رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «مكفوفون» يحترفون مهن المبصرين في قنا.. «تقرير»

فيتو

يثبت ذوو الاحتياجات الخاصة يوميا أنهم أهل لتحد مشرف للحياة بكرامة ودون حاجة لأحد، وفي محافظة قنا تحديدا يعيش عدد ممن حرموا من نعمة البصر مصرين على العمل ليثبتوا أن العمى عمى البصيرة، وأنهم كما يرددون لأهلهم دائما "يرون بقلوبهم"، فقرروا العمل وامتهان مهن ربما استعصت على المبصرين، فعملوا بصناعة الفخار والزراعة.


«فيتو» التقت عددا من هؤلاء والذين أكدوا أنهم أصحاب قدرات خاصة عن جدارة.

الثلاثة أشقاء
في منزل صغير مبني من الطوب اللبن بمنطقة الحاجر بمركز الوقف شمال قنا، عاش ثلاثة أشقاء مكفوفين بين جدران منزلهم ينتظرون أن يطرق بابهم أحد ولكن دون جدوي، فقرروا العمل في الزراعة والخروج إلى الحقل دون انتظار مساعدة أحد، وبدأوا العمل مقابل الحصول على أجر 25 جنيهًا يوميا للفرد.


في البداية يقول عبد الله عبده، إنه ولد مكفوفًا هو وأشقاؤه ولم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة بسبب ظروفهم الصعبة، وقرر العمل في الزراعة في سن 10 سنوات وحتى وصل عمره 25 عامًا لا يزال يمارس نفس المهنة.


وأضاف شقيقه "محمد"، أنه يري بقلبه وليس كل مبصر يري، فقد يكون إنسان فاقد البصر لكنه لم يفقد البصيرة، وأنه ليس لديه أي طمع في الحياة سوي العمل منعا لمد اليد إلى أي شخص، قائلا: "على مدار عمري البالغ 23 عامًا لم أسأل أي شخص أن يعطيني قرشًا وأكتفي بعملي أنا وأشقائي".


أما "جابر" الشقيق الأصغر فأصر على خوض تجربة التعليم والدراسة ووصل إلى الصف الأول الثانوي العام، مشيرًا إلى أن حلمه رغم مساعدته وعمله مع أشقائه في الزراعة، أن يصبح صحفي وإعلامي مشهور فهناك مشاهير فاقدين البصر. 


صناعة الفخار
وفي قرية مجاورة بمركز الوقف أيضًا قصة أخرى لأشقاء مكفوفين امتهنوا صناعة الفخار ليتحدوا الظروف فأقبلوا على تلك الصناعة منذ 36 عامًا، وتزوجوا وأنجبوا 10 أبناء وأصبح الأشقاء الثلاثة أيضًا محترفين لصناعة الفخار.
 

ويقول حربي على إبراهيم إنه علم أبناءه وأبناء أشقائه تحضير العجينة التي يتم تجهيزها من الطين لتهيئة وتصنيع "الزيار والقلل والطواجن" التي تعتبر أهم صناعات الفخار فضلًا عن قيامهم بعمل أشكال مختلفة.

وأضاف كمال على إبراهيم، الشقيق الأكبر 46 عامًا، أنه عمل في صناعة الفخار منذ 36 عامًا، ومنذ ما يقرب من 12 عامًا وقعت لنا مشكلة في البصر لي ولأشقائي الثلاثة وأصررنا على استكمال مسيرتنا في عمل الفخار وعلمنا أبناءنا حتى لا تنقطع الصناعة عن منزلنا الصغير، متابعا "أقوم بعمل الأشكال بإحساسي أنا وأشقائي وهذا الأمر حير الكثير من الزبائن لدينا في البداية ولكنهم اعتادوا لاحقا".
الجريدة الرسمية