رئيس التحرير
عصام كامل

ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين يناقش «رمضان شهر الصدقة والبر والصلة».. عوض: كلما قوي الإيمان كانت الصدقة.. وفاء: رمضان نفحة من الله لعباده.. يمنى: الزكاة تهذب النفوس

فيتو

أقيمت الحلقة السابعة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، مساء أمس السبت بساحة مسجد الحسين تحت عنوان: ”رمضان شهر الصدقة والبر والصلة“.


وحاضر فيها كل من: الدكتور أحمد عوض إمام مسجد الحسين، والدكتورة يمنى أبو النصر الواعظة بوزارة الأوقاف، والدكتورة وفاء عبد السلام الواعظة بوزارة الأوقاف، بحضور الدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور حسنى أبو حبيب وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمد عزت منسق الملتقى، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة، وجمع غفير من المشاهدين والإعلاميين، وأدار اللقاء عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

وقد استهل اللقاء عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالترحيب بالسادة الضيوف والحضور الكريم، مشيدًا بدور وزارة الأوقاف في إقامة هذا الملتقى المبارك الذي يعد تجديدا عمليا للخطاب الديني، موجها الشكر لزير الأوقاف محمد مختار جمعة الذي أقام هذا الملتقى على مسئوليته الشخصية، كما وجه الشكر للعاملين بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والعاملين بالمركز الإعلامي بوزارة الأوقاف الذين أسهموا بجهد عظيم في نجاح هذا الملتقى وظهوره بمظهر مشرف.

واعظات مصر
كما أشار إلى أننا في هذه الليلة نحتفل بواعظات مصر، ولسنا بدعا في ذلك فقد ذكر القرآن الكريم المرأة التي حاورت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) من فقهاء الصحابة وراوية لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كذا هنا في مصر كانت السيدة نفيسة (رضي الله عنها) تعلم الناس وتلقي دروس العلم، كذلك واعظة مصر الملقبة بأم الخير الحجازية والتي كان لها درس في مسجد عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف اعتبرت هذا العام هو عام الواعظات إيمانا منها بدور المرأة المصرية في النهوض بالمجتمع فكريًّا واجتماعيًّا.

وفى بداية كلمتها قدمت وفاء عبدالسلام الواعظة بوزارة الأوقاف الشكر لوزير الأوقاف على إتاحة هذه الفرصة لدعوتها لحضور ملتقى الفكر الإسلامي الذي عاد بقوة لنشر الفكر الوسطي المستنير في مواجهة أصحاب الفكر الظلامي، مؤكدة أن شهر رمضان نفحة من نفحات الله (عز وجل) التي يتيحها لعباده فيجازيهم الأجر الكبير على العمل القليل، ففي الحديث يقول رسولنا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ; لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا ).

ولا شك أن العشر الأواخر وليلة القدر من أعظم هذه النفحات التي إن وافقها العبد بعمل صالح مع نية خالصة كانت تعدل ثلاثة وثمانين سنة في الأجر والثواب، وقد وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) بالدعاء فيها بالعفو، ففي حديث عائشة (رضى الله عنها) قالت: يا رسول الله، أرأيت إن أريتها ماذا أقول؟ قال: ( قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)، داعية إلى التخلق بهذا الخلق العظيم، وأن يعفو بعضنا عن بعض حتى يغفر الله (عز وجل) لنا، فعفو المسلم عن المسلم صدقة.

كما أشارت إلى فضل الجود والصدقة، موضحة أثرها في تطهير نفس المعطي من الشح والبخل، وتطهير نفس الآخذ من الحقد والحسد، مستشهدة بقوله تعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

شرف الزمان
وفى بداية كلمته أكد الدكتور أحمد عوض إمام المسجد الحسيني إلى أن الملتقى يعود هذا العام بشرف الزمان وشرف المكان، فشرف الزمان هو شهر رمضان، وشرف المكان هو ساحة مسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه)، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد جمع بين شهر رمضان وبين الجود والإنفاق، ففي الحديث: (كَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)، موضحًا العلاقة بين شهر رمضان وبين الجود وبين القرآن، مشيرًا إلى أن هناك عطاءات إلهية من الرب الكريم لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقابلها عطاءات منه (صلى الله عليه وسلم) تظهر في جوده وكرمه، فالصدقة برهان إيمان، فكلما قوي الإيمان كانت الصدقة، وكلما ضعف الإيمان كان البخل والإمساك.

كما أشار إلى أهمية الصدقة وبيان منزلتها عند الله تعالى، موضحا أن العبد عند وفاته واحتضاره لا يتمنى أن يرجع إلى الدنيا لكي يصلى أو يصوم، بل لكي يتصدق وينفق، قال تعالى (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ )، فهو (عز وجل) يقبل صدقة عبده وينميها له كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير مثل جبل أحد، فما أنفقه العبد قليلا يلقاه عند ربه كثيرًا، مؤكدًا على ضرورة أن يشعر المسلم بالجائع فيطعمه، وبالمريض فيعالجه، وبالعريان فيكسوه، فالجزاء من جنس العمل، يقول (صلى الله عليه وسلم): (أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا عَلَى عُرْيٍ، كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ، أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ، سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ).

وفى بداية كلمتها أبدت الدكتورة يمنى أبو النصر سعادتها بعودة المرأة للعمل مع الرجل في الوعظ والدعوة إلى الله عز وجل، مشيدة بوزارة الأوقاف في إتاحتها الفرصة أمام الواعظات للقيام بدورهن في الدعوة إلى الله على بصيرة، وقطع الطريق على داعيات التطرف والإرهاب.

كما أشارت إلى أن شهر رمضان معظم على مر العصور وعند جميع الأمم، فقد نزلت فيه جميع الكتب السماوية من أول صحف موسى إلى القرآن الكريم مرورا بالتوراة والإنجيل والزبور، كما نبهت إلى أننا في ليلة وترية من ليالي العشر مظنة أن تكون ليلة القدر والذي نسأل الله أن لا يحرمنا فضلها وخيرها وبركتها

ولفتت إلى أن شهر رمضان اجتمعت فيه جل العبادات المفروضة، ومنها الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة التي تطهر النفس وتهذب السلوك، وذروة سنام العبادة في رمضان ألا وهو الصيام الذي يثمر أجل غاية وهي التقوى، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }، ومن هذه العبادات ما جاء في قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ)، موضحة أن لله (عز وجل) في هذا الشهر رحمات تتنزل في كل ليلة، فبرحمة الله وبفضله نبلغ الجنة، قال (صلى الله عليه وسلم): (لن يدخل أحدكم الجنة بعمله”، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: “ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه برحمةٍ وفضلٍ).

وفى ختام كلمتها أكدت على ضرورة اغتنام هذه الليالي المباركة بالعمل الصالح وبالإنفاق، فمع ليلة القدر أمامنا ليلة أخرى هي ليلة العيد يغفر الله (عز وجل) فيها لعباده.

وقد ختم اللقاء عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتقديم الشكر للمرأة التي لها أياد بيضاء على الوطن ونهضته، منبها إلى عودة معسكر أبى بكر الصديق بالإسكندرية من الشهر القادم لنشر الفكر الوسطي المستنير، داعيا الله (عز وجل) أن يحفظ مصر وقيادتها وجيشها وشعبها من كل مكروه وسوء.
الجريدة الرسمية