رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا كانت مصر الملاذ؟ أحمد كريمة يروي حكاية نفي السيدة زينب وسر الاحتفاء بها

أحمد كريمة يروي حكاية
أحمد كريمة يروي حكاية نفي السيدة زينب وسر الاحتفاء بها، فيتو
18 حجم الخط

السيدة زينب، سلّط الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الضوء على واحدة من أعمق القضايا الإنسانية والاجتماعية، مؤكدًا أن الحفاظ على الأسرة مسؤولية مشتركة تقوم على الخوف المتبادل والحرص الحقيقي بين الزوجين، قائلًا إن البيوت لا تُحمى إلا بالمودة والوعي، محذرًا من استسهال التفريط في العلاقات الزوجية تحت ضغوط الحياة، ومشيرًا إلى أن كثيرًا من المشكلات التي يسمعها يوميًا قاسية ومؤلمة وتكشف حجم التحديات التي تواجه الأسرة المعاصرة.

 

تحذير صريح من تفكك البيوت ورسالة مباشرة للزوجين

 وخلال حديثه ببرنامج «الكنز» تقديم أشرف محمود، المذاع على قناة «الحدث اليوم»، شدد كريمة على أن الاستقرار الأسري ليس أمرًا عابرًا، داعيًا الأزواج والزوجات إلى التمسك ببعضهم البعض، مؤكدًا أن الاعتقاد بإمكانية تعويض الشريك بعد الفراق وهمٌ كبير، وأن الزوجة التي خرجت من ضلع زوجها لا تُعوَّض، وكذلك الزوج الذي يُظن أن بديلًا أفضل سيأتي، معتبرًا أن هذه القناعة الخاطئة أحد أبواب الخراب الأسري.

 

السيدة زينب نموذج خالد للصبر وحفظ الأسرة وسط المحن

 وانتقل الدكتور أحمد كريمة من الحديث عن الأسرة إلى تقديم السيدة زينب رضي الله عنها كنموذج إنساني متكامل يجسّد الصبر والثبات وحفظ الكيان الأسري في أقسى الظروف، مؤكدًا أنها «أمّنا جميعًا»، فهي زينب الكبرى، عقيلة بني هاشم، ابنة السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفيدة النبوة، وابنة الإمام علي بن أبي طالب، وقد وُلدت في السنة الخامسة من الهجرة في المدينة المنورة، وسُمّيت بوحي من السماء حين أمر الله نبيه أن يسميها زينب، لتكون منذ ميلادها صاحبة مكانة خاصة.

 

طفولة موجعة وبداية مبكرة لمسيرة الألم

وأوضح كريمة أن حياة السيدة زينب لم تكن ممهّدة أو سهلة، فقد عرفت الفقد مبكرًا بوفاة جدها النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الخامسة من عمرها، ثم لحقت به أمها السيدة فاطمة الزهراء بعد ستة أشهر فقط، لتنشأ وهي تحمل وجع الفقد، لكنه وجع صاغ شخصية استثنائية قادرة على الثبات في وجه العواصف.

 

كربلاء.. اللحظة الفاصلة التي صنعت الخلود

وأشار إلى أن ذروة بطولة السيدة زينب تجلت في مأساة كربلاء، حيث كان لها بعد الله الفضل الأكبر في بقاء نسل الإمام الحسين، فعندما اقتحم المعتدون الخيام، وقُدِّم الإمام علي بن الحسين «زين العابدين» للقتل وهو مريض، ألقت بنفسها عليه قائلة كلمتها الخالدة: «والله لئن قتلتموه اقتلوني معه»، لتتحول من أخت مكلومة إلى درعٍ يحمي ما تبقى من آل البيت.

 

خطبة في وجه الطغيان وفضح للظلم

وبعد الأسر، سيقت السيدة زينب مع نساء آل البيت إلى يزيد بن معاوية في دمشق، وحين حاول مرة أخرى قتل علي بن زين العابدين، تصدت له السيدة زينب وخطبت خطبة تاريخية موجعة، ذكّرته فيها بأن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقهم يوم فتح مكة وأنهم أبناء الطلقاء، بينما هم اليوم يشمتون في الحسين، لتتحول كلماتها إلى صفعة أخلاقية في وجه الظلم.

 

نساء القصر أكثر رحمة من الحاكم

ولفت الدكتور أحمد كريمة إلى مفارقة لافتة، موضحًا أن نساء يزيد أنفسهن كنّ أشجع وأرحم منه، إذ استقبلن السيدة زينب بالبكاء والمواساة، في مشهد يعكس أن الفطرة الإنسانية قد تنتصر أحيانًا على قسوة السلطة.

 

لماذا اختارت مصر؟.. قرار النفي الذي صنع علاقة أبدية

وأوضح كريمة أنه بعد عودة السيدة زينب إلى المدينة المنورة وبدء التفاف الناس حولها ومطالبتهم بالقصاص لدم الإمام الحسين، رأت السلطات الأموية أن وجودها بات خطرًا، فتم نفيها من المدينة، وحين خُيّرت بين اليمن أو العراق أو غيرهما، اختارت مصر قائلة: «أختار مصر»، لتبدأ صفحة جديدة من المحبة المتبادلة بينها وبين المصريين.

 

استقبال يليق بآل البيت واحتضان مصري صادق

وأكد أن والي مصر، المعروف بحبه لآل البيت، استقبل السيدة زينب استقبالًا مهيبًا عند قرية العباسة بمركز بلبيس في محافظة الشرقية، وأسكنها في داره بالقرب من قناطر السباعي، وهو الموضع الذي يقوم عليه مسجدها العامر اليوم، لتصبح مصر منذ تلك اللحظة وطنًا لآل البيت وملاذًا لقلوبهم.

 

إقامة قصيرة وبركة ممتدة عبر الزمان

واختتم الدكتور أحمد كريمة حديثه بالتأكيد على أن السيدة زينب لم تمكث في مصر طويلًا، إذ أقامت عامًا أو أقل قبل أن تنتقل إلى جوار ربها، لكن هذه المدة القصيرة كانت كافية لأن تفيض بركاتها على أرض مصر، وتترسخ مكانتها في وجدان المصريين، لتبقى قصتها شاهدًا على أن مصر كانت ولا تزال دار الأمان ومحطة النور لآل بيت رسول الله.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية