رئيس التحرير
عصام كامل

«الكينوا» مستقبل الغذاء في مصر.. «إيرو جيت» تحصد المحصول التجريبي في صحراء بني سويف.. وزارة الزراعة: ندعم تجارب الشركة فنيًا وتسجيل أول صنف مصري قريبا.. فاو: التوسع في زراعتها ينهض

فيتو

احتفلت، اليوم الخميس، شركة «إيروجيت» للاستثمار الزراعي واستصلاح الأراضي، التابعة لمجموعة «إيروجيت العالمية» بأول موسم لحصاد محصول نباتات «الكينوا» ضمن المشروع الزراعي على مساحة 2000 فدان بصحراء سنور شرق محافظة بني سويف.


جاء ذلك بحضور الدكتورة شكرية المراكشي، رئيس مجلس إدارة الشركة وعماد دراز مدير عام الشركة، والدكتور أسعد حمادة مدير معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية نائبًا عن الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة زهرة أحمد ممثلة عن الدكتور حسين جادين الممثل القطري لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» وممثلون لوزارات الري والاستثمار ورئيس مركز بحوث المياه ورئيس مركز البحوث الزراعية وهيئة الاستثمار وممثلون لوسائل الإعلام والقنوات الفضائية.


وألقى الدكتور أسعد حمادة، كلمة نائبًا عن وزير الزراعة وكلمة للدكتور مجدي النبراوى، رئيس قطاع الاستثمار بهيئة الاستثمار وكلمات متتابعة لمدير منظمة الفاو بمصر ورئيسي مركزي بحوث المياه والبحوث الزراعية، وتم الإعلان رسميًا عن بداية الموسم الأول لحصاد محصول نباتات «الكينوا».

حيث أشاد الدكتور أسعد حمادة رئيس معهد بحوث المحاصيل الحقلية في كلمته نائبًا عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عبد المنعم البنا بمشروع شركة إيروجيت لاستصلاح الأراضي في زراعة المحاصيل غير التقليدية والتي تمثل مستقبل الغذاء في العالم، لافتا إلى أن محصول الكينوا يمثل الذهب الأخضر بالفعل لدخوله مكملا للقمح في صناعة رغيف الخبز في حدود ٢٠ ٪، وهو ما يخفف عن الدولة استيراد القمح، وكذلك الكسافا التي تم غرز أول عقلة منها اليوم والتي يستخرج منها النشأ وتدخل في صناعة أعلاف الحيوانات.

وأشار حمادة، إلى أن مركز البحوث الزراعية ممثلا في فرق بحثية من قسم التكثيف المحصولي بمعهد المحاصيل الحقلية يقدم الدعم الفني لشركة إيروجيت لزراعة الكينوا بداية من موسم 2016 - 2017 مع نهاية عمل مذكرة التفاهم بين «فاو» ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية.

وأكد حمادة، أن محصول الكينوا فرض نفسه بقوة كأحد المحاصيل الواعدة المكملة، وليست البديلة لسد الفجوة الغذائية في مصر، في ظل الزيادة السكانية ومحدودية الموارد التي تواجهها مصر، وهو يجعل الكينوا أحد المحاصيل التي تمثل حلا لتوفير الغذاء لنموها تحت الظروف البيئية الصعبة في التربة الرملية والملكية والري بمياه ذات ملوحة عالية وينمو مع العوامل السلبية غير الحيوية الأخرى الأكثر ضررا والتي تؤثر على إنتاج المحاصيل.

وتابع حمادة: محصول الكينوا يدخل أيضا في صناعة أغذية الأطفال لذلك يرشح بقوة في تغذية طلاب المدارس لارتفاع محتواه من الليسين والكالسيوم والحديد على وجه الخصوص، كما يدخل في صناعة الأغذية الخاصة بالمرضى الذين يعانون من مرض حساسية الجيلوتين؛ لعدم احتواء الحبوب على مادة الجيلوتين وتستخرج من الكينوا أيضا مادة السابونين بعد فصلها في العديد من الصناعات، وتدخل في كثير من الأدوية.

فيما أكدت الدكتورة زهرة أحمد، في كلمتها نيابة عن الدكتور حسين جادين ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم والمتحدة «فاو» أن المنظمة تدعم جهود مصر في تحسين مستوى التغذية والنهوض بالأمن الغذائي عبر برامجها البحثية ومشروعاتها الفنية التنموية ومنها المشروع الإقليمي للكينوا الذي كانت مصر إحدى الدول الأعضاء المشاركة فيه بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية الذي حقق نتائج مبشرة، منذ إعلان المنظمة عام ٢٠١٣ العام العالمي للكينوا نظرًا لقيمته الغذائية العالية، ويولي مكتب «فاو» في مصر أهمية لمحصول الكينوا كمحصول يساهم في علاج الفجوة الغذائية لتميزه بتحمل الجفاف والملوحة.

بينما أكد عماد دراز، مدير عام الشركة، أن إيروجيت لاستصلاح الأراضي، أحد شركات مجموعة إيروجيت العالمية، تأسست عام ٢٠١٥ برأس مال مصدر ١٠ ملايين جنيه ومرخص بقيمة ١٠٠ مليون جنيه، ونجحت الشركة في الحصول على جميع الموافقات الضرورية لبدء النشاط ومنها موافقة محافظة بنى سويف على اقتراح قطعتين للاستصلاح بمساحة 1287 فدانا و683 فدانا، كما حصلت الشركة على قرار الجمهوري رقم 85 لسنة 2017 لتخصيص الأرض.

من جانبها قالت الدكتورة شكرية المراكشى، رئيس مجلس إدارة إيروجيت لاستصلاح الأراضي أن الشركة أحد كيانات مجموعة إيروجيت العالمية التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور سعيد دراز وهدفها الانتشار في جزء من صحراء مصر الشاسعة لتخضيرها، وزراعة المحاصيل غير التقليدية التي تتماشى مع المناخ الصحراوي وندرة المياه للمساهمة في نشر الزراعات المستقبلية ضمن خطة التنمية الزراعية ٢٠٣٠ في ظل سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإستصلاح الصحراء وتقليل الفجوة الغذائية.

أن فكرة المشروع الزراعي للشركة تكمن في زراعة محاصيل غير تقليدية مثل «الكسافا» التي ينتج منها النشا والأعلاف، فضلا عن «الكينوا» التي تعتبر مكملًا للقمح لإنتاج دقيق غير مشبع بالجيلوتين وتعتبر من المحاصيل التصديرية لارتفاع قيمتها الغذائية، فضلا عن زراعة الخروع الذي يعتبر الزيت الناتج منه ومن أفضل وأغلى أنواع الزيوت في العالم.

وأضافت المراكشي لـ«فيتو» خلال فعاليات «يوم حقل الأرض»، أن «بيرو» في أمريكا الجنوبية، هي الموطن الأصلي لنباتات «الكينوا»، ويسمي بأم الحبوب، ويعود تاريخ زراعتها إلى ما قبل 3 آلاف سنة، وتمتاز بأنّها أغنى مصادر البروتين من جميع الأغذية، حتى أنّها تفوق النسبة الموجودة في الحليب أو اللحوم الحمراء، وتدخل في العديد من الأكلات المصرية الحلوة والمالحة والمخبوزات، ولكن نقوم بتصديرها حاليًا لاستيراد القمح بدلًا منها.

وأشارت رئيس مجلس الإدارة، إلى أن محصول الكينوا من المحاصيل الأقل استهلاكا للمياه ودورة زراعتها 120 يوما فقط،، وأن هناك صنفًا مولت منظمة الفاو تسجيله تحت اسم «مصر 1» وتجرى الآن مرحلة اختباره من قبل اللجان المعنية، ويتحمل الزراعة تحت الظروف المناخية في مصر، ويمكن خلطه بدقيق القمح بنسبة 20% لإنتاج الخبز المدعم لزيادة القيمة الغذائية.

وأوضحت «المراكشي» أن السياسة الزراعية للشركة تتماشى وتدعم رؤية وسياسة الدولة في القطاع الزراعي، والتي تهدف إلى زراعة مليون ونصف المليون فدان، لخلق تنمية زراعية مستدامة، تسهم في سد عجز الغذاء، وتحقيق عدد من الأهداف التي تصر عليها الشركة ومنها المساهمة في حل مشكلة البطالة وتعويض الرقعة الزراعية المهدرة وخلق مجتمعات جديدة في الصحراء ومواجهة فكرة تسقيع الأراضي التي تهدر الاستثمار والتنمية.
الجريدة الرسمية