رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الكرامة.. كل البنادق ضد إسرائيل!


كان مضيفنا يشرح لنا تفاصيل معركة الكرامة في مكانها الحقيقي الذي جرت فيه الأحداث.. هنا تم تأديب الصهاينة وتلقينهم درسا قاسيا لن ينسوه أبدا!


كنا قد زرنا وفي أماكن قريبة أضرحة لثلاثة من كبار الصحابة استشهدوا في معارك كبيرة مثل موقعة "مؤتة" منهم أبو عبيدة بن الجراح الملقب بأمين الأمة.. ومعه جعفر بن أبي طالب، والذي وصفه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بجعفر الطيار، ومعهما عبدالله بن رواحة رضي الله عنهم جميعا، وزرنا "أدنى الأرض" التي وعد الله فيها بنصر الروم على الفرس.. كما أن الإقامة نفسها كانت في عجلون القرية الجميلة التي كانت مقرا لقيادة الجنرال الذهبي عبد المنعم رياض وقت رئاسته لأركان الجيوش العربية.. وكلها بلا جدال أماكن ستجعل انتفاضة غريبة تجري في جسدك فكلها أماكن مقدسة.. قدستها البطولات والتضحيات والدماء الزكية الطاهرة!

إذن.. ففي الأردن الحبيب أماكن عديدة تستحق الزيارة، إنما نتوقف عند ذلك اليوم المشهود الذي يحتفل به الأشقاء في الأردن في مثل هذا اليوم من كل عام في الـ21 من مارس يوم معركة الكرامة التي جرت عام 1968.. هنا حاولت قوات العدو الإسرائيلي احتلال نهر الأردن لأسباب إستراتيجية في معركة اعتبروها نزهة عسكرية.. تصدت القوات الأردنية ومعها الفدائيون الفلسطينيون وأهالي القري المجاورة وبعد 58 دقيقة من القتال تتوقف الاشتباكات لتعود بعدها بقليل لتستمر 16 ساعة كاملة، انتهت إلى كارثة على رءوس العدو..

هنا.. في معركة الكرامة لن يصدق الكثيرون للوهلة الأولى حجم الخسائر الإسرائيلية إلا ولأنها تاريخ فعلي الجميع أن يصدق.. هنا قتل 250 جنديا إسرائيليا وجرح 450، وتم تدمير 88 آلية، وهي عبارة عن 47 دبابة، و18 ناقلة، و24 سيارة مسلحة، و19 سيارة شحن، وسقوط طائرة وهربوا وتركوا قتلاهم وجرحاهم!

ورغم أن القتيل الإسرائيلي في عددهم القليل يترك أثرا كبيرا إلا أنها وللمرة الأولى تكون خسائر القوات العربية أقل بكثير من مجرمي العدو الإسرائيلي، رغم الحشد الكبير للعدو الذي بلغ 15 ضعف القوات الأردنية!

المعركة كانت ومصر تخوض حرب الاستنزاف، وبالتالي كانت الآمال تكبر كل يوم بالنصر القادم، وذهبت كل محاولات العدو لكسر الإرادة بكل وسائل إعلامه ودعاياته التي استهدفت- ولم تزل إلى اليوم- الروح المعنوية للمصريين والعرب!

قامت الدنيا في إسرائيل ولم تقعد بسبب المعركة، وتناولها كبار قادة العالم بمن فيهم الجنرال العالمي "جريشكو" لكن أهم تعليق يمكن التوقف أمامه وتأمله كان للبطل الأردني الفريق "مشهور حديثة الجازي" قائد المعركة، والذي تولي قيادة الجيش الأردني فيما بعد حيث قال:
"وهنا أقول بكل فخر أنني استطعت تجاوز الخلاف الذي كان ناشئا آنذاك بين الفدائيين والسلطة الأردنية فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب وكقوة موحدة تحت شعار: كل البنادق ضد إسرائيل.. فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة"!
كل التحية لأهلنا في الأردن.. وكل عام وهم وكل العرب- وعليهم أن يعرفوا تاريخهم جيدا - بكل خير!
الجريدة الرسمية