رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. انتفاضة الأقصى تشتعل.. المصلون يهتفون «لبيك يا أقصى» والاحتلال يرد بالرصاص والغاز.. استشهاد شاب وإصابة 200 خلال المواجهات.. هنية يدعو لاجتماع عاجل.. ووزير إسرائيلي: المسجد

فيتو

"لبيك يا أقصى".. "من الأقصى إلى الشام أمة واحدة ما بتنهان".. "قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد".. "اغضب لأقصاك" كانت هذه هتافات المصلين الفلسطينيين الذين توجهوا إلى المسجد الأقصى صباح اليوم لأداء صلاة الجمعة بمحيط المسجد، استمرارا لحالة التوتر التي تشهدها القدس المحتلة منذ ساعات مساء الخميس وطوال الأسبوع الماضي.


وتجمهر المقدسيون والمصلون ممن تمكنوا من الوصول إلى القدس في ظل إجراءات مشددة ونصب عشرات الحواجز وانتشار آلاف الجنود الإسرائيليين للاحتجاج على السياسات القمعية والتجاوزات التي تقوم بها حكومة نتنياهو.

الأقصى بإيدينا
"الأقصى بإيدينا" كانت تلك العبارة التي خرجت من وزير المواصلات بحكومة الاحتلال "يسرائيل كاتس"، بعد قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر فجر اليوم الجمعة، في تصعيد للموقف بالأقصى، الإبقاء على البوابات الإلكترونية أمام مداخل المسجد الأقصى لتفتيش المصلين المسلمين قبل دخولهم الحرم القدسي للصلاة.

وقال بيان صادر عن الاجتماع الذي استمر عدة ساعات حتى فجر اليوم الجمعة، إن حكومة الاحتلال معنية بالحفاظ على الوضع القائم في الأقصى، ولكنها تعطي الشرطة حرية اتخاذ القرار للحفاظ على أمن المصلين.

وذكر الوزير الإسرائيلي بعد القرار "إن المسجد الأقصى بأيدينا ولن نتنازل عن السيادة الإسرائيلية عليه".

وأكد كاتس على إبقاء البوابات الإلكترونية، أن "إسرائيل" هي المسئولة عن حفظ القانون في المسجد الأقصى، مضيفا : "لقد قرر الكابينت الاستمرار في جميع التدابير التي جرى اتخاذها في أعقاب العملية في المسجد الأقصى، بما في ذلك استخدام البوابات الإلكترونية للكشف عن المعادن، والشرطة الإسرائيلية هي المسئولة عن تنفيذ هذه القرارات".

توافد الآلاف
وردا على الإجراءات الإسرائيلية توافد آلاف الفلسطينيين باتجاه المسجد الأقصى والبلدة القديمة من كافة قرى وبلدات وأحياء القدس للصلاة على أبواب المسجد رفضًا للبوابات الإلكترونية التي ثبتت على أبوابه، مما أدي إلى قمع قوات الاحتلال لمئات المصلين عند باب الساهرة- شارع صلاح الدين وبينهم المرجعيات الدينية وقوى وطنية كانت قد عقد اجتماعا طارئا لتدارس الأوضاع.

استشهاد فلسطيني
ولم تقتصر الإجراءات الأمنية الإسرائيلية على منع المصلين فقط وفرض الطوق الأمني على الحرم القدسي الشريف، بل اشتبكت القوات الإسرائيلية قبل وبعد صلاة الجمعة مع المصلين أدت إلى تفريقهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مما نتج استشهاد شاب مقدسي برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب أكثر من 200 شاب بجراح مختلفة، خلال المواجهات الدائرة في مدينة القدس المحتلة ومحافظات الضفة الغربية، والتي اندلعت عقب صلاة الجمعة نصرة للمسجد الأقصى، فيما باقي الإصابات بالاختناق جراء كثافة القنابل الغازية السامة التي أطلقها جنود الاحتلال.

اجتماع عاجل
فيما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الفصائل الوطنية والفلسطينية لاجتماع عاجل للاتفاق على استراتيجية المواجهة بمعركة القدس، موضحا خلال خطبة الجمعة في مدينة غزة، أن عقد الاجتماع إما أن يكون العاصمة اللبنانية بيروت أو القاهرة أو أي مكان، قائلا: "المهم أن نتفق على استراتيجية المواجهة".

وقال إن "معركتنا اليوم كشعب وأمة هي أبعد من البوابات الإلكترونية، وإن مخططات الاحتلال لن تمر ولن يسمح بها شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربي".

وأكد هنية، أن ما يجري في مدينة القدس المحتلة هي مقدمة لزوال الاحتلال الإسرائيلي، والمعركة ستحسم لصالح الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن أهم المكاسب مما يجري بالقدس أنها أعادت البوصلة لاتجاهها الصحيح، وأن شعبنا الفلسطيني يملك القدرة والاعتبار والشموخ والثبات في وجه كل التحديات.

وأشار رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى أن الشعب الفلسطيني اليوم في جمعة الغضب نصرة للأقصى يؤكد وحدته في معركة القدس والأقصى.

وأضاف: "الهدف من يوم الغضب داخل فلسطين وخارجها هو إعادة الاعتبار لوحدة الشعب الفلسطيني حول ثوابته، وأننا نرفض رفضا قاطعا كل الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في القدس والأقصى، والتأكيد على محورية القضية الفلسطينية والقدس والأقصى بالنسبة لشعبنا وأمتنا، وكسر قرار الحكومة الإسرائيلية في نشر البوابات الإلكترونية".

عملية القدس
وأكد هنية، أن المقاومة كعملية القدس التي نفذها أبطال آل جبارين الجمعة الماضية والتي أدت لمقتل شرطيين "إسرائيليين" وإصابة آخرين بجراح مختلفة في عملية إطلاق نار، هي التي تربك حسابات العدو، ولولا المقاومة والعمليات لابتلع الاحتلال المسجد الأقصى منذ زمن.

ووجه هنية رسالته للعرب قائلًا: "أقول للعرب، هذا عدو لا يؤمن بالسلام ولا يعترف بالمساومات؛ لأنه آمن منذ اغتصابه أرض فلسطين بلغة القوة، وإياكم أخوتنا العرب بخذلان القدس بالتطبيع مع الاحتلال"، داعيًا الأمة العربية والإسلامية إلى أن تقوم بواجباتها للدفاع عن الأقصى.




الجريدة الرسمية