رئيس التحرير
عصام كامل

قصص حقيقية مرعبة وراء فوز بعض أفلام هوليوود بالأوسكار

فيتو

حصدت 3 أفلام أمريكية جوائز في حفل الأوسكار الـ 88 الذي أقيم في لوس أنجلوس الأمريكية في فبراير 2016، وما يجمع بين هذه الأفلام الـ 3 هو أنها مبنية على قصص حقيقية مؤثرة، وتم تجسيدها في روائع سينمائية حقيقية، وكانت هذه القصص وراء نجاحها وحصولها على الأوسكار لعام 2016.


فيلم الدراما الشهير "Room" يحكي قصة امرأة اختطفت وهي مراهقة، واحتجزت في غرفة تبلغ مساحتها 11 قدمًا طولًا ومثلها عرضًا، وظلت بها مع ابنها زي الـ 5 سنوات الذي أنجبته من خاطفها، وفي الفيلم الرائع أقنعت البطلة نفسها وطفلها بأن الكون كله هو هذه الغرفة، وخارجها عبارة عن فضاء شاسع، إلى أن أتى اليوم الذي تهرب فيه، ويرى ابنها العالم المجهول لأول مرة بالنسبة له.

الفيلم مأخوذ عن قصة كتبتها المؤلفة "إيما دونج" واستوحتها من قصة اختطاف حقيقية وقعت في النمسا، واكتشفت في عام 2008 وكانت أحداثها أفظع بكثير من الفيلم، فأحيانًا تكون الحقيقة أبشع من الخيال، حيث تعود القصة الحقيقية إلى فتاة نمساوية تدعى "إليزابيث فرينزل" احتجزها والدها لمدة 24 سنة من العام 1984، عندما كان عمرها 18 عامًا في قبو المنزل، وكان يعتدي عليها جنسيًا خلال تلك الفترة، وقال لوالدتها والشرطة أنها هربت من المنزل للالتحاق بجماعة دينية، وكان يجبرها على كتابة رسائل يقوم هو بإرسالها، وهي تحمل طوابع بريد وأختام مدن بعيدة لتبدو الجريمة واقعية.

ومع مر السنين أنجب الرجل من ابنته 7 أطفال، مات أحدهم بعد ولادته مباشرة، بينما عاش معها في القبو 3 أطفال، وأخذ الرجل 3 أطفال ليعيشوا معه في المنزل، حيث أخبر الأم وموظفي الشئون الاجتماعية أنهم أبناء "إليزابيث" من رجل تزوجته، وكانت الأم تجهل أن ابنتها تقبع في القبو أسفل المنزل، كما أن القبو ذاته كان محكم الغلق ألكترونيا.

استمرت المأساة لمدة 24 عامًا حتى استطاعت الابنة الهرب ووصلت إلى إحدى المستشفيات التي أخطرت السلطات بالجريمة، وألقت الشرطة القبض على الأب، وحررت الأطفال الآخرين من القبو، وكان من بينهم طفل يدعى "فيلكس"، وكان يبلغ من العمر 5 سنوات، وهو الجزء من القصة الذي أوحى للكاتبة أن تؤلف فيلم "Room".

فيلم "Spotlight"، عالج الفيلم فضيحة الاستغلال الجنسي للأطفال داخل مؤسسة الكنيسة، حيث يروي قصة الصحيفة "بوسطن جلوب" التي قررت إجراء تحقيق حول الاعتداءات الجنسية المرتكبة من قبل قساوسة أبرشية بوسطن بحق الأطفال.

ولكن القصة الحقيقية المبني عليها الفيلم تعود لرجل يدعى "فيل سافيانو" اعتدي عليه جنسيًا من قبل القساوسة وهو طفل، فأصيب بمرض الإيدز، وبعد ذلك قرر "فيل" أن يخبر صحيفة "ديلي ميل" أنه لم يكن وهو طفل يعي ما حدث معه، حيث ظن أن القس الذي اعتدى عليه لم يفعل ذلك مع أطفال آخرين، إلى أن قرأ خبرًا قصيرًا في صحيفة عن اعتداء القس "ديفيد هولي" على عدد من الأطفال؛ لتكون هذه اللحظة نقطة تغير حياته، حيث تقدم للشهادة بما فعله القس به، لكن المؤسسة الدينية استدعته وعرضت عليه مبلغًا كبيرًا من المال مقابل أن يصمت ولكنه أبى ذلك، واستطاع أن يقدم وثائق استندت عليها صحيفة "بوسطن جلوب" أثبت فيها أن الكنيسة تكتمت على عدة اعتداءات اكتشف فيما بعد بأنها وصلت إلى أرقام بالمئات.

فيلم الأكشن والدراما "The Revenent" الذي حصل من خلاله الممثل ليوناردو دي كابريو على جائزة الأوسكار لأول مرة، حيث لعب دور صياد فراء قام برحلة مع مجموعة من رفاقه للصيد مطلع القرن الـ19، لكنه تعرض لهجوم شرس من أحد الدببة في الغابة فتركه رفاقه للموت، إلا أنه نجا من الموت بمعجزة ما، ثم استجمع قواه من جديد وخطط لهدف واحد، وهو الانتقام ممن تركه للموت، بل وقتل ابنه أيضًا.

قصة الفيلم حقيقية وقد وقعت في عام 1923، عندما انضم المستكشف والصياد "هيو جلاس" إلى فريق في رحلة تعرض خلالها لهجوم من أنثى دب استطاعت قضم قطعة كبيرة من لحم ظهره وصدره، وقدمتها لأبنائها، وفقًا لما نشر في كتاب "The Oregon Trail" الذي سرد الواقعة للتاريخ، فقد صرخ الصياد بأعلى صوته مستنجدًا بأصدقائه، الذين هربوا بعد أن هاجمته أنثى الدب، فخافوا من إطلاق النار عليها، ومن حسن حظ الصياد أنه لم يمت، ولكن رحل عنه رفاقه، متوقعين أنه لن ينجو، ولم يفكروا في أن يبقى أحد إلى جانبه وهو جريح، ولا أن يحملوه معهم، ظنًا أنه سيموت في الطريق، وأخذوا معهم بندقيته وسكينه، وأرجع الكتاب أن سبب بقاء "جلاس" على قيد الحياة، هو الغضب الذي أصابه من تخلي أصدقائه عنه، واستطاع أن يزحف هربًا من الدب، وبقي على قيد الحياة في ظروف غير آدمية، مع شدة البرد والجوع والمرض.

ولكن المختلف في القصة الحقيقية عن العمل السينمائي هو أن "جلاس" بعد أن نجا ووصل إلى المقاطعة التي كان يعيش فيها بعد مرور الشتاء ورغم إصابة أصحابه بالرعب من رؤيته إلا أن غضبه كان قد تلاشى بعد مرور 9 أشهر على الحادثة، ولم يسع للانتقام منهم، بينما في الفيلم أصر البطل على الانتقام.
الجريدة الرسمية