عباقرة ولكن مجهولون.. ابن البيطار شهيد العلم
على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: عمر ابن الخطاب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.
لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.
ابن البيطار، شهيد العلم
أحد أعظم علماء النبات والصيدلة في التاريخ الإسلامي، حيث جمع بين العلم والتجربة لاكتشاف ووصف مئات الأدوية والعقاقير النباتية والحيوانية.
ترك إرثًا علميًا غنيًا من المؤلفات التي أثرت الطب والصيدلة حتى الآن، ومات وهو يجري تجربة علمية، فأصيب بالتسمم.
من هو ابن البيطار؟
هو عبد الله بن أحمد بن البيطار، أبو محمد ضياء الدين المالقي الأندلسي، ويعرف بالعشاب، وبابن البيطار. عالم فذ بالنبات، والصيدلة.
مولده نشأته
ولد في عام 593 هـ الموافق 1197م، بمدينة مالقة الأندلسية، لقب بالمالقي نسبة إليها.
وسكن بضواحي إشبيلية، وتعلم على شيوخ العلم من الأطباء وعلماء النبات فى إشبيلية، وزار بلاد إفريقية، ومصر، والشام، والروم، واليونان، ودرس أعشابها ونباتاتها، والتقى بعلماء النبات فيها.
تتلمذ على يديه ابن الرومية، واستقر بمصر فترة، ثم رحل إلى دمشق، وجاب أرجاءها ودرس نباتاتها وأعشابها. وتُوفي بها.
سار ابن البيطار في دراسته للنباتات والأعشاب ولقوى الأدوية المفردة، على منهج التجربة والمشاهدة والنظر والخبرة.
ونجح في اكتشاف أکثر من ٣٠٠ دواء نباتي وحیواني ومعدني، وفصل فوائد کل منها، وبين كيفية استعماله كدواء وغذاء.
شخصيته
امتاز ابن البيطار بأخلاق رفيعة، ومروءة كاملة، وعلم غزير. وكانت له قوة ذاكرة أعانته على تصنيف الأدوية التي قرأ عنها، واستخلص من النباتات العقاقير المتنوعة فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا طبقها، بعد تحقيقات طويلة.
وصفه تلميذه ابن أبي أصيبعة في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء": «رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته وكرم نفسه ما يفوق الوصف، وشاهدت معه في ظاهر دمشق كثيرًا من النباتات في مواضعها، ووجدت عنده من الذكاء والفطنة والدراية في النبات وفي الكتب المؤلفة في هذا العلم ما يثير التعجب لذاكرته المتوقدة النادرة، فكان يذكر كل دواء في أي كتاب ذكر وفي أي مقالة من هذا الكتاب وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة، إن ابن البيطار هو أوحد زمانه وعلاّمة عصره في معرفة النبات وتحقيقه واختياره ومواضع نبته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها».
إنجازاته العلمية
ابن البيطار هو رائد للعلاج الضوئي الكيميائي، فقد استخدم بذور نبات الخلة في علاج البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo)، وكان ابن البيطار يَخلط بذور الخلة مع عسل النحل، ويُقدمها للمريض، ثم يجعله يتعرَّض للشمس ساعة أو ساعتين حتى يتصبَّب عرقًا، وكان يُتابع حالة مرضاه بدقة حتى إنه ذكَر أن البقع المُصابة تتأثَّر، وتَظهر بها فقاعات، بينما الجلد السليم لا يتأثَّر، ثم تكتسب اللون الطبيعي بالتدريج، وفيما يتعلق بهذا المرض كان ابن البيطار أول من ذكر أن الجلد المُصاب يصعب علاجه فوق النتوءات العظمية.

وحرص ابن البيطار على أن يؤكد على أهمية التجربة في كل مؤلفاته، ويقصد بالتجربة ما ثبتت صحته ويتحقق من صدقه من خلال ملاحظة النباتات وامتحان خواصها وتصنيفها ومتابعة أحوال النباتات ورصد مراحل تطورها، ثم القيام بعد ذلك بتدوين وتسجيل أسماء الأدوية.
وكان يكتب الاسم مضبوطًا بالشكل والنقط، فهو يتوخى الدقة والحرص في إقامة التجارب والاختبارات للنباتات.
واعتاد أن يحدد منافع الأدوية، وأهميتها لعلاج الأمراض، ويحدد القدر المناسب منها ويحذر من الإفراط في استخدامها، لأنه قد يؤدي إلى الضرر بالإنسان، كما يبحث عن البديل منها للدواء الأصلي إذا كان غير متوفر، فليس من الضرر الاستعانة بغيره إذا لم يتيسر الحصول عليه.
ولم يتوقف ابن البيطار عند الاستعانة بالنباتات والأعشاب ذات الأصول النباتية، بل استعان بذات الأصول الحيوانية، والتي يتخذ منها العقاقير، مثل حديثه عن ابن عرس وأصناف من الطيور، وبعض الأرانب البرية، وبعض الحيوانات البحرية، وهو في كل ذلك يعرض لتشريح بعضها، ويعتمد على الوصف والملاحظة الدقيقة، إضافة إلى إجراء التجارب عليها واستخلاص أدوية من بعضها.
وتناول بالوصف والشرح عددًا من الأدوية والعقاقير ذات الأصول المعدنية، والأحجار التي يمكن الاستفادة منها في استخراج مواد فعالة علاجيًا فيذكر الآبار وهو الرصاص ومعادن وأحجارًا أخرى.
كتبه
ألف ابن البيطار من الكتب: "الجامع في الأدوية المفردة"، أو: "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية"، وقد وصف فيه ما يقرب من ١٤٠٠ عقار، منها ما يقرب من ٣٠٠ عقار من اكتشافه هو. وقد رتب نباتاته جميعا حسب حروف المعجم، مع ذكر لأسمائها بعدة لغات ومع ضبط للفظها بالعربية.
وكتاب: "المغنى في الأدوية المفردة"، وهو كتاب خاص بالأطباء، لمعالجة كل عضو من أعضاء الجسم، وقد رتبه فى عشرين فصلًا.
وألف كتبا أخرى هي: "الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام"، وهو كتاب نقد فيه كتاب "منهاج البيان" لابن جزلة.
ومن مؤلفاته: "تفسیر کتاب دیسقوریدس"، أو "شرح أدوية کتاب دیسقوریدس"، وبه ٥٥۰ نباتًا طبيًّا من النباتات اليونانية، وهو عبارة عن قاموس بالعربية، والسريانية، واليونانية، والبربرية، وشرح للأدوية المفردة النباتية والحيوانية عند ديسقوريدس.
وله "كتاب في الطب"، و"ميزان الطبيب"، و"رسالة في التداوي بالسموم"، وله مقالة في: "الليمون".
وفاته
توفي ابن البيطار في دمشق عام 646 هـ الموافق 1248م. وهو في الحادية والخمسين من عمره.
صعدت روحه إلى بارئها، أثناء قيامه بتجربة علمية، حيث تسرب إليه السم أثناء اختباره لنبات حاول استخراج دواء منه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


