رئيس التحرير
عصام كامل

أول يوم في السنة!


حتى سنوات قليلة مضت كانت الغالبية العظمى من الجرائد والمجلات تخصص الكثير والكثير من الصفحات لتقييم كل شيء فى حياتنا بداية من أفضل ممثل وأفضل مسلسل، مرورا بأفضل لاعب، وصولا إلى أفضل كاتب وأحسن صحيفة، أما الآن فمن اهتم من الجرائد والمجلات بعمل هذا الرصد السنوى خلال الأيام القليلة الماضية، نجده قد غلب عليه الطابع السياسى الذى لم يكن بكل الأحوال مستقرا أو إيجابيا بقدر ما كان مرتبكا له تأثير نفسى بالغ الأثر على جميع المواطنين المصريين بدون استثناء.

لا نقيم أحوالنا بالشكل السليم؛ بل ولا نقيم أنفسنا رغم أن اكتسابنا لثقافة (التقييم) الذاتى تمنحنا الكثير والكثير من التقدم والإنجاز من جانب، والثقة فى النفس من جانب آخر، وهو ما تفتقده الشخصية المصرية الآن.

تعلمت منذ أن كنت صغيرا أن يكون لى حلم أتمنى تحقيقه، وتدريجيا مع مرور السنوات وزيادة الخبرات وتراكمها تحول الحلم إلى طموح وتحدٍ أسعى دائما إلى تحقيقه.

وأتذكر أننى قد قررت ألا أكتب بأسلوب التورية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بنقد موجه لأشخاص محددين سواء كانوا مسئولين أو كتابا أو ممثلين لتيارات سياسية محددة، وهو الأمر الذى ساعدنى على الوصول إليه تجربة كتابة عمود يومى على صفحات جريدة "روز اليوسف"، ولكنى فى الوقت نفسه، قررت أن أحدد معايير لتلك الكتابة النقدية بحيث تقتصر على الاختلاف الموضوعى، وتتجنب تماما القضايا الشخصية لأنها خارج نطاق اهتمامى من الأصل.

ولا أخفى أن هذا الأسلوب قد أزعج البعض، ولكنى حرصت عليه كى يكون للكتابة جدوى وقيمة، خاصة أن تجنب الحديث عن شخصيات محددة، وتناول الاختلاف بشكل عام لا يفيد فى الكثير من الأحيان، بل ولا يحسب اختلافا من الأصل فى تقديرى؛ لأن التعميم يتسبب فى ضياع ملامح الاختلاف التى يجب التركيز عليها.


ولا أخفى أيضا أنه قد زاد اقتناعى أننا نروج للعديد من الأقوال المأثورة؛ للاستهلاك الفكرى والإعلامى بدون أن يكون لها دلالة عملية فى حياتنا اليومية، وذلك على غرار أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية؛ لأن جميع الاختلافات الفكرية والخلافات فى الرأى لا تمر فى ثقافتنا مرور الكرام، بل دائما ما تترك أثرا سلبيا، وهو ما يزيد الفجوات فى حياتنا السياسية والفكرية، وبالتالى، يفسد الاختلاف الكثير والكثير من الود، وما يحدث فى مصر الآن، وما وصلنا إليه بعد مرور سنتين تقريبا على 25 يناير 2011 يدل على ذلك.

وسنة جديدة، أتمنى أن تكون مفيدة.

الجريدة الرسمية