رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الوحي الضائع


كان هناك فريقٌ من الصحابة أطلق عليهم المسلمون اسم "كُتاب الوحي" ولكن لم يكن هناك فريق اسمه "كُتاب الحديث" ليدونوا الأحاديث، أما كتبة القرآن فقد كتبوه وحفظوه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يراجع معهم ما كتبوه حتى لا يشتط أحدهم فيكتب ما يعنَّ له، ثم ينسبه للوحي، ولكن الرسول نهى عن كتابة ما يصدر منه من أقوال..


وهذا الكلام ليس كلامي ولكنه الكلام الذي دونه "مسلم" في صحيحه حيث قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) المحو المحو يا رسول الله؟! نعم المحو، أيأمر الرسول بمحو الوحي!؟ يقول علماء الحديث: لا يا فتى إنه أمر بمحو الحديث فقط ولمدة زمنية محددة حتى لا يختلط الحديث بالقرآن، فإذا سألناهم: من قال هذا؟ من الذي قال إن الأمر بمحو غير القرآن كان عن مدة بعينها؟؟ لن تجد عندهم أي رد.

ولكن الإشكالية هنا هي أن علماء الحديث يقولون: إن الحديث وحيٌ ولكن الفرق بينه وبين القرآن أن معنى الحديث هو الموحى به واللفظ يكون بشريا من الرسول، وتمسك علماء الحديث بهذا في تأويلهم لقول الله تعالى (وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحيٌ يوحى) ومن هنا قال الشافعي إن الحديث الشريف معناه فقط هو الذي من عند الله، ولكن الرسول يُعبِّر عنه باللفظ الذي يراه!

فهو بذلك وحي، هذه هي العقيدة التي عليها الأمة، وهذا هو ما يدرسه أي طالب مبتدأ من طلاب علم الحديث، هل في ذلك خلاف؟ الحمد لله لا يوجد أي خلاف، ولكي تستريح ضمائركم أقول إنني لا أختلف مع ما تعتقده الكثرة من أمتي، أوافقكم وأوافق الإمام الشافعي على تعريفه للحديث القدسي وللحديث الشريف..

ولكن يستعصي على عقلي أن يفهم لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تدوين الحديث القدسي والحديث الشريف، ولا أفهم ما قاله الشافعي في هذا الشأن، أليس الحديث وحي يا علماء الأمة؟ وأليس الوحي دينا؟ هل تنكرون هذا؟ فهل الرسول ينهى عن تدوين الوحي الحديثي والقدسي بل يأمر بمحو ما تم كتابته فيضيع على الأمة جزءً من دينها؟ ويصبح هذا العلم هو الوحي الضائع؟ ولنا عودة
Advertisements
الجريدة الرسمية