فالقرى التي تقع في أقصى المنطقة الغربية بالمحافظة يسكنها نحو 15 ألف نسمة وبها 8 وحدات صحية تعانى نقص شديد في الكوادر والأجهزة الطبية فضلا عن الأدوية المقدمة بالمرضى، حتى انها أصبحت خارج نطاق الخدمة خلال الفترة الأخيرة وأصبحت لا تقدم دورها على الوجه المطلوب في الوقت التي يتوافد مئات المواطنين سنويا على واحة الفرافرة من أجل الزراعة واستصلاح الأراضي.

الاعتماد على القوافل الطبية
ومع النقص الحاد في الكوادر الطبية العاملة في الوحدات الصحية لجأت المحافظة مؤخرا إلى الاعتماد على القوافل الطبية المتخصصة والمتنوعة والتي تنظمها الجامعات الحكومية والخاصة والمؤسسات والجمعيات الخيرية الكبرى، والتي تزور المحافظة مرتين شهرين لتوقيع الكشف الطبي وصرف العلاج وإجراء العمليات الجراحية بالمجان، وبالرغم من كفاءة الكوادر الطبية بهذه القوافل إلا أنها مجرد مسكنات كما أنها لاتصل خدماته لكافة المناطق ولا يعلم بها الكثيرين من سكان المناطق الحدودية وهى قوافل ذات اليوم الواحد ويكون عليها ضغط وزحام شديد من جانب المواطنين، كما إن بعض هذه القوافل لا تزور المحافظة بصفة منتظمة.

التعاقد مع أطباء
اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، أكد أنه تم التعاقد مع أطباء متخصصين، وذوي كفاءة للعمل بمستشفيات الخارجة العام - الداخلة العام – الفرافرة المركزي، بعد موافقة رئيس الوزراء بهدف دعم الخدمات الطبيّة بالمحافظة، وسد العجز في بعض التخصصات الطبية، كما أنه صدر قرار لانتداب 20 طبيبا من مديرية الصحة في محافظة الدقهلية للعمل بمركز الفرافرة، وذلك لسد العجز في منطقة الفرافرة النائية؛ لوجود عجز شديد في الأطقم الطبية والتخصصات الأمر الذي يكبد المواطن عناء السفر للداخلة لمسافة 300 كم للحصول على خدمة الطبية.
الجريدة الرسمية