رئيس التحرير
عصام كامل

المتحف المصري بالتحرير يكتسي حُلة جديدة لإبهار زواره.. عرض 2000 قطعة وقناع من كنز تانيس.. 200 قطعة من آثار «يويا وتويا» تحل محل «توت عنخ آمون».. ومديرو أكبر 5 متاحف عالمية يشاركون

المتحف المصري
المتحف المصري

أعلنت وزارة الآثار خطتها لاستعادة رونق المتحف المصري بالتحرير، حيث سيتم تحويله إلى متحف لتاريخ الفن والتصوير، بعد نقل مجموعة الملك توت عنخ آمون للمتحف الكبير، وسيتم استغلال أرض الحزب الوطني السابق في بناء مركز للترميم، حال موافقة مجلس الوزراء على إعادتها للمتحف مرة أخرى، بعد استقطاعها منه لبناء الحزب الوطني المنحل، وقاعتين للعرض المتغير، وسيتم إقامة معارض مؤقتة تضم قِطعًا أثرية تعرض لأول مرة، أما القاعة الأخرى سيتم فيها إقامة معرض متغير خاص بالفن الحديث.


حديقة نباتية
ومن المقرر إنشاء حديقة نباتية فرعونية متميزة، لاستعراض مشروع "رحلة حابي" للربط بين 4 مواقع أثرية على النيل، تبدأ من مقياس النيل بالروضة وقصر المانسترلي، مرورًا بسور مجرى العيون وقصر المنيل، ووصولًا إلى المتحف المصري بالتحرير، وذلك كمرحلة أولى، فيما تتضمن المرحلة الثانية ربط الرحلة بمتحف المركبات الملكية ببولاق وقصر محمد على بشبرا الخيمة.

وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إنه سيتم إعادة افتتاح المتحف المصري بالتحرير في 15 نوفمبر المقبل بمجموعة الآثار المعروضة بموناكو والتي يبلغ عددها 150 قطعة، مشيرًا إلى أن هذه القطع لن تسافر للعرض بالخارج مرة أخرى.

يويا وتويا
ومن جانبها أوضحت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري، أنه من المقرر عرض مجموعات الكنوز بالمتحف مثل كنز تانيس والمجموعات المميزة ومن أهمها آثار "يويا وتويا" مكان آثار توت عنخ آمون التي نقلت للمتحف المصري الكبير.

وأكدت صباح عبد الرازق لـ"فيتو" أن المتحف لا يتأثر بنقل آثار توت عنخ آمون إلى المتحف الكبير، مشيرة إلى أنه سيتم تغيير سيناريو عرض المتحف بالكامل وهذا ما يتم دراسته في الوقت الحالي حتى يتضمن تاريخ الفن وخصوصا فن النحت على مر العصور.

سيناريو العرض
وأشارت مدير عام المتحف المصري بالتحرير إلى أنه تم تشكيل لجنة لاختيار بعض القطع المميزة من مخازن الآثار لعرضها بالمتحف عقب الانتهاء من خطة إعادة سيناريو العرض المتحفي له، مضيفة أن خطة إعادة المتحف إلى شكله القديم أوشكت على الانتهاء، حيث تم دهان الدور العلوي بالكامل باللون "الفستقي" والدور الأرضي.

وأشارت مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، إلى أن اللجنة التي تم تشكيلها لوضع سيناريو العرض المتحفي الجديد للمتحف المصري، مستمرة في عملها.

وتابعت صباح عبد الرازق: أن اللجنة تضم علماء آثار مصريين بمشاركة مديري أكبر 5 متاحف عالمية، وبدأت أعمالها منذ شهرين، لوضع سيناريو عرض جديد يضم القطع الخاصة بـ"يويا وتويا وتانيس"، حيث إن مجموعة تانيس تحتوي على أكثر من 2000 قطعة وقناع، بالإضافة للقناع الذهبي، ويوجد أيضا قناع ساشنج الذهبي، وهو من نفس الأسرة الـ 22، ويوجد مجموعة أخرى من التوابيت الفضية، وهي مجموعة نادرة جدًا، هذا بالإضافة إلى أكثر من 200 قطعة تخص يويا وتويا.

وكان الاتحاد الأوروبي فور عِلمه بتشكيل لجنة مصرية لإعادة سيناريو العرض المتحفي بالمتحف المصري بالتحرير، طالبوا بمشاركة مديري أكبر 5 متاحف عالمية لوضع وجهة نظر علمية متكاملة لإعادة توزيع القطع، بعد نقل الآثار المتعلقة بالمتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة، لتكون لجنة عالمية، مشيرين إلى أن مديري المتاحف العالمية هم: مدير متحف تورينو واللوفر ويونايتد وبرلين.

المتحف الكبير
وكان المتحف المصري الكبير بميدان الرماية، استقبل مؤخرًا أحد الأسرة الطقسية المذهبة الخاصة بالملك توت عنخ آمون وإحدى عجلاته الحربية، قادمين من المتحف المصري بالتحرير، وذلك في إطار خطة وزارة الآثار لنقل القطع الأثرية الخاصة بالفرعون الذهبي من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، تمهيدًا لافتتاحه جزئيًا في عام 2018.

وتأتي عملية النقل أيضًا في إطار المشروع المصري الياباني المشترك بين وزارة الآثار ووكالة التعاون الدولي اليابانية "الجايكا"، بهدف ترميم وصيانة وتغليف ونقل 71 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف المصري الكبير بميدان الرماية.

المشروع الياباني
ومن بين هذه القطع 65 قطعة من الأثاث الجنائزي الخاص بالفرعون الذهبي، تتضمن 3 أسرّة خشبية مذهبة، و5 عجلات حربية، و57 قطعة نسيج، هذا بالإضافة إلى لوحات جدارية تخص الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة.

ويتكون فريق العمل المصري الياباني من 100 خبير وأخصائي مصري وياباني في مجال الترميم الأولى، والصيانة، والتوثيق الأثري، والتغليف، والنقل، والمتاحف، وقد قام الفريق بأعمال التوثيق الأثري للسرير والعجلة لإثبات حالتهما عن طريق التصوير بالأشعة السينية مما مكنه من وضع خطة دقيقة للترميم الأولى والتغليف والنقل مبنية على دراسة علمية دقيقة.

أعمال الترميم الأولى
قام فريق العمل بتدعيم المناطق الضعيفة بالعجلة الحربية والسرير الجنائزي، خاصة عند مناطق الوصلات الخشبية، وتثبيت القشور السطحية وتدعيمها للحفاظ عليها وضمان ثبات حالتها أثناء عملية النقل.

أعمال التغليف والنقل
واستمرت أعمال تغليف السرير نحو 9 ساعات وتم وضعه في صندوقين أحدهما داخلي والآخر خارجي مُبطن بخامات ماصة للاهتزاز والسرير على هيئة المعبودة محيت ورت ومصنوع من الخشب المغطى برقائق الذهب.

أما فيما يخص العجلة الحربية فقد تم تغليفها بنفس الأسلوب المتبع في السرير، لكن تم وضعها في 12 صندوقًا منها 7 صناديق داخلية و4 خشبية خارجية، بالإضافة إلى صندوق به مستلزمات العجلة على حدة.

واستخدم الفريق المصري - الياباني الأساليب والطرق العلمية في أعمال رفع وتحريك القطع الأثرية من أماكنها إلى صناديق التغليف، وذلك عن طريق استخدام وسائد هوائية بلاستيكية، الأمر الذي من شأنه منع أية أضرار تقع على الأثر، كما تم استخدام مواد تغليف لا تؤثر على طبقة التذهيب الموجودة بالسرير والعجلة الحربية، وتمت عملية النقل على قواعد حديدية مجهزة ضد الاهتزازات تم إحضارها من اليابان، وقد سبق أن قام فريق العمل بإجراء اختبار عملي على تلك القواعد الحديدية وذلك بوضع أجهزة لقياس شدة الاهتزازات، والتي أعطت نتيجة جيدة عن كفاءة تلك القواعد.
الجريدة الرسمية