«النعناع والشيح» ثروة قومية لمنشأة أبو مليح في بني سويف (فيديو)

يعيش أهلي قرية «منشأة أبو مليح» التابعة لمركز سمسطا ببني سويف، على العائد المادي من زراعة نباتي «النعناع والشيح» باعتباره مصدر دخل أساسي وثروة قومية لأهالي القرية، حيث يصدرون هذه النباتات للدول الأوروبية والآسيوية، لإدخالها في صناعة الأدوية.

يقول محمد جابر، مزارع بالقرية، إن زراعة النعناع والشيح ترجع إلى ستينيات القرن الماضي، حيث اتجه معظم مزارعيها إلى زراعة هذا المحصول، حتى ذاع صيتها وشهرتها في المحافظة وخارجها، وأصبحت هذه الزراعة مصدر رزق لأهاليها على مدار السنوات الماضية وأصبحت «منشأة أبو مليح» القرية الأكبر تصديرا للنعناع والشيح والبقدونس، لدول الاتحاد الأوروبي لاستخدامها في صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل والعطور.

وقال سعد محمود طرفاية، 67 سنة، فلاح: أزرع النباتات الطبية والعطرية منذ أكثر من عشرون عامًا، بدأت بزراعة «النعناع الفلفلي والبلدي» وتبدأ مراحل الزراعة بحرث الأرض وتجهيزها وزراعتها بالنبات ومعاملتها بالسماد حتى النضج ثم يتم حش أو قطف النبات، عبر 4 مراحل سنوية يتخلل كل مرحلة ري الأرض وتسميدها، ثم مرحلة التجفيف اليدوي بالمناشر بأرض الجبل أو عن طريق المصانع الحديثة التي تقوم بالتجفيف في وقت أقل ولكن التكلفة أعلى، مضيفًا: نبيع المحصول معبأ في أجولة بلاستيكية لمندوب المصدر بالقرية، وطالب وزارة الزراعة بزيادة كمية الأسمدة المدعمة لمزارعى النباتات الطبية.

وقال عمر منصور، مزارع: ورثت الزراعة عن آبائي وأجدادي، فوجدت كل أراضينا يتم زراعتها على مدار العام بنباتي النعناع والشيح، ودائمًا في نهاية يوليو سنويا يتم الحصاد ويتجدد مرتين أو ثلاثة على مدار العام الواحد، وهو ما يعني أن صناعته مربحة حال توافر الآلية الصحيحة لتسويقه جيدًا، مشيرًا إلى أن النعناع له فوائد عديدة عند تناوله سواء كان أوراقًا طازجة أو زيتا إذ يساعد على عملية الهضم ويعالج الصداع والسعال والبرد، كما يخفف حدة الاكتئاب.

وقال رمضان عبد العظيم، مندوب أحد المصدرين: أعمل في هذه المجال منذ 17 عامًا، وزراعة النعناع والشيح دخلت القرية منذ 1986 من الوجه البحرى وبالتحديد محافظة القليوبية، ودوري تجميع المحاصيل بعد تجفيفها من المزارعين لحساب الجهة المصدرة لدول الاتحاد الأوروبي، بعد تجفيفها يدويًا في الجبل أو صناعيًا بإدخال الهواء الساخن وتعبئتها في أجولة بلاستيكية جاهزة للتصدير، مطالبًا الدولة بدعم مزارعي تلك النباتات بالشراكة لمجموعة فلاحين يتولاهم مصدر واحد يتعاملون معه من بداية الزراعة والاحتياجات والتعاقد على الأسعار والمساحات حتى يعود الأمر نفعا على الفلاح بدلًا من الخسائر التي يتعرض لها حاليًا.

أكد المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف أن المحافظة بصدد إنشاء مدينة صناعية زراعية عمرانية على مساحة 69 فدانًا بها مجتمع زراعي متكامل وأول مجمع صناعي لإنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل من النباتات الطبية والعطرية التي من بينها النعناع والشيح ويستهدف المجمع توفير 250 ألف فرصة عمل بعد انتهاء مراحله بالكامل.